إعلان وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون عزمها الترشح للرئاسة الأميركية في 2016 له عدة معانٍ؛ إذ إنها في حال فازت ستكون أول امرأة تفوز بهذا المنصب كما كان باراك أوباما أول شخص من أصول إفريقية يفوز بالمنصب. ولكنها أيضاً ستؤكد استخدام نهج ما يسمى بـ «القوة الذكية» بصورة مختلفة عن أوباما.
بدايةً، فإنّ أميركا في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن تميزت باستخدام نهج «القوة الصلبة»، أو «القوة الخشنة» (hard power)؛ بمعنى أن استخدام القوة العسكرية له الأولوية لفرض وتحقيق الأهداف الأميركية... والنماذج على ذلك ما حدث في أفغانستان ثم العراق، إذ إن تغيير الأنظمة (regime change) كان هدفاً مُعلَناً تجاه الأنظمة غير المرغوب فيها.
على الجانب الآخر، هناك القوة الناعمة (soft power) وهي استخدام الاقتصاد والثقافة ودبلوماسية الحوار والمفاوضات لتحقيق أهداف السياسة الخارجية. فأميركا لديها الكثير في هذا المجال، كما أن لدول أخرى قوة ملحوظة في هذا المجال، مثل ألمانيا والصين والهند، وغيرها من الدول التي تتمكن من تحقيق الكثير من أهداف سياستها الخارجية عبر استخدام قوتها الثقافية أو الاقتصادية أو ما شابه، لتحقيق أهداف السياسة الخارجية.
القوة الذكية (smart power) تُعبّر عن حالة وسيطة تدمج بين القوتين الصلبة والناعمة، بحيث تستخدم القوة بصورة خاصة أو استثنائية، مثل استخدام طائرات من دون طيار لقتل الأعداء، أو استخدام التفوُّق في مجالات محددة، لتسهيل الطريق وفسحه نحو استخدام وسائل أخرى لتحقيق الهدف المنشود.
ربما الاختلاف بين كلينتون - فيما لو فازت - وأوباما، هو أنها ستستخدم أساليب القوة الذكية بصورة أكبر ولكن باتجاه مختلف في عدد من المناطق المهمة، ومنها الشرق الأوسط، إذ إنها أكثر حميمية للحلفاء التقليديين لأميركا من الإدارة الحالية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4603 - الثلثاء 14 أبريل 2015م الموافق 24 جمادى الآخرة 1436هـ