أحال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكثر من 300 ضابط من الجيش على التقاعد ضمن خطة إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية التي انهارت قطعات عدة منها في وجه هجوم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قبل أشهر، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي.
وقال بيان وزعه مكتب رئيس الوزراء بعيد منتصف ليل أمس الأول الأحد (12 أبريل/ نيسان 2015) إن «القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي يحيل أكثر من 300 ضابط في وزارة الدفاع على التقاعد ضمن خطة إعادة هيكلة الجيش العراقي، وجعله أكثر فاعلية وكفاءة في مواجهة المخاطر التي تواجه العراق ولحماية أمنه الوطني».
ولم يحدد البيان رتب الضباط أو مسئولياتهم أو الأسباب المباشرة لإحالة هؤلاء من دون غيرهم، علماً أن عدد الضباط في الجيش هو بالآلاف.
وكان العبادي قام خلال الأشهر الماضية بإقالة أو إحالة عشرات الضباط في الجيش ووزارة الداخلية، في خطوات وضعها في إطار مكافحة الفساد وإعادة الهيكلة. إلا أن هذه الخطوة الأخيرة تعد الأكبر من حيث الحجم.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي أمس (الإثنين) انه سيطلب من الولايات المتحدة المزيد من التسليح والضربات الجوية في مواجهة «داعش»، وذلك قبيل مغادرته إلى واشنطن للقاء الرئيس باراك أوباما.
وقال العبادي للصحافيين في مطار بغداد، رداً على سؤال بشأن أهم ما سيطلبه خلال زيارته واشنطن «الأمر الأول هو زيادة واضحة في الحملة الجوية وتسليم الأسلحة». وأضاف «شاهدنا خلال الأشهر الماضية تقدماً كبيراً في الإسناد الجوي من قبل التحالف الدولي (الذي تقوده واشنطن) وكذلك زيادة عدد المدربين» الذين يؤهلون القوات العراقية للقتال ضد التنظيم الذي يسيطر منذ يونيو/ حزيران على مساحات واسعة من البلاد.
إلا أنه أوضح أن «العراق يحتاج إلى المزيد من التسليح». وشدد العبادي على الحاجة إلى «إجراءات صارمة لإيقاف تدفق الإرهابيين الأجانب إلى العراق» وإلى «دعم دولي من أجل كبح جماح هذا الإرهاب الذي الآن يهرب النفط ويهرب الآثار للحصول على الأموال».
ميدانياً، قال مسئولون محليون إن قوات الأمن وغارات جوية شنها تحالف تقوده الولايات المتحدة صدت مقاتلي «داعش» بعدما اخترقوا المحيط الأمني لأكبر مصفاة نفط عراقية وتقع بمدينة بيجي في وقت مبكر من صباح أمس. وظلت المصفاة تحت الحصار لمدة 5 أشهر بعد أن اجتاح «التنظيم» العراق صيف العام الماضي. وطردت قوات الأمن المتشددين من بلدة بيجي القريبة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وقال عضو مجلس محافظة صلاح الدين، خزعل حماد إن الهجوم الذي بدأ قبل يومين على مصفاة بيجي هو الأعنف حتى الآن.
من جهة ثانية، ذكرت مصادر أمنية عراقية أمس أن أحد أفواج قوات الشرطة الاتحادية في العراق قتل مع عدد من مساعديه في كمين نصبته عناصر «داعش» في إحدى المناطق التابعة لمنطقة الإسحاقي التابعة لمحافظة صلاح الدين.
وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «داعش» كمن لموكب آمر فوج في لواء 17 في الشرطة الاتحادية المقدم هيثم حمه في منطقة الفرحانية غربي ناحية الاسحاقي شمالي بغداد ما تسبب بمقتله وضابط آخر واثنين من عناصر الشرطة وإصابة ضابط استخبارات الفوج وشرطي آخر.
إلى ذلك، عثرت السلطات العراقية حتى الآن على رفات 164 شخصاً في مقابر جماعية بمدينة تكريت، يرجح أنها تعود لمجندين قضوا قبل أشهر على يد «داعش»، بحسب ما أفاد متحدث باسم وزارة حقوق الإنسان أمس.
العدد 4602 - الإثنين 13 أبريل 2015م الموافق 23 جمادى الآخرة 1436هـ