لم يعد من الممكن الحديث عن أي جانب من جوانب الحياة دون أن نتطرق لإحدى وسائل التواصل الاجتماعي، أو دون أن يكون لها دور أو تأثير فيه، فمثلاً على الصعيد الاجتماعي والأسري أصبحت هذه الوسائل عاملاً بالغ التأثير سواء في تربية الأبناء أو الخلافات الزوجية (كالغيرة أو عدم اهتمام أحد الزوجين بالآخر)، أو تأثيرها سلباً في التواصل والتفاعل المباشر بين الأفراد في المجالس والتجمعات العائلية.

لقد تطرقت العديد من الدراسات الحديثة لما تتركه وسائل التواصل الاجتماعي من آثار سلبية على الأسرة والأطفال والعلاقات الاجتماعية، فلا يخفى عليكم بأن مجتمعاتنا العربية سرعان ما تتأثر - وللأسف سلباً - بأي تكنولوجيا حديثة تطرأ على المجتمعات، ولكن لابد من وجود جوانب إيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي، غير تلك الفوائد التي نلاحظها بوضوح من تسهيل عملية التواصل مع الآخرين أو تعزيز حرية التعبير... إلخ.

ما أود التركيز عليه في هذا المقال هو الروح الإبداعية التي برزت لدى العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصاً «الإنستغرام» من فئة الشباب، فقد تحول بعض المستخدمين (المبدعين منهم) إلى مشاهير وأصحاب شعبية كبيرة، سواء ذوي الحسابات الخدمية أو الإخبارية أو الترفيهية، بالإضافة للطاقات الشبابية المشرفة والمميزة في الجرافيك أو المونتاج أو التصوير.

فالتنوع الذي فرضه مستخدمو «الإنستغرام» في المواضيع المطروحة والذي كان - على حد علمي - مقتصراً على الإعلانات التجارية وحسب، فذلك التنوع في الطرح وفي الاستخدام يعتبر في حد ذاته إبداعاً فما بالك عند التميز فيما يقدمه «مبدعو الإنستغرام».

إذن مجتمعاتنا العربية بها العديد من المبدعين الذين إذا ما اتيحت لهم الفرصة سوف ينتجون ويطورون كل في مجاله، كما أن هؤلاء المبدعون أكدوا بأن الإعلام التقليدي يسلط الضوء على فئة بسيطة فقط ويتجاهل الكثير من الطاقات الشبابية ممن يفوقونهم إبداعاً وإن قلّت الإمكانات المتاحة لهم، فإذا ما قارنا «المجلات الإنستغرامية» و تلك المجلات الورقية «التقليدية» سنلاحظ تخلف وتراجع تلك الأخيرة والتي يجثم على عرشها كبار الصحافيين ذوي العقود السادسة أو السابعة من العمر.

فاطمة_السيكولوجست: عزيزي المسئول...الشباب يحتاج فرصة، فرجاءً... أعد النظر.