نفت رئيسة مركز إصلاح وتأهيل النزيلات، النقيب شمة العيس، ما تردد عن وجود قيود على النزيلات في المركز، مؤكدة في الوقت نفسه أنها تتعامل مع النزيلات بسياسة «الباب المفتوح».

«الوسط» زارت المبنى الجديد لمركز إصلاح وتأهيل النزيلات، وهي أول صحيفة يُسمح لها بزيارته، والتقت العيس، التي أكدت لـ «الوسط»، أن التزام الضابطات والشرطيات والعاملات في المركز بالتعامل مع النزيلات أفضل معاملة معهن، هو ما أدى إلى عدم وجود أية مشكلة أو حالة هروب لنزيلات.

وقالت العيس، ردّاً على ما تردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن سوء أوضاع النزيلات في المركز: «النزيلات يحصلن على جميع حقوقهن من الزيارات والاتصالات، والغذاء الجيد مع المعاملة الحسنة. ولا صحة لما ذكر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تردي النظافة في المركز».

وأكدت أن إبقاء الأطفال في المركز يكون اختيارياً وفق رغبة الأم، ويتم أخذ الأطفال إلى المركز الصحي في المواعيد المقررة لحصولهم على التطعيمات، وذلك برفقة الأم.

«الوسط» أول صحيفة تزور المبنى الجديد لتأهيلهن

رئيسة «مركز الإصلاح»: لا قيود على النزيلات... ونتعامل معهن بسياسة «الباب المفتوح»

مدينة عيسى - أماني المسقطي

نفت رئيسة مركز إصلاح وتأهيل النزيلات، النقيب شمة العيس، ما تردد عن وجود قيود على النزيلات في المركز، مؤكدة في الوقت نفسه أنها تتعامل مع النزيلات بسياسة «الباب المفتوح».

«الوسط» زارت المبنى الجديد لمركز إصلاح وتأهيل النزيلات، وهي أول زيارة يُسمح بها لصحيفة محلية في المركز، والتقت بالعيس، التي أكدت لـ «الوسط»، أن التزام الضابطات والشرطيات والعاملات في المركز بالتعامل مع النزيلات أفضل معاملة لهن، هو ما أدى إلى عدم وجود أية مشكلات أو حالات هروب لنزيلات.

وفيما يأتي اللقاء الذي أجرته «الوسط» مع النقيب العيس:

كم عدد النزيلات في مركز الإصلاح والتأهيل؟ وما هي أبرز قضايا النزيلات البحرينيات والأجنبيات؟

- نسبة النزيلات سواء كن بحرينيات أو من جنسيات أجنبية تتغير بصفة دورية، وأبرز قضايا النزيلات البحرينيات هي القضايا المالية، والتي تتمثل في إصدار شيك من دون رصيد، بالإضافة إلى قضايا الاحتيال، أما النزيلات الأجنبيات فقضاياهن تتمثل في الإقامة غير المشروعة، والسرقة، ومخالفة قانون العمل.

ممَّ يتكون المبنى الجديد لمركز تأهيل النزيلات؟

- يتكون من 35 غرفة للنزيلات، تتوزع على دورين، فضلاً عن بهو للقهوة، مطعم ومطبخ وغرفة لغسيل الملابس، بالإضافة إلى المرافق التابعة للإدارة.

اعتمدت وزارة الداخلية لفظة «نزيل» أو «نزيلة» بدلاً من «سجين» أو «سجينة»، فما الذي ترتب على ذلك على أرض الواقع؟

- بفضل توجيهات وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، الذي أولى اهتماماً خاصاً لدعم النزيلات والوقوف بجانبهن، تم تغيير مسمى «سجينة» إلى «نزيلة» وتغيير مسمى «سجن» إلى «مركز إصلاح وتأهيل»، وذلك بهدف تغيير نظرة المجتمع إلى النزيلة، وعودتها إلى مجتمعها امرأة صالحة مؤهلة للعودة إلى الحياة والعيش فيها بحياة كريمة.

فالغرض من بقائها في فترة المحكومية أن تكون فترة إصلاح وتأهيل، لا سجن وعقاب، إذ تحولت المؤسسات العقابية إلى مراكز للإصلاح والتأهيل، وفي السابق كانت هناك جهود فردية لتأهيل وتدريب النزيلات، أما الآن فهناك توجه عام لتنفيذ هذه الخطوة. والواقع أننا وفور دخول النزيلة للمركز، نقول لها إنها باتت جزءاً من عائلة واحدة يضمّها المركز، ونحرص على عدم وجود أي حواجز بيننا وبينها.

بل إن بعض النزيلات يفضلن البقاء في المركز عن الخروج منه، خشية عدم تقبل المجتمع لهن.

وما هي إجراءات إدخال النزيلات مركز الإصلاح والتأهيل؟

- يتم استلام النزيلات من الإدارات الأمنية بعد صدور الحكم عليهن، ومن ثم يتم التأكد من أن جميع أوراقهن الرسمية موقعة ومختومة من قبل الجهات المختصة، مع القيام بالفحص الطبي للنزيلة للتأكد من حالتها الصحية. وبعدها تُمنح النزيلة اتصالاً هاتفياً لإبلاغ أهلها أو سفارة بلادها - في حال كانت أجنبية - بوجودها في المركز، قبل أن يتم تفتيشها وتسليمها العهدة كاملة، بعد ذلك يتم تصنيفها وفق نوع القضية وإيداعها في المكان المخصص. وعلى كل غرفة، يتم وضع قائمة بأسماء وصور النزيلات المقيمات فيها.

وهل هناك زي موحد للنزيلات أسوة بالنزلاء؟

- نعم، وفلسفة ذلك إشعارهن بأنهن يعشن في بيت واحد، ولا يجب أن يكون هناك ما يفرق بينهن، سواء كن بحرينيات أو أجنبيات.

كيف يتم التعامل مع النزيلات الأمهات اللواتي يقيم معهن أبناؤهن؟ وكم أعدادهن؟ وهل تتوافر البيئة المناسبة لأطفالهن؟

- يوجد في المركز قسم مخصص للأمهات مع أطفالهن، منفصل عن باقي النزيلات، ومزود بأسرَّة خاصة للأطفال وجهاز تلفزيون وألعاب مناسبة، وذلك بحسب أعمار الأطفال بحيث لا يتعدى السنتين كما هو موضح في القانون. وتقوم وزارة الداخلية بتوفير جميع متطلبات الأطفال (حليب وغيارات وغذاء مناسب)، وحالياً يتواجد في المركز ثلاثة أطفال.

وهل قرار إبقاء النزيلات لأطفالهن في المركز اختياري أم إجباري؟

- إبقاء الأطفال في المركز يكون اختيارياً وفق رغبة الأم، ويتم أخذ الأطفال إلى المركز الصحي في المواعيد المقررة لحصولهم على التطعيمات، وذلك برفقة الأم.

هل يتم السماح للنزيلات باستكمال دراستهن أسوة بالنزلاء من الرجال؟

- نعم بالطبع، ونحن نشجعهن على ذلك، ويتم التنسيق في هذا الشأن مع وزارة التربية والتعليم، إذ تقدم النزيلات المنخرطات في الدراسة امتحاناتهن في مركز التأهيل بحضور لجنة من الوزارة، بل وأصبحت الدراسة جزءاً من برنامج تأهيل النزيلات الذي نعتمده في المركز.

ماذا عن الطالبات الجامعيات؟

- لا يوجد لدى المركز أي مانع بذلك، إلا أن الجامعات تشترط ساعات حضور محددة لاستكمال الدراسة الجامعية ما يتعذر عليهن الوفاء بذلك.

كثرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الشكاوى من القيود التي تفرضها إدارة المركز على النزيلات، ومن سوء أوضاعهن، وتردي النظافة في المبنى، فما تعليقك على ذلك؟

- لا توجد قيود مفروضة على النزيلات من قبل إدارة المركز، وإنما هناك حقوق وواجبات تطبق عليهن لضمان سلامتهن في المركز.

ولا أعتقد أن النزيلات يعانين من سوء أوضاعهن في المركز، إذ يحصلن على جميع حقوقهن من الزيارات والاتصالات والحصول على الغذاء الجيد مع المعاملة الحسنة وسياسة الباب المفتوح بين النزيلات ومسئولة المركز. ولا صحة لما ذكر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن تردي النظافة في المركز، فأنتم تلاحظون مدى نظافة المركز والمستوى الذي وصل إليه.

وما هو الإجراء المتبع في حال وجود نزيلات مصابات بأمراض معدية؟

- لدينا قسم متكامل للعزل الصحي للنزيلات المصابات بأمراض معدية، كمرض التهاب الكبد الوبائي، إذ يتم عزلهن عن النزيلات الأخريات في الغرف ودورات المياه، أما الأمراض المعدية الأخرى كالسل، فيتم نقل النزيلات المصابات مباشرة إلى مجمع السلمانية الطبي.

وكيف يتم معاقبة النزيلات في حال ارتكبن مخالفات؟

- يتم توجيه إنذار للنزيلة في حال ارتكابها مخالفة في المرة الأولى، وإذا تكررت المخالفة يتم منعها من الخروج للساحة الخارجية، ولا يتم تطبيق عقابين في وقت واحد. ولله الحمد فإن النزيلات متعاونات جداً ولا توجد من تخالف الأنظمة والقوانين إلا بعض الحالات النادرة.

هل تطبق على النزيلات سياسة الإعفاء المبكر من المدة المتبقية من السجن أسوة بالرجال؟

- نعم.

هل يتم السماح للمنظمات الدولية والمحلية بزيارة النزيلات؟

- نعم، تم السماح بزيارة عدد من المنظمات الدولية والمحلية للنزيلات.

ما هي آخر الجهات التي قامت بزيارة المركز؟

- كانت آخر زيارة للنزيلات من قبل مفوضية حقوق السجناء والمحتجزين بتاريخ 18 يناير/ كانون الثاني 2015. وشهد العام 2014 أكثر من زيارة، منها زيارة وفد بريطاني بتاريخ 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، وزيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، كما زار مركز النزيلات وفد عن منظمة العفو الدولية في 8 مايو/ أيار 2014، ووفد عن الأمانة العامة للتظلمات في 25 فبراير/ شباط 2014، وكذلك زيارة للجنة الدولية للصليب الأحمر في 19 يناير 2014.

ماذا عن عدد مرات المكالمات الهاتفية والزيارات المسموح بها للنزيلات؟

- يتم منح النزيلة ما مدته نصف ساعة من المكالمات الهاتفية موزعة على يومين في الأسبوع، بحسب طلب النزيلات أنفسهن، كما يتم السماح لما مجموعه أربعة أشخاص والأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً، بزيارة مدتها نصف ساعة كل أسبوع، بخلاف الزيارات الاستثنائية. وتكون الزيارات في الفترة بين الثامنة صباحاً والثانية ظهراً.

وهل يتم السماح لهن بالمشاركة في مراسم عزاء أقاربهم؟

- يُطبق على النزيلات ما يطبق على النزلاء من الرجال في هذا الشأن، كما يتم منحهن زيارات استثنائية، لكن بعض النزيلات لا يرغبن عادة بالمشاركة بمراسم العزاء.

وهل يتم تدريب النزيلات وتأهيلهن مثل النزلاء الرجال؟

- نعم، ويوجد فصل للحاسب الآلي، يستوعب ست نزيلات في الحصة الواحدة التي تستمر ساعة كاملة، والتي يتم بموجبها منح النزيلة شهادة بعد إتمامها 45 ساعة من التدريب. وهناك مشغل للحرف اليدوية، ومكتبة حديثة تضم مجموعة من الكتب، بالإضافة إلى صالون تعليمي ومطبخ تعليمي في طور التفعيل.

بالإضافة إلى ذلك، يتم تنظيم محاضرات تأهيلية وورش عمل تدريبية للنزيلات في مختلف المجالات الصحية والنفسية والدينية والاجتماعية، من أبرزها المحاضرات التي يقدمها مركز «اكتشف الإسلام» وتحفيظ القرآن الكريم. وكذلك يتم توفير عدد من الصحف اليومية المحلية والأجنبية. كما نقيم احتفالات في مختلف المناسبات، بما فيها العيد الوطني وأسبوع النزيل، إضافة إلى تنظيم المسابقات وتوزيع الكؤوس والميداليات على الفائزات، وكانت آخر مسابقة تم تنظيمها للنزيلات هي في الرسم.

وكيف يتم توزيع النزيلات على هذه النشاطات؟

- يتم توزيع النزيلات بحسب رغباتهن وميولهن، فالمجال مفتوح لمن ترغب في الانخراط في البرامج والأنشطة التي تناسبها.

وهل يتم بيع ما تنتجه النزيلات؟

- لا، لكن هناك خطة لذلك، على أن يكون الريع للمشغل والنزيلة.

هل لإدارة الإصلاح والتأهيل دور في إعادة إدماج النزيلات البحرينيات في المجتمع البحريني بعد انقضاء مدة محكوميتهن؟

- نحن مستعدون لتقديم كل أنواع الدعم والتعاون والمساعدة للنزيلة حتى بعد انقضاء فترة المحكومية، وذلك من خلال التواصل والتنسيق مع شرطة خدمة المجتمع في إعادة إدماج النزيلات البحرينيات في المجتمع، ضمن برنامج يسمى بالرعاية اللاحقة، إلا أن وضع النزيل يختلف عن النزيلة في ذلك نظراً لحساسية هذا الأمر بالنسبة لها، فبعضهن لا يحبذن ذلك.

كنتِ تتولين إدارة مركز تأهيل الأحداث، والآن تتولين مركز إصلاح وتأهيل النزيلات، فما الفرق بين إدارة كلا المركزين؟

- لا أجد فرقاً في ذلك، في السابق كنت أتعامل مع الأحداث كأمّ لهم، والآن أتعامل مع النزيلات كأمّ أو أخت لهن، ودائماً أُشعرهن أننا جميعاً في مستوى واحد، وهذا ما اتفقنا عليه هنا في مركز الإصلاح، إذ دائماً ما أوجه الضابطات والشرطيات والعاملات هنا بالتعامل مع النزيلات أفضل معاملة لهن، ولذلك ليس لدينا أية مشكلات أو حالات هروب لنزيلات.