كشف موقع سي.إن .إن، اليوم الإثنين (13 أبريل / نيسان 2015) عن قصة لأحدى اللاجئات الايزيديات إلى كردستان العراق.
لاحق الخوف كثيرا من هؤلاء اللاجئين الايزيديين إلى كردستان العراق ... خوف ليس فقط على أنفسهم ولكن على أحبائهم أيضا ممن لا زالوا في قبضة "داعش" .. من تحدثنا إليهم طالبوا منا إخفاء هوياتهم.
محمود لم يكن في منزله حينما وصل تنظيم "داعش" إلى سنجار في أغسطس/ آب الماضي
وحينها، اختطف عناصر "داعش" زوجته أحلام وأطفاله الثلاثة وكان أصغرهم في ذلك الوقت يبلغ من العمر شهرا واحدا فقط. إضافة إلى والديه
أحلام "أرغمنا على الصعود في شاحنات كبيرة.. ومن ثم قاموا بكتابة أسمائنا جميعا .. وسألونا عمن يريد العمل في الزراعة، أو التنظيف، أو رعي الأغنام."
اختارت العائلة رعي الأغنام وتم اقتيادهم إلى قرية فر سكانها .. ليبدؤوا العمل
أحلام "في البداية كنا نشعر بالخوف ونبكي دائما، ولكننا اعتدنا على ذلك لاحقا."
رجلان حاولا الفرار تم ضربهما بعنف وجرهما بسيارة على الشارع حتى الموت
القرية كانت سجنهم
ولمدة شهرين.. لم يكن محمود على علم ما إذا كانت عائلته قد لقيت حتفها أو لا زالت على قيد الحياة.
وفي يوم من الأيام .. عثرت أحلام على هاتف خليوي في المنزل.. واتصلت بزوجها
أحلام "أخبرته أننا على قيد الحياة .. ولكننا مسجونون."
وفي أحد الأيام جاء مقاتلو "داعش" وأخذوا والدي محمود
أحلام "لم نكن ندري إلى أين أخذوهم .. اعتقدنا أن دورنا سيكون التالي ... وأن هذه هي النهاية.. فقررنا إما الهروب والنجاة وإما الموت.
هربت أحلام مع أطفالها في مجموعة مكونة من 31 شخصا خلال ظلام الليل ... كانت المجموعة تسير آملاة بالوصول إلى الحرية
أحلام "حينما أشرقت الشمس ... أدركت أن هذه هي النهاية .. وأنهم سيمسكون بنا .. وتساءلت عن مصير أبنائي .."
لحسن الحظ، لم يحصل أي شيء مما توقعته أحلام ... فالتم شمل العائلة في لحظة لا ينساها الزوجان أبدا .. غير أن مصير والدي محمود لا يزال مجهولا ..
ولكن بعد يومين... تم التعرف إلى مصيرهما
فقد أطلق تنظيم "داعش" سراح 217 أيزيديا .. العديد منهم من كبار السن .. والسبب. لا أحد يعلم ... فقد قام التنظيم بنقلهم من مكان لآخر لمدة ستة أيام قبل إطلاق سراحهم
ومن بينهم والدا محمود
والد محمود "لم نكن نعلم ما إذا كان التنظيم سيقتلنا أو يفعل أي شيء آخر ."
والدة محمود "بالطبع كنت سعيدة جدا .. لم أصدق أنني كنت في وكر الأعداء أواجه الموت.. ومن بعدها هربت من ذلك "
غير أن والدي أحلام لا يزالان في قبضة "داعش".. كما أنها لم تتمكن حتى الآن من نسيان كل اللحظات المخيفة التي مرت بها سابقا
تقول أحلام إن أكثر اللحظات رعبا كانت حينما بدأ مقاتلو "داعش" بأخذ الفتيات الصغيرات للمتاجرة بهن ... وكانوا في بعض الأحيان أخذ هؤلاء البنات من أحضان أمهاتهن عبر شدهن من شعورهن فيما كانت الفتيات يصرخن .
أحلام "كنت أختبئ أو لا أقوم بتنظيف نفسي .. كما أنني كنت أرضع ابني الصغير."
ولعل ذلك هو ما أنقذ حياتها .. فتشريع "داعش" يمنع الاقتراب من النساء المرضعات
ولكن ذكرى هؤلاء الفتيات والسيدات اللاتي مررن بكل هذه المآسي هي ما يقض مضجعها.
وصمة عار
وصمة عار في جبين البعض بانهم ساهمو وانتجو هذه القاذورات.