تصعد الولايات المتحدة من جهودها لدعم عمليات «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية ضمن تحالف عربي منذ 26 مارس/ آذار الماضي، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الأحد (12 أبريل/ نيسان 2015).
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم بتعزيز الولايات المتحدة تبادل معلومات استخباراتية مع السعودية لتزويدها بقدر أكبر من المعلومات بشأن الأهداف العسكرية المحتملة في الحملة الجوية ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن.
وأوضح المسؤولون الأميركيون أن المساعدة الموسعة تتضمن بيانات مخابرات حساسة ستسمح للقيادة العسكرية لـ«عاصفة الحزم» بتحسين مراجعتها لأهدافها العسكرية. وأضاف مسؤول أميركي: «لقد وسعنا قليلا المجال فيما نتبادله مع شركائنا السعوديين.. أننا نساعدهم في تعزيز تفهم ساحة القتال والموقف مع قوات الحوثيين. ونساعدهم أيضا في تحديد مناطق يتعين عليهم تفاديها.. لتقليل أي خسائر في صفوف المدنيين».
وأدى استيلاء الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء إلى انتكاسة جهود الولايات المتحدة لمحاربة مقاتلي «القاعدة» في اليمن. وتشعر واشنطن بقلق من الفوضى التي أحدثها انقلاب الحوثيين ورفضهم الانصياع لقرارات مجلس الأمن المعترفة بشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وقال المسؤولون الأميركيون الأربعة الذين تحدثوا لـ«رويترز» شريطة عدم نشر أسمائهم أن واشنطن لن تصل إلى حد اختيار أهداف محددة لتحالف «عاصفة الحزم».
وكان وكيل وزير الخارجية الأميركية أنطوني بيكنتون قد أعلن في الأسبوع الماضي أن واشنطن تعجل بإمدادات السلاح وتعزز تبادل معلومات المخابرات مع تحالفه «عاصفة الحزم». وبدورها، قالت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» إنها بدأت إعادة تزويد طائرات التحالف العربي بالوقود في الجو على الرغم من أنها خارج المجال الجوي اليمني.
وقال مسؤولون أميركيون إن «الدعم الأميركي في مجال المخابرات كان قاصرا حتى الأيام الأخيرة على مراجعة معلومات المواقع التي تستهدفها السعودية في محاولة لتأكيد دقتها». وأوضح المسؤولون أن الدور الأميركي زاد الآن في حجمه ومجاله بحيث تضمن «تدقيقا» أكثر تفصيلا للمعلومات التي تعدها القيادة العسكرية لـ«عاصفة الحزم» للمواقع المستهدفة مع توجيه اهتمام خاص لمساعدة السعوديين على تفادي سقوط ضحايا من المدنيين.
ولم يعلق البيت الأبيض والبنتاغون بشكل محدد عندما سئلا عن توسيع تبادل معلومات المخابرات.
واكتفى اليستير باسكي المتحدث باسم البيت الأبيض بالقول إن «الولايات المتحدة تزود شركاءنا بمعلومات المخابرات اللازمة والمناسبة للدفاع عن السعودية والاستجابة للجهود الأخرى لدعم حكومة اليمن الشرعية».
وكان بلينكين قد صرح خلال زيارة إلى الرياض الأسبوع الماضي بأن «السعودية تبعث برسالة قوية للحوثيين وحلفائهم بأنهم لا يستطيعون السيطرة على اليمن بالقوة». وأضاف: «في إطار تلك الجهود عجلنا بتسليم الأسلحة (للتحالف).. وزدنا من تبادل معلومات المخابرات وشكلنا خلية تخطيط مشتركة للتنسيق في مركز العمليات السعودي».
وقال مسؤولون أميركيون إن «الولايات المتحدة أرسلت فريق تنسيق عسكريا يضم 20 فردا للتواصل مع دول الخليج بقيادة الميجر جنرال كارل موندي». وأضاف المسؤولون أن «تخصيص جنرال كبير سيسهل التفاعل مع المسؤولين الكبار الآخرين من دول أخرى».
وبدأت الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي طلعات جوية يومية لإعادة تزويد مقاتلات السعودية ودولة الإمارات بالوقود في الجو. ولكن حتى مع عمليات التزويد بالوقود تبدي الولايات المتحدة الحذر حيث تقوم بهذه الطلعات الجوية خارج المجال الجوي اليمني وتطلب تعويضا ماليا من الحلفاء.