يظهر على شاشة الكومبيوتر عالم أبيض من الثلوج والجليد بينما تصارع فتاة من الإسكيمو تشتغل بالصيد عاصفة ثلجية هوجاء وهي ترتدي ملابس من جلود الحيوانات.. وفجأة تنقشع من حولها الثلوج هي وثعلب قطبي يرافقها ليبدأ كل منهما في الركض والتقافز على نتوءات الصخور وتسلق الجبال يطاردهما دب قطبي ، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط أمس الثلثاء (14 أبريل / نيسان 2015).
والفتاة نونا والثعلب ليسا سوى شخصيتين ضمن لعبة فيديو تسمى «كيسيما انجيتشيون» بلغة الإسكيمو المحلية، وتعني «لن أكون وحيدة أبدا»، والتي توصف بأنها أول لعبة فيديو تجارية مستوحاة من ثقافة السكان الأصليين في الولايات المتحدة لمعالجة كيفية التعامل مع تغير المناخ.
وفي الوقت الذي يسعى فيه العلماء والناشطون بحثا عن سبل جديدة لتفسير مشكلة تغير المناخ واتخاذ إجراءات لمواجهتها صارت ألعاب الفيديو أسلوبا حديثا يصل إلى شريحة جديدة من المتلقين في حين يمنح مستخدميها شعورا مباشرا بمخاطر التغير المناخي وطرح بعض الحلول، حسب «رويترز».
وقال شون فيسي مدير قسم الابتكار في شركة «اي - لاين ميديا» في سياتل التي أنتجت لعبة فيديو «كيسيما انجيتشيون» بالاشتراك مع (كوك انلت ترايبال كاونسل) عام 2014 «ألعاب الفيديو متفردة للغاية في أنها تتطلب ردود الفعل التلقائية وتوقد الذهن لأنها وسيلة اتصال فعالة». وأضاف: «يمكن أن تكون من قبيل اللهو بينما يمكنك أن تتعلم في الوقت ذاته وألا تشعر بأنها مجرد عمل رتيب».
وتم ابتكار لعبة الفيديو بالتعاون مع نحو 40 من عقلاء ألاسكا الأصليين والحكائين وشخصيات المجتمع، وهي مستلهمة من أسطورة لشعب الإسكيمو تروي المغامرات التي خاضها فتى بعد أن وهب نفسه لإنقاذ أهله من عاصفة ثلجية مدمرة.
وقال فيسي: «هدفنا هو خلق فضول في ثقافة العالم وهؤلاء الناس». وقال إن فريق العمل لم يعمد إلى التركيز على تغير المناخ، لكن هذه الفكرة نشأت خلال الزيارات إلى ألاسكا. وأضاف: «يرتبط نمط حياتهم بالأرض بدرجة كبيرة، وهم حساسون للغاية لتغير البيئة وتبدل أنماط هجرة الحيوانات وحتى تدفق الثلج وسمكه».
ويبتكر بابلو سواريس المدير المشارك للبحوث والابتكار لدى مركز الصليب الأحمر / الهلال الأحمر للمناخ ألعاب فيديو لتعليم الناس كيفية التعامل مع تغير المناخ والنهوض بدرجة الاستعداد للكوارث. وقال: «تساعدنا الألعاب على معرفة التداعيات طويلة الأمد لقراراتنا القصيرة الأجل على نحو يمتزج فيه المرح بالجاذبية».
وقد ابتكر ألعابا لمتلقين من شتى أرجاء العالم مثل لعبة بطاقات ورقية مخصصة لتساعد المزارعين في المناطق الساحلية بالسنغال كي يتعرفوا على كيفية التعامل مع العواصف التي تشتد آثارها.
وتتلخص اللعبة في أن يختار السكان مسارات عمل من بين مجموعة من البطاقات، وتؤدي هذه الاختيارات إلى مناقشات بين أفراد المجتمع، تؤدي بدورها إلى خلق 300 بطاقة اختيار جديدة للمجتمع.