بهمس مسموع، وبكلمات امتزجت بالمشاعر الملتهبة وحديث الدموع، كانت بضع عبارات تنطلق بحزن: «ماذا فعل؟ ما هي جريمته؟ لم كل هذه الوحشية؟ أي ضمير يحمله هؤلاء؟ ألا يخافون انتقام الله»... فيما أجهش آخرون بالبكاء وهم يشاهدون فيلماً للحظات الأخيرة من عمر الشهيد الحاج عبدالكريم فخراوي ويستمعون للتفاصيل على لسان من كان معه في السجن.
وفي مجلس التأبين المركزي الرابع للشهيد فخراوي بعنوان: «فخر الشهداء»، مساء أمس الجمعة (10 أبريل/ نيسان 2015)، بمسجد سيد الشهداء بالمنامة، وبحضور السيدعبدالله الغريفي، كان تأثير الفيلم واضحاً على الحضور وفقراته تنقل مقاطع تصور مشاهد التعذيب والشتائم الطائفية، فيما تحدث الباحث السيدكامل الهاشمي عن «مناقب الشهيد فخراوي وسيرته العطرة بين الناس»، قائلاً: «ما سمعنا عنه إلا أنه فخر الانتماء للدفاع عن المبادئ، فهو صاحب فكر وكتاب ومكاتب ورقي وأعمال الخير، وكل الشهداء مفخرة».
وشملت فقرات مجلس التأبين قصيدة للشاعر أحمد الستراوي ومشاركة للرادود مهدي سهوان، فيما قضى الحضور وقتاً مع فيلم اللحظات الأخيرة من حياة الشهيد عبدالكريم فخراوي حمل بين ثناياه أشد قسوة الظلم والاستهداف والدموية.
وبحسب تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، فإن «وفاة السيد/ عبدالكريم علي أحمد فخراوي حدثت في مستشفى قوة دفاع البحرين بعد نقله من التوقيف في جهاز الأمن الوطني، حيث أجرى الجهاز تحقيقاً بشأن الإساءة البدنية التي تعرض لها فخراوي، ولكن لم يتناول هذا التحقيق واقعة وفاته. ولقد أسفر هذا التحقيق عن محاكمة شخصين بسبب الإساءة البدنية. وترى اللجنة أن جهاز الأمن الوطني لم يتمكن من إجراء تحقيق فعال، وبالتالي لم يف بالالتزامات المنصوص عليها في القانون الدولي».
فيما قالت لجنة حماية الصحافيين، في وقت سابق، إن أحد المستثمرين المؤسسين لصحيفة «الوسط» عبدالكريم فخراوي قتل تحت التعذيب، وذلك بعد توقيفه في 3 أبريل 2011، ومن ثم تسليم جثته إلى أهله في 12 أبريل 2011.
وعبدالكريم فخراوي من مواليد العام 1962، وهو رجل أعمال بحريني، وقد كان ناشطاً سياسياً واجتماعياً ومعروف في أوساط المجتمع بأعماله الخيرية الكبيرة، انخرط في العمل بالتجارة مع والده منذ صباه، وأسس مكتبة فخراوي في العام 1984، وساهم في نشر الثقافة في الخليج العربي على مدى أكثر من 25 عاماً، إذ قام بترجمة مئات الكتب من عدة لغات إلى العربية، وشارك في العديد من المعارض في الخليج ولندن وألمانيا، والمزوِّد الرئيسي للكتب الأكاديمية منذ العام 1999.
وهو عضو مؤسس لجمعية الوفاق ورئيس مركزها الاستثماري منذ العام 2005 حتى استشهاده، وهو عضو مؤسس لجمعية سيد الشهداء الخيرية الثقافية، وعضو الهيئة الاستشارية لمشروع «إسعاد الطفل» في صندوق المقابة الخيري، عضو اتحاد الناشرين العرب، إلى جانب عضويته في غرفة تجارة وصناعة البحرين.
العدد 4599 - الجمعة 10 أبريل 2015م الموافق 20 جمادى الآخرة 1436هـ
سوالف الدووين
الله يرحم هذا الانسان مسكين رايح يستفسر يرجع ميت له الله القوي الامين ويصبر اهله
هنيئا يا شهيد
فزت دنيا و آخره
اللهم ارحم شهدائنا الابرار
الشهداء احياء
ولو إنَّا اذا متنا تركنا لكن الموت غايت كل حي ولكنا اذا متنا بعثنا لنسأل حينها عن كل شئ
سيجتمع القاتل والمقتول في ذلك اليوم العظيم حينها هناك جنة الخلد ونارحاميه
والعاقبة للمتقين فصبرا جميل والله المستعان