العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ

الشاعر السوري لؤي طه يحلق بين ياسمين دمشق ونخيل العراق

في أمسية نظمت في «بيت الشعر»

بحنين دمشقي ووجع عراقي وحروف من ياسمين راح الشاعر السوري لؤي طه يرش عطر الكلمات في بيت الشعر بيت الشاعر إبراهيم العريض في المنامة، في أمسية تأتي ضمن موسم «الجمال فرضاً والجماليات قاعدة» وتزامناً مع ربيع الثقافة في موسمه العاشر وذلك مساء يوم الاثنين 6 أبريل/ نيسان 2015م بحضور مجموعة من المثقفين والمهتمين والأصدقاء.

في مطلع الأمسية قدمت الفنانة التشكيلية العراقية فريال الأعظمي للشاعر لؤي طه بشهادة فنية مشيرة إلى أن تجربتها التشكيلية مع كلمات طه أكدت لها «أن الحدود المفروضة والسياج الشائك الذي يفصل ما بين وطنين ما هو إلا خيط عنكبوت، وأن لؤي طه الإنسان، يحاول ما استطاع أن يبرهن للوجود كله بأن الحب هو من ينتصر أخيراً، طالت أم قصرت الحرب. ورغم الذين تشردوا وهجروا من بلاده هو يؤمن بأن حضن الياسمين الشامي سوف يلفهم ويطوقهم كما كان يفعل قبل أن تبدأ طقوس الحرب الموجعة لنا جميعاً».

وأضافت الأعظمي «استطعت أن أقرأ حروفه بإصغاء وأدركت بأن خلف هذا الحزن بالمفردات هناك شاعرٌ سوف يولد لتكون حروفه شمعة تضيء المحبة والسلام وترفع اسم الوطن عالياً. هو بارع بسخاء في تطويع الخيال لصالح الصورة الشعرية وأنا كفنانة تشكيلية كنت أقرأ صوره الشعرية وكأنها لوحة مرسومة على وجه الغيوم. عرف بمقدرته التصويرية وفتح أفاق الحلم حتى صار الحلم بالقصيدة واقع».

وختمت الأعظمي «من أجمل ما يمتاز به هذا الشاعر المرهف أنه استطاع أن ينشر الحب والأمل على صفحته الخاصة وأصبحت منشوراته الصباحية جزيرة يهرب إليها كل الذين توجعهم الأخبار والصورة المؤلمة لقد عود جمهوره حد الإدمان على محبة الأمل ولم يعد الخيال دهشة واستغراب وهناك من تأثر بأسلوبه وراح يكتب بنفس الأسلوب لكن تظل عفوية الشاعر لؤي طه هي ظاهرة ومميزة لأنه كان يخلقها بصدق الإحساس. أنا فخورة بهذا الإنسان الشاعر وأعتز بتجربتي معه رغم فارق العمر ورغم فارق المسافة استطعنا أن نترك الوطن ينام نغطيه بوشاح الألوان حتى تنتهي الحرب ويعم السلام»

بعدها راح الشاعر لؤي طه يحلق بشعره في جنبات بيت الشعر معلناً «أحبك وأكثر، فمن بين من الأصابع تهطلُ العبارات كزخات المطر التي لا تنتهي» راسماً لحبيبته شكل البدايات، معلماً الصحراء أبجدية اللون، غازلاً من خيطان ضحكاتها على كَتف اليابسة وشاحاً بمذاق الشجر، متهجياً حروف الحب كي ينطق بها الحجر، داعياً الحبيبة لأن تبلل عيونه؛ كي يعلّمَ الأعمى كيف يرى الجمال بلا بصر.

هكذا بدا الشاعر السوري يحلق بجناحين من وجع أحدهما دمشقي والآخر عراقي متأملاً الشفاء للعراق من هجعة الموت، وعودة دمشق إلى روحها مطلة من شرفة بهية مشرقة يلمح فيها وجه طفولته البريئة التي تعكس كل بلاد الضاد.

يغني لدمشق وجاراتها كحمامة تحتاج للحب أكثر مما تحتاج للهواء تحتاج للدفء ووسم ابتسامة في زمن الحرب وعفة من ياسمين ينثر نخل عراقي على وجع رسول في ليلة بوح رقيق كجناح فراشة تضحك للكمنجات في سرها بلا وتر.

ليخلص الشاعر لؤي طه بأن «كلام الحب عنك لا ينتهي فأنت أمة من النساء فأنا لست أول القتلى أيها الوطن المتكرر في دمي أيا وطني الواقف أنا قط بسبعة أرواح لا يهمني الوقت بل اهتم بالحنين، أحب هذا الوطن وأعشق وجعي منه، هكذا يكف الشاعر عن الأسئلة التي تجتاحه ليخلص إلى مقولة لا أريد أن أعرف متى يلملم النازح غباره فهناك أشياء تموت الدهشة فيها حين نعرفها».

العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً