مددت أمس الأربعاء (15 أبريل/ نيسان 2015) الانتخابات العامة الجارية في السودان منذ الإثنين ليوم واحد في ظل مشاركة ضعيفة للناخبين في اليوم الثالث على التوالي ومقاطعة المعارضة في حين تم تسجيل حوادث أمنية وتظاهرات خاصة في مناطق النزاعات.
وكان من المفترض أن تقفل صناديق الاقتراع الساعة السابعة من مساء الأربعاء لتنتهي بذلك الانتخابات الرئاسية والتشريعية على المستوى الوطني ومستوى الولايات بانتظار الإعلان عن النتائج النهائية.
وينافس 15 مرشحاً ليسوا معروفين البشير الذي يطمح لولاية رئاسية جديدة بعد 26 عاماً في الحكم ومن المرجح أن يفوز فيها بسهولة. ومن المتوقع أيضاً أن يفوز حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالانتخابات التشريعية.
ومنذ بدء الانتخابات يوم الاثنين، بدت مشاركة الناخبين ضعيفة.
وفي مؤتمر صحافي، أعلن رئيس المفوضية القومية للانتخابات مختار الأصم أن «قررت المفوضية تمديد الاقتراع ليوم الخميس في كافة دوائر ومراكز السودان، وذلك لإتاحة الفرصة للناخبين السودانيين لاختيار ممثليهم للمجلس الوطني والمجالس التشريعية ورئاسة الجمهورية».
وصباح أمس (الأربعاء) في منطقة جزيرة توتي في وسط النيل الأزرق في الخرطوم، إحدى أقدم مناطق العاصمة ويربطها بها جسر طويل، بدا مركز الاقتراع الوحيد هادئاً نسبياً إذ أنه لم يستقبل أي ناخب خلال حوالى ساعة بعد فتح أبوابه. وحتى الساعة العاشرة، أدلى نحو 15 شخصاً غالبيتهم من كبار السن بأصواتهم.
وقال رئيس مركز توتي معتصم محمد لـ «فرانس برس» إنه «يوجد في المنطقة مركز واحد داخله سبع نقاط اقتراع، أما عدد المسجلين فهو 8158 صوت منهم حتى الآن حوالى 1800»، مشيراً إلى أن «60 في المئة من المقترعين أدلوا بأصواتهم يوم الإثنين أي أن الإقبال كان أكبر في اليوم الأول» من العملية الانتخابية. وتشمل الانتخابات إضافة الى انتخاب الرئيس لولاية من خمس سنوات، اختيار 354 عضواً في البرلمان وأعضاء مجالس الولايات. وفي ولاية الجزيرة (وسط)، قررت مفوضية الانتخابات مساء الثلثاء تمديد عملية الاقتراع يومين آخرين، الخميس والجمعة، من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساءً، وذلك لتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم.
وكانت المفوضية تحدثت في وقت سابق عن 152 مركزاً في ولاية الجزيرة من أصل 1818 لم تفتح أبوابها بسبب «أخطاء إدارية».
وعلى صعيد سياسي، دعت أحزاب المعارضة الناخبين إلى مقاطعة التصويت معتبرة أن الأوضاع في البلاد لا تسمح بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة. وبدأت المعارضة متمثلة بتحالف «نداء السودان» يوم الأحد اعتصاماً مفتوحاً في مقر حزب الأمة في أم درمان في إطار حملة أطلقت عليها «إرحل».
وفي ما يتعلق بالمشاركة الضعيفة، قالت نائبة رئيس حزب الأمة المعارض، مريم المهدي إنها «كانت متوقعة لأن الانتخابات لن تحدث أي تغيير، فالبشير سيحصد كافة الأصوات، فليس هناك منافسة من أي نوع في هذه الانتخابات».
من جهته، قال المرشح عن «حزب الحقيقة الفيدرالي» للمجلس الوطني (البرلمان) عبد الله موسى محمد، إن «سبب مقاطعة الانتخابات حالياً هو أن الناس لا يريدون التصويت للمؤتمر الوطني». وأضاف «أنا غير مرتاح لما يحدث وهو أمر مقلق وكان على كل مواطن أن يذهب ويمارس حقه، أما المقاطعة فهي فعل اليائسين». وعلى صعيد آخر، جاء في بيان للبعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي (يوناميد) مساء الثلثاء، أن ولايات عدة في دارفور شهدت تظاهرات ضد الانتخابات اذ تظاهر صباح الثلثاء حوالى 200 طالب في حرم جامعة مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وفي محيطه. وأطلقت الشرطة النار في الهواء لتفرقة المتظاهرين.
العدد 4604 - الأربعاء 15 أبريل 2015م الموافق 25 جمادى الآخرة 1436هـ
ديمقراطية عربية عجيب
26 سنة ينتخبون نفس الشخص ويفوز
مادري الخلل في الشعب لو في نزاهة العملية الانتخابية