العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ

يايوي كوساما الفنانة الأكثر شعبية في العالم

أدخلتْ نفسها مصحّاً عقلياً العام 1977...

يايوي كوساما
يايوي كوساما

«ملصقات النقط الملونة»... فضاءات الضوء والمرايا، اشتغالات وَسَمَتْ أعمال الفنانة اليابانية يايوي كوساما (الظاهرة)، كما وصفتها متحدِّثة باسم «فكتوريا ميرو»، بمناسبة معرضها الحالي «هوس كوساما اللامتناهي».

كوساما، المهتمة بالفن الطليعي، وفن البوب أيضاً، تتعدَّد موضوعاتها، وتتنوَّع بامتلائها بموضوعات على قدر كبير من الحساسية (الجنس من بينها)، وفي الرواية لها إصدارات لا يُستهان بها وصلت إلى 18 رواية، إضافة إلى كتابتها الشعر. إنها التجسيد الحقيقي لـ «عولمة الفن المُعاصر» بحسب تعبير «آرت نيوزبايبر» الصحيفة المتخصصة في تتبُّع وتغطية الفعاليات الفنية. تم اختيارها لتكون الفنانة الأكثر شعبية في العالم، بوصول أعداد الذين ارتادوا معارضها في أميركا الجنوبية والوسطى وحدها إلى أكثر من مليوني زائر. عناوين وموضوعات أعمالها ملازمة لـ «اللامتناهي»... الشبكات اللامتناهية البيضاء... الهوَس اللامتناهي. كأنها لا تريد لما تُبدع وتبتكر وتقبض عليه أن ينتهي، ولا تريد للجمهور أن يعرف طريقاً لنهاية تلك الأعمال.

وجدت في الأعمال تلك ملجأ ومحاولة للسيطرة على «أعراض المرض العقلي الذي لاحقها منذ الطفولة، وعلامة على قوَّة استمرارها للتغلُّب على ذلك المرض من خلال الفن»، بحسب تعبير الناقدة الفنية في صحيفة «الإندبندنت»، زوي بيلغر، في مراجعة كتبتها في الصحيفة نفسها بتاريخ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2013؛ إذ منذ العام 1977، اختارت أن تكون نزيلة في مصحٍّ للأمراض العقلية في العاصمة اليابانية (طوكيو)، لكن ذلك لم يعزلها عن العالم بما أنجزت وتنجزه اليوم. 50 عاماً وهي مثار إعجاب ودهشة وملاحقة الجمهور لعروضها على امتداد الأميركتين، الجنوبية والوسطى، تايوان، بريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية، وغيرها من عواصم الفن والمتاحف في العالم.

مراسل الفنون بصحيفة «الإندبندنت» نيك كلارك، كتب تقريراً يوم الخميس (2 أبريل/ نيسان 2015)، تناول عروضها الأخيرة في أكثر من مدينة وعاصمة، بالإضافة إلى مقال كتبته الناقدة الفنية في صحيفة «الإندبندنت»، زوي بيلغر، بعنوان «يايوي كوساما... شبكات الأبيض اللامتناهية»، اخترنا أهم ما جاء فيه؛ وخصوصاً في الفقرات التي تتناول فيها أحد معارضها في العام 2013، والذي لم تبعد أجواؤه وموضوعاته واشتغالاته عن عروض قُدِّمت في عدد من العواصم في العام الجاري (2015).

منحوتات البولكا... المرايا

مع كل الضجة التي تحيط بالفنانين أمثال جيف كونز وداميان هيرست، صوَّت عشَّاق الفن في العالم لجعل امرأة يابانية تبلغ من العمر 86 عاماً (يايوي كوساما) «الفنان الأكثر شعبية للعام الماضي (2014)».

منحوتات البولكا، والأعمال التركيبية من المرايا المنتشرة وذائعة الصيت في عروض، يايوي كوساما، التي أضحت علامة تجارية، أثبتت مساواة كبرى بجدارتها وقدرتها على أن تكون بموازاة أهم وأكثر الفنانين شهرة من الرجال، بوصول مرتادي عروضها إلى ما يقارب 9000 زائر يتدفقون يومياً؛ ما جعل معارضها الأكثر زيارة في العالم للعام 2014.

وأصدرت «آرت نيوزبايبر» يوم الأربعاء (الأول من أبريل/ نيسان 2015، الأرقام السنوية للمعارض الأكثر زيارة في العالم، قائلة: «إن العام 2014 ينتمي إلى يايوي كوساما».

وسجّل المعرض الاستعادي «هوس كوساما اللامتناهي» توافد أكثر من مليوني زائر، في جولته بأميركا الجنوبية والوسطى فقط، ووصفتها المتحدثة باسم «فيكتوريا ميرو»، المعرض الذي يمثل الفنانة في المملكة المتحدة، جلين سكوت رايت، بأنها «ظاهرة».

وأضافت جلين أن «كوساما هي الفنانة الوحيدة من بين فنانينا التي تبيع أعمالها في كل قارة. وقالت جلين سكوت، لصحيفة «الاندبندنت»، إنها نادرة جداً بامتلاكها هذا النوع من المصداقية داخل مؤسسة عالم الفن، ولكن لديها أيضاً جاذبية شعبية واسعة جداً في الخارج».

وكانت عروض الفنانة اليابانية في ريو دي جانيرو وساوباولو وبرازيليا من بين 20 عرضاً هي الأكثر شعبية في العام 2014، بمتوسط 7957 إلى 8936 زائر يومياً. واجتذب معرض كونز في متحف ويتني للفن الأميركي 3869 زائراً في اليوم.

وبرزت كوساما على الساحة في ستينيات القرن الماضي، واستطاعت أن تتفوَّق على أقرانها من الفنانين، ومن بينهم آندي وارهول وكلايس أولدنبيرغ وايلزورث كيلي وجاسبر جونز. ومن بين الفنانات، كارا ووكر. وعلينا أن نعرف هنا أن 73 في المئة من المعارض الشخصية التي أُقيمت في الولايات المتحدة خلال السنوات الست الماضية كانت لفنانين رجال.

8 ساعات من أجل 45 ثانية

وفي العام 2013، اصطف الجمهور لمدة 8 ساعات في نيويورك ليقضوا 45 ثانية في إحدى «الغرف اللامتناهية» التي تم صنعها من المصابيح والمرايا وكان «تيت مودرن» قد حقق نجاحاً كبيراً بعرض كوساما في مطلع العام 2012.

كوساما التي تبلغ من العمر 86 عاماً، وتعيش في مصحٍّ للأمراض العقلية في طوكيو منذ العام 1977 باختيارها، بحسب صحيفة «الغارديان»، سيقام لها معرض استعادي آخر في تايوان، ليحط رحاله بعد ذلك في نيودلهي الهندية.

عرض واحد في بريطانيا أحرز مركزاً متقدِّماً من بين أفضل 20 عرضاً من المعارض الشعبية، فيما شهد معرض ساتشي 5498 زائراً يومياً لعرضه الفن الأوكراني الذي حمل اسم «الهاجس»، مسجِّلاً ما مجموعه 137400 زائر.

ومع ذلك، فإن المعرض الوطني تفوَّق على «متروبوليتان» ليكون متحف الفن الثالث الأكثر زيارة في العام الماضي، بوصول أرقام زوَّاره إلى 6.4 ملايين. وتم رفعه إلى ذلك المركز بفضل شعبية العرض الموسوم بـ «نضِرَة» الذي حقق 1135 زائراً يومياً، ولَيت رامبرانت نع نهاية العام الماضي.

وكان المتحف البريطاني متقدِّماً قليلاً بوصول زوَّاره إلى 6.7 ملايين، ولكن متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية (باريس)، يظل الأكثر حضوراً بالزوَّار في العالم؛ حيث بلغ عددهم 9.2 ملايين في العام 2014. وقد تصدَّر المسح لكل من السنوات السبع التي تم فيها رصْد عدد الزوَّار.

واستضاف متحف القصر الوطني في تايوان المعارض الثلاثة الأكثر شعبية للعام 2014، وعلى رأسها «الفنانون العظماء» من سلالة مينغ: تانغ يين، الذي استقطب 1.1 مليون شخص؛ أو 12800 زائر يومياً.

وكان سبعة من أفضل 20 معرضاً ضمن الأكثر زيارة في البرازيل، على عكس عديد من المعارض الأخرى في القائمة، التي كانت مفتوحة مجاناً للجمهور.

الشبكات... المرض العقلي

في السياق نفسه، كتبت الناقدة الفنية في صحيفة «الإندبندنت»، زوي بيلغر، مراجعة في الصحيفة نفسها في الأول من أكتوبر 2013، بعنوان «يايوي كوساما... شبكات الأبيض اللامتناهية»، تسجِّل فيها رؤيتها للشبكات في أحد معارضها في العام نفسه، وكذلك رؤيتها لمكوِّنات العالم الفني الذي تُبدع منه كوساما.

ما هو الهاجس؟ الفنانة اليابانية يايوي كوساما، تبلغ من العمر الآن 84 عاماً (كان ذلك في العام 2013)، واشتغلت على صنع أعمال من الشبكة اللانهائية لأكثر من نصف قرن، شبكات بيضاء دقيقة رسمت على لوحات كبيرة. تبدو الشبكات تعبيراً وتجسيداً لأعراض المرض العقلي الذي لاحقها منذ الطفولة، وعلامة على قوة استمرارها للتغلُّب على ذلك المرض من خلال الفن.

تبدو اللوحات من بعيد، أحادية اللون، رشيقة وتبعث على الهدوء، مساحات من الضوء والصمت على جدران المعرض. عن قرب، يمكن رؤية هوس الطقوس الخاصة. وتتألف الشبكات من تلطيخات منحنية وصغيرة، بالكاد ترتبط معاً. في بعض منها يمكن الوقوف على الخلفيات حيث هي مُعْتمة، والشبكات مُتدرِّجة.

يُذكر، أن كوساما ولدت في العام 1929. تعرضت من قبل والدتها في طفولتها إلى إساءات جسدية نتجت عنها أمراض نفسية، أبرز مظاهرها معاناتها من الهوس والهلوسة، ولازمتْها فكرة الانتحار مراراً.

لا يمكن إغفال المفاتيح الرئيسية لأعمال كوساما، بتوظيفها واستعمالها النقطة في الرسم في لوحاتها التي تقدِّم تعبيراً عن المشكلات النفسية التي تعرضت لها، ومحاولاتها الدؤوبة للهروب من الصدمة.

بدأت بالرسم، لتتخصَّص بعد ذلك في النحت والتصوير الفوتوغرافي والأعمال التركيبية.

التحقت في العام 1948 بمدرسة كيوتو للفنون، وذلك بعد أن غادرت بيت العائلة؛ لتنتقل إلى نيويورك لتصبح من كبار الفنانين الطليعيِّين والروَّاد من أميركا إلى أوروبا.

اتخذت من نيويورك مستقراً لها في العام 1957، وكانت الحركة التعبيرية التجريدية في أوْجها، إلى جانب فن البوب في ستينيات القرن الماضي، فتأثرت بالفنين.

العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً