عملاً باستراتيجيته لتعميق التواصل بينه وبين المنظمات المعنية بالتراث حول العالم، حضر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، والذي مقره المنامة، في الحراك الدولي المستمر للحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي، وذلك من خلال مشاركة مدير المركز منير بوشناقي خلال الأسابيع الماضية في مجموعة من ورش العمل واللقاءات المتخصصة في الحفاظ على الإرث الإنساني في كل من جمهوريتي اليابان والصين.
وفي اليابان، حيث عقد المؤتمر العالمي الثالث للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث بمدينة سنداي، قدّم منير بوشناقي مداخلة تناولت وجهة النظر العالمية حول الحد من تأثير الكوارث والأحداث على الأملاك الثقافية للشعوب. واستعرض دكتور بوشناقي خلال مداخلته عددا من المواقع التاريخية والتراثية التي تعرضت للضرر بفعل الكوارث الطبيعية والأحداث والحروب إضافة إلى تسليط الضوء على تأثيرها على البيئة الثقافية، الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحيطة بها.
وأشار بوشناقي إلى أنه وبالرغم من الجهود الدولية لعقد العديد من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بالحد من الكوارث، إلا أن موضوع الكوارث وتأثيرها على الأماكن الثقافية يبقى في الصدارة بفعل تزايد المخاطر التي تتعرض لها الآثار التاريخية، المتاحف والمشاهد الحضرية الثقافية حول العالم.
كما وأطلع بوشناقي الحضور على أهم الاجراءات التي تتّخذها كل من منظمة الأمم المتحدة للتربية و العلم و الثقافة اليونسكو ، المجلس الدولي للآثار والمواقع الأثرية (ICOMOS ) والمركز العالمي لدراسة الحفاظ على المباني الثقافية وترميمها ( ICROM)، وذلك في حالات الكوارث الطبيعية من زلازل، حرائق وفيضانات وأزمات سياسية وحروب.
أما في الصين، فحضر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي ممثّلاً بمديره بوشناقي في اجتماع المجلس الإداري لمركز اليونيسكو للتراث غير المادي والمتواجد في عاصمة الصين بكّين، حيث يغطي هذا المركز في عمله منطقة آسيا والمحيط الهادي.
وتناول الاجتماع مجموعة مواضيع تخص تطبيق اتفاقية اليونيسكو لعام 2003م والخاصة بصون التراث غير المادي، إضافة إلى مناقشة برامج تدريب الكوادر فيما يخص الموسيقى التقليدية، العادات والتقاليد. كما واستعرض الاجتماع كذلك العلاقة المتينة التي تربط التراث المادي وغيرالمادي.
وفي هذا الصدد، قدّم منير بوشناقي مداخلة خلال ورشة عمل عقدت على هامش اجتماع مركز التراث غير المادي، بيّنت العلاقة الوثيقة التي تربط التراث المادي في مشروع موقع طريق اللؤلؤ، المسجل على قائمة التراث العالمي في البحرين، وجوانب الحياة الثقافية المرتبطة بمهنة صيد اللؤلؤ حتى يومنا الحاضر.
يذكر أن قائمة التراث غير المادي لليونيسكو تضم 314 عنصراً ثقافيا من حول العالم، وهي ترادف قائمة التراث العالمي لليونيسكو والتي انبثقت بعد اتفاقية التراث العالمي لعام 1972م الخاصة بحماية التراث المادي الثقافي والطبيعي للعام.