أفادت مصادر من قطاع النفط وبيانات تتبع حركة السفن بأن ما لا يقل عن أربع ناقلات للنفط والغاز الطبيعي المسال كانت متجهة إلى اليمن غيرت مسارها مع تصاعد الفوضى في البلاد بعد شن الضربات الجوية التي تقودها السعودية.
ويثير القتال في اليمن خوف شركات الشحن البحري بما يؤدي إلى عزوفها عن البلاد وأجبر محطة تصدير الغاز الطبيع المسال في اليمن على إغلاق أحد خطوط الإنتاج.
وقامت بعض الشركات ومن بينها «توتال» الفرنسية و «إيه.بي.آر إنرجي» إما بإجلاء موظفيها أو بوقف عملياتها في اليمن بسبب الصراع الدائر هناك.
وقال مصدر بقطاع الطاقة في اليمن لـ «رويترز» إن من المفترض أن شركة مصافي عدن كانت ستطرح مناقصة الأسبوع الماضي لاستيراد منتجات نفطية في مايو/ أيار لكنها علقت إجراءات المناقصة وتنتظر استقرار الوضع في البلاد.
وذكر تجار أن من المتوقع أن يؤثر ذلك سلباً على هوامش أرباح المنتجات النفطية في آسيا والشرق الأوسط التي واجهت منافسة من تزايد إمدادات المعروض من مصاف جديدة.
وأظهرت بيانات «رويترز» لتتبع السفن أن ناقلة نفط استأجرتها شركة إيني الإيطالية لنقل 60 ألف طن من زيت الغاز عالي الكبريت من كوريا الجنوبية إلى عدن الصغرى في اليمن للتسليم في أبريل/ نيسان غيرت مسارها قرب كولومبو في الرابع من أبريل وهي الآن قريبة من سنغافورة.
ولم ترد شركة «إيني» على رسائل إلكترونية تطلب التعليق.
وقال تاجر مطلع على العمليات في اليمن «ترفض شركات التأمين رسو السفن في اليمن ومن ثم ترفض بعض السفن الرسو هناك».
وأوضحت خريطة «رويترز» لتتبع السفن أن ثلاث ناقلات للغاز الطبيعي المسال كانت متجهة صوب محطة التصدير في بلحاف باليمن في وقت سابق هذا الشهر لكنها غيرت مسارها جميعاً.
وكان من المقرر أن تصل إحدى الناقلات الثلاث في السادس من أبريل لكنها غيرت مسارها في الرابع من الشهر نفسه وهي الآن في البحر الأحمر.
وكان من المفترض أن تصل ناقلة ثانية من بين الناقلات الثلاث إلى بلحاف في الرابع من أبريل لكنها عدلت عن مسارها في الأول من الشهر نفسه وتقبع حالياً قبالة الساحل الشمالي لسلطنة عمان.
أما الناقلة الثالثة فكان من المقرر أن تصل إلى محطة الغاز المسال في اليمن في العاشر من أبريل لكنها غيرت مسارها في الثامن من الشهر الجاري وتتجه الآن شمالاً في بحر العرب.
وقال مصدر بالقطاع في اليمن إنه رغم إغلاق الموانئ لا تزال الشركات قادرة على تنفيذ عمليات النقل من سفينة إلى أخرى وإن كانت بعض الشحنات قد تأجلت نتيجة للإغلاق.
وذكر المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه ليس مخولاً بالتحدث لوسائل الإعلام أنه كان من المفترض أن تطرح شركة مصافي عدن اليمنية مناقصة الأسبوع الماضي لشراء منتجات نفطية في مايو/ أيار لكنها أرجأت المناقصة.
واشترى اليمن 660 ألف طن من زيت الغاز للتسليم في الفترة من فبراير/ شباط إلى أبريل نيسان من «فيتول» و «جلينكور» و «حورس» و «آي.بي.جي وانرجن».
ودخلت مصافي عدن السوق الفورية هذا العام للمرة الأولى منذ أشهر بعد أن علقت السعودية معظم مساعداتها المالية لليمن.
غير أن بعض سماسرة الشحن البحري والتجار قالوا إن شحنات نفطية أخرى ما زالت تتدفق على اليمن كالمعتاد.
فعلى سبيل المثال ذكر سمسار شحن بحري في سنغافورة أن ناقلة استأجرتها «آي.بي.جي» لنقل 60 ألف طن من زيت الغاز من كوريا الجنوبية إلى عدن لا تزال متجهة نحو اليمن لتفريغ شحنتها ومن المقرر استكمال عملية التفريغ بحلول 22 أبريل الجاري.
وقال مسئول تنفيذي في شركة «نورديك شيب هولدنج» الدنماركية المالكة لسفن إنه إذا تغير الوضع في اليمن سيكون هناك «حوار (مع المستأجر) لإيجاد أفضل السبل للتعامل مع الوضع».
العدد 4598 - الخميس 09 أبريل 2015م الموافق 19 جمادى الآخرة 1436هـ