تعزيزا للتعاون والتنسيق وتنفيذا للاتفاقيات الأمنية الموقعة بين دول مجلس التعاون الخليجي وفي إطار الحرص المستمر على مواصلة جهود تبادل الخبرات بين الأشقاء، شاركت الأكاديمية الملكية للشرطة في ملتقى التعليم والتدريب الأمني السابع لدول مجلس التعاون الخليجي والذي عقد بدولة الإمارات العربية المتحدة، ونظمته كلية شرطة أبوظبي تحت شعار"التدريب الشرطي المبني على الكفاءات".
وأكد رئيس الوفد، عضو اللجنة العلمية للملتقى النقيب عبدالعزيز الدوسري أن هذا النوع من الملتقيات يتيح الفرصة لتبادل الخبرات، وبناء منظم للمعرفة الشرطية قائم على التوجهات الحديثة في التعليم والتدريب وفق منطلقات الجودة والتحسين المستمر وإدارة المعرفة باستخدام أفضل الأساليب والأدوات التعليمية والتدريبية الحديثة ، منوها إلى أن هدف الملتقى زيادة الاستثمار في بناء رأس المال البشري في مرتبات كليات الشرطة والدارسين فيها وصولا إلى تعزيز رأس المال الفكري.
يشار إلى أن الملتقى شارك فيه 45 ضابطا وتلميذا عسكريا من دول مجلس التعاون، وقدمت الوفود المشاركة أوراق عمل تهدف إلى إيجاد رؤية مشتركة لمؤسسات التعليم والتدريب الأمني بما يحقق رؤية ورسالة دول مجلس التعاون الخليجي في بناء الموارد البشرية ورفع كفاءتها, ومناقشة مشكلات التعليم والتدريب الأمني واقتراح التوصيات الملائمة لمواجهتها، مع تعزيز البحث العلمي في مجال التعليم والتدريب الأمني المتكامل، وطرح أهم الأساليب الحديثة للتعليم والتدريب الأمني المبني على الكفاءات, والاسترشاد بتجارب الدول المتقدمة في التعليم والتأهيل والتدريب والتنمية المستدامة للموارد البشرية.
في سياق متصل ، أكد الملازم الأول عمر الشيخ عضو الوفد المشارك على ضرورة استثمار الملتقيات العلمية في كليات ومعاهد الشرطة في دول مجلس التعاون في مجال البحث العلمي ، وعليه تم استثمار الملتقى في إعداد بحثين علميين هما جودة التعليم والتدريب الشرطي في إطار الاتجاهات الحديثة"دراسة ميدانية في كليات ومعاهد الشرطة في دول مجلس التعاون الخليجي"، وإستراتيجية التدريب وأثرها في رفع كفاءات العاملين في المؤسسات الشرطية"دراسة ميدانية في دول مجلس التعاون الخليجي" ، مستتعرضا في هذا المجال ما حققه الملتقى، من حيث تبادل الخبرات وتكوين علاقات عامة مع المؤسسات المماثلة، حيث تضمن الملتقى ورش عمل وتجارب مختلف دول مجلس التعاون الخليجي في مجال التعليم والتدريب الشرطي.
من جانبه ، أشار المشارك بالوفد التلميذ العسكري (سنة رابعة) محمد الكبيسي إلى التعرف على أساليب العمل في إدارات وأقسام شرطة أبوظبي"تعرفنا على مراحل تطور المختبرات الجنائية واهتمام القيادة الشرطية بتطوير الإمكانات الفنية والبشرية بما يحقق أفضل الممارسات الأمنية التي تصب في تحقيق العدالة، كما قمنا بجولة في أقسام الأدلة الجنائية والاطلاع على طرق إجراء الفحوص المختلفة ونظام إدارة الأدلة الجنائية الإلكتروني الذي يعتبر من الأنظمة المتقدمة عالميا".
في ذات السياق، أوضح التلميذ العسكري خالد آل خليفة (سنة رابعة) أنه تم التعرف من خلال الزيارات الميدانية على مهام غرفة العمليات وخططها الإستراتيجية والمنظومة المعلوماتية بغرفة عمليات الشرطة وكيفية التعامل مع البلاغات والأنظمة التقنية المتطورة لاستقبال البلاغات والتعامل معها وفق منظومة حديثة، منوها كذلك إلى أن الزيارة أتاحت الكثير في رصيد تدريبنا وتعليمنا الأكاديمي والعسكري.
وقد تضمنت زيارة الوفد مزيجا من البرامج التدريبية والزيارات الميدانية وورش العمل، ومنها زيارة إدارة تقنية المعلومات والاتصالات، المختبر الجنائي، غرفة العمليات المركزية بشرطة أبوظبي.
الجدير بالذكر أن الملتقى، سيعقد دورته المقبلة في مملكة البحرين للنظر في التوصيات التي تم إقرارها ومنها تفعيل مشاركة المعرفة الالكترونية بين كليات الشرطة ومعاهدها من خلال نشر الأبحاث العلمية الرصينة والمتخصصة في حل المشكلات الأمنية وكذلك الاستفادة من الربط الالكتروني في مجال الندوات والمحاضرات والمؤتمرات وغيرها وذلك من خلال منصة الكترونية في شبكة الإنترنت، وتوسيع قاعدة المشاركة المعرفية في إثراء هذه الملتقيات العلمية من خلال استضافة خبراء ومتخصصين من دول مجلس التعاون الخليجي في مجال التدريب والتعليم من كليات شرطة مناظرة أو ممن شغلوا مناصب عليا في الأجهزة الأمنية للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم التراكمية .