نحن المسلمين تربطنا بالأيتام عاطفة قوية، ربما لأن رسولنا الأعظم (ص) كان يتيماً، ووردت وصاياه المؤكِّدة على رعاية اليتيم، ووعد من أحسن للأيتام بأن يكون رفيقه في الجنة فاستجابت له القلوب.
دارت ببالي هذه الخاطرة وأنا أشاهد الفيلم الوثائقي القصير الذي عرضته جمعية الكوثر لرعاية الأيتام، مساء الجمعة الماضي (3 أبريل/ نيسان)، في قاعة جمعية المتقاعدين، غداة إطلاق مؤتمرها عن «التنمية المستدامة» تحت شعار «احتواء»، وأنابت فيه وزيرة التنمية الاجتماعية فائقة الصالح، الوكيل المساعد للرعاية والتأهيل الاجتماعي بدرية الجيب، والتي ذكرت أن هناك أكثر من 10 آلاف من اليتامي والأرامل في البحرين.
بعض هؤلاء يحظى بدعمٍ كبيرٍ من قبل المؤسسة الخيرية الملكية، وبعض آخر يلقى دعماً مماثلاً من قبل الجمعيات الأهلية والصناديق الخيرية. وهو عملٌ جليلٌ يحظى بكل تقدير. فهو لا يقتصر على سدّ الجوع وتوفير الحاجات الأساسية كاللباس، وإنّما يتعداه إلى توفير الرعاية الصحية والتعليمية، وخدمات الإرشاد النفسي وصعوبات التعلم والأعمال الترفيهية كالرحلات والفعاليات الفنية والثقافية، (في رحلة العمرة للأيتام نُظمت زيارةٌ لمصنع كسوة الكعبة ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف).
جمعية الكوثر مدار البحث، غطّت خدماتها 2084 يتيماً ويتيمة في العام 2013، بزيادة 26 في المئة عن العام الذي سبقه. و30 في المئة من الأيتام في المحافظة الشمالية، أكثر المحافظات ازدحاماً بالسكان. تليها المنطقة الغربية (28 في المئة)، فالوسطى والجنوبية (24 في المئة)، والعاصمة (11 في المئة)، والمحرق (7 في المئة).
نحن الغارقون في تفاصيل حياتنا اليومية ومشاغلها، نجهل غالباً ما يقوم به الجنود والجنديات المجهولون من أعمال كبيرة، وأغلبهم يعملون متطوعين في هذه الجمعيات الخيرية، وتأتي مثل هذه الملتقيات لتوقظنا من سباتنا وغفلتنا، وتذكّرنا بسهونا وتقصيرنا.
الجمعية تعمل بنظام كفالة اليتيم، وهو نظامٌ يطبّق في العديد من البلدان العربية والإسلامية، استلهاماً بالضرورة من توجيهات الرسول (ص)، ورغبة في الجزاء وحسن المثوبة. هذه الرحمة التي زرعها (ص) في قلوب أتباعه عبر القرون، هي التي تثمر مثل هذه الرعاية للأيتام، وإن كان ثمة تغييرٌ فهو هذه الانتقالة الحضارية، من العمل الفردي إلى المؤسسي.
الفيلم القصير، تضمّن شهادات مع عدد من الأيتام واليتيمات في سن الشباب، ممن حظوا بمثل هذه الرعاية الحانية حتى أكملوا دراساتهم الجامعية، ووضعوا أقدامهم على بداية طريقهم في الحياة. كانوا يتكلّمون بثقةٍ عاليةٍ بالنفس، وإحساسٍ بالسعادة الظاهرة، وشعورٍ بالكرامة والعرفان. إنه غرس طيب، وهذا يوم جناه.
الرسالة التي أريد أن أوجّهها إلى وزيرة التنمية الاجتماعية السيدة فائقة الصالح شخصياً، على هامش هذا المؤتمر وما شاهدناه، هو العمل على تسهيل عمل هذه الجمعيات، التي هي خير معينٍ للجهات الرسمية ومكمّلٍ لدورها في عملية التكافل الاجتماعي، والنهوض بما يفوتها من برامج وأعمال، كالرعاية التعليمية والصحية، من قبيل توفير دروسٍ خصوصيةٍ للمتأخرين دراسياً من الأيتام، وحتى النظارات الطبية لمن يحتاجها منهم. وهي حاجاتٌ قد تبدو في أعيننا بسيطة، لكنها تعني الكثير للأيتام ممن يعانون الحاجة وضيق الحال.
قبل أسبوعين، تلقّينا الكثير من المكالمات، من عدة جمعيات خيرية، يشكون فيها الإجراءات الجديدة المشدّدة التي فرضتها الوزارة مؤخراً على عملية جمع المال، وخصوصاً الحصالات. وهي إجراءات بيروقراطية وغير عملية، وترهق كاهل العاملين بمراجعة الوزارة، علماً بأن أغلبهم متطوعون فتضطرهم الوزارة لترك أعمالهم وإضاعة وقتهم في مراجعات زائدة عن الحاجة.
نقدّر أن هناك التزامات من الدولة بمراقبة التبرعات العامة، ولكن المؤكّد أن التبرعات التي تجمعها الصناديق والجمعيات الخيرية، تتم بكل شفافية، جمعاً وصرفاً، وأمام الجميع، وهذه ثمارها كما شاهدتم في مؤتمر «احتواء».
يسّروا ولا تعسّروا، ونأمل من الوزيرة الجديدة أن تزيل العقد البيروقراطية التي ورثتها من العهد السابق وشوّهت عمل الوزارة، دعماً للتنمية الاجتماعية على أوسع نطاق.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 4598 - الخميس 09 أبريل 2015م الموافق 19 جمادى الآخرة 1436هـ
لإ يوجدخيرفي إي إحد
إين إتوجه كيف إعيش لإ حول ولإ قوه إلإ ب إلله حسبي إلله ونعم إلوكيل فعلن هم علينإ إلهم من ليس من قليل
إقالات - فكرة مجنونة
ماذ لو فكر مؤسسوا الجمعيات في عمل إقالات جماعية، وإفراغ المؤسسات الخيرية من المتطوعين والعودة للعمل بشكل أهلي متعارف عليه وغير مكتوب، أدوار تكاملية عبر المجالس الأهلية.وعلى أصحاب الحاجة والمعوزون الإتجاه مباشرة لوزارة التنمية-بنشوف ويش تقدر تسوي
عانينا كثيراً
اغلب الاحيان نحتاج لأربعة أو خمسة شهور حتى نحصل على التصريح
الوزارة تواصل حصار الجمعيات الخيرية
كل يوم تقوم بإصدار قرار أو إجراء من شأنه التضييق على الجمعيات الخيرية مع أن الجمعيات تساعد الدولة وتخفف من العبء عليها.
إستمارة جمع المال الجديدة وإجراءاتها المعقدة وشبه المستحيلة ستوقف عمل الجمعيات الخيرية أو تقلصه بسبب الشروط الصعبة. كيف نأتي بموافقات من كل الجهات التي سنضع بها حصالات؟ إذا كانت هذه الجهات ليست موافقة، فلن يقبلوا بوضع الحصالة سواءا أعطتنا الوزارة تصريح أم لا.
ثم لماا فتح حساب جديد لكل تصريح جمع المال؟ أليس بيروقراطية إضافية؟
زائر
الجمعيات الخيريه هي في الواقع جناح الدوله الثاني فكثير من العوائل المتعففة تلجأ الى هذه الجمعيات في رفع العوز والحاجه ويقوم نَفَر من المتطوعين الذين نذرو أنفسهم لمساعدة تلك العوائل ولكن. تفاجئ بقوانين من قبل وزارة التنميه تعرقل سير عمل الجمعيات والمتطوعين الذين غايتهم رضى الرب ومساعدة المحتاج وليس اخر ما صدر من قانون سوى واحد من تلك القوانين نرجو من المعنيين مساندة الجمعيات وليس تعسير الأمور
فرمانات وزارة التنمية وملتقى الكوثر
شكراً عزيزنا السيد على هذه الإضاءة على فعالية الكوثر (محاولة جميلة ) ولكني لن أرقيها -لمؤتمر- لعلي أسمي يومها الأول ملتقى والثاني منتدى فلا بأس… حيث إن للمؤتمر قواعد معيارية وإجراءات وأسس غير متحققة فيما قدم…
أما بالنسبة للتنمية أقول: ستعقم إجراءاتكم ولن تعقم عقول من تشربت أنفسهم بخدمة الناس قبل أن تلد وزارتكم المتسلطة…
سعيد حيدر
جزء منه بسبب فشل موظفي الوزارة
ما ورثته الوزيرة امن استهداف طائفي و للجمعيات الأهلية التي يعمل فيها الجميع متطوعاً سواء تلك التي تعمل في الإغاثة اوكفالة وخدمة الأيتام او الصناديق الخيرية أو النساء والطفولة أو الجمعيات المهنية.وزارة التنمية استهدفت جميع هؤلاء بشكل مباشر وهناك سببين لذلك الأول هو تخلف العاملين في وزارة التنمية عن فهمهم للعمل التطوعي وفشلهم في مواكبة التطور المتسارع في هذا المجال على المستوى العالمي.والثاني هو الاستهداف الطائفي لذلك ستجد المضايقات على الجمعيات المنتمية لطائفة معينة فقط.
بغيناهم عون صارو فرعون
اجرأت الوزارة للأسف تساهم مباشرة بتقليص العمل الخيري والاجتماعي بدل ان تساهم في ازدهاره خاصة انه يرفع عن كاهل الوزارة وبالتالي الدولة الكثير من الامور التي هي من صميم عمل الوزارة.
شكراً سيد قاسم
شكراً أبا عمار على هذا المقال الرائع ونطلب من سعادة الوزيرة إلغاء قرار فتح حساب لكل مشروع خصوصا موضوع جمع المال لتسهيل عمل الجمعيات الخيرية . فالتجار والمحسنين يرفضون كذلك توزيع الأموال على الجمعيات في حالة عدم الحصول على ترخيص . فتتكدس عندهم أموال الزكاة والصدقات وتقل عند الجمعيات موارد دخل مساعدات الفقراء
المقداد
ليس هذا فقط بل هناك ماسي .هناك من نذر نفسه من اجل الخير والاحسان ..وانت خير العارفين والصالح تعرف ذلك ولكن هى سياسة تجفيف مصادر فئة معينة
تصدّق سيد ان شخصا سجن لأنه قام بمساعدة بعض العوائل التي فقدت عائلها في السجن
لدينا الكثير منهم يملك أسر وربما الكثير منهم يعيلون اسرا .وبالطبع ستكون هذه الاسر بحاجة ماسّة الى الدعم المادّي .
وحسب ما سمعت ان احد ال.... عليهم هو بسبب جمع المال لإعانة هذه الاسر فهل هذا يعتبر جريمة ام نحن كمسلمين يجب ان ندع الاسر التي غاب عائلها عنها في و نتركهم يتضورون جوعا ؟
بارك الله فيك
احسنت وبارك الله فيك على هذا المقال الرائع
حساب بنكي لكل مشروع
تأملنا خيراً عندما طرح علينا موضوع تحويل الصناديق لجمعيات وخاصة في عملية جمع ، وخلال هذه الفترة الاخيرة تطالعنا الصحف المحلية بقرارات صارمة وتهديدات متسارعة واجراءات معقدة لا فائدة منها سوى تهديد العمل الخيري بالتوقف وحرمان الأسر من الرعاية، وكان آخرها اشتراط فتح حساب بنكي لكل مشروع ،فهل يعقل ان يقوم المجلس بمخاطبة الوزارة في كل خطوة تخطوهاوأخذ الموافقة. وهل هناك الوقت الكافي لهؤلاء المتطوعين لمثل هذه الإجراءات وهل هناك من فائدة لتلك الإجراءات والى متى ستظل الوزارة تصدر مثل هذه القرارات وغيرها
اتفق معك
اتفق معك اخي في الآونة الاخيرة طلبت الوزارة طلبات تعجيزية وتأخذ وقت كبير من اعضاء الجمعيات المتطوعين وتأخر صرف المساعدات على المحتاجين
نحن الغارقون؟؟!! (الفقرة الخامسة من العمود)
علي اي اساس تم الرفع في موضع النصب على اﻹختصاص؟! الصحيح: نحن الغارقين (مفعول به منصوب بالياء لفعل محذوف تقديره اخص)، فارجو التصحيح.