خاض الإخوة الزملاء الإعلاميون في الأيام التي تلت فوز الحد بكأس الملك الماضية كثيراً في موضوع هذا الفوز، وكالوا المديح لهذا النادي بعد الحصول على (النجمة الملكية الأولى)، لكن هذا لايمنع أن نواصل الحديث عن هذا الانجاز التاريخي الرائع؛ لأنه جاء تتويجاً لسنوات من العمل والعطاء.
لو كان الأمر يتعلق بالفرق المحلية لدينا التي وُلدت وهي منافسة على الألقاب كالمحرق مثلاً، لأصبح الموضوع اعتيادياً للغاية، فليس من الغرابة بمكان أن يُحقق البطولات هو والرفاع مثلاً، لكن الحد مر بحالة خاصة تعلقت بانتقاله من غياهب مراكز المؤخرة في الدرجة الثانية وصولاً لأن يكون (العملة الصعبة) بين عمالقة دوري الكبار، بالإضافة لتحقيقه لقب كأس الملك لأول مرة، ومن أول وصول للنهائي، وهذا الوضع مر به أيضاً نادي البسيتين الذي انتقل من القاع إلى القمة مُحققاً بطولة الدوري الموسم قبل الماضي.
البعض يتحدث أن (المال) هو من صنع الحد وجعله يصل للقمة، ولكن بالتأكيد الجانب المادي بدون عمل وإخلاص حقيقي وتخطيط لن يؤتي بثماره، فهنالك الكثير من الأندية على مستوى العالم تمتلك الملايين لكنها تعجز أحياناً ولسنوات طويلة عن تحقيق البطولات والوصول للمطلوب، فبالتالي يجب ألا نبخس حق الحداويين في العمل الذي قاموا به ونختزله في المال فقط! صحيح أن الرئيس (الذهبي) أحمد المسلم بذل من جهده وماله الشيء الكثير كي يُساهم في إيصال الحد لهذه المرتبة، لكن خلفه ايضا رجال عملوا وأخلصوا من أجل ناديهم ومنطقتهم، واستحقوا في النهاية قطف ثمار عملهم، فلهم كل الشكر والتقدير على ماقدموه وعلى الإضافة للكرة البحرينية من خِلال زيادة رقعة المنافسة، فبدلاً من أن تكون بين ناديين أو ثلاثة، بدأت تتسع لتصل إلى 5 وأكثر أيضاً، وهذا مايجعلنا نخرج عن سياق الموضوع قليلاً لنُجدد المطالبة بإعادة كأس ولي العهد مرة أخرى لتزداد نسبة الإثارة في التنافس على البطولات لدينا، وسيُحقق العديد من المكاسب للأندية والاتحاد البحريني لكرة القدم والجماهير أيضاً.
(الحد تستاهل... كأس العاهل)، هذا (المانشيت) الذي اختاره «الوسط الرياضي» ليكون عنواناً لفوز الحد بالكأس الملكية في اليوم التالي للانتصار، جاء ليُجسد فعلاً أحقية النادي بهذه الكأس، فالحد عمل من أجلها كثيراً، ومن خِلال حملة «الحد تستاهل»، الرائعة، وبالتالي تحقق الهدف في النهاية، وسهرت الحد حتى الصباح في ليلة لاتُنسى، ستظل عالقة في أذهان «أبناء المسلم»، بينما في الجانب الآخر نشد على أيدي البسيتين فهو الآخر أراد الوصول للكأس للمرة الأولى، لكن يبدو أنها باتت (عصية) على الفريق، إذ تلقى الخسارة الخامسة من خامس وصول، لكن لابد أن يتواصل العمل، فالبسيتين سيصل يوماً للذهب لامحالة.
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ