العدد 4597 - الأربعاء 08 أبريل 2015م الموافق 18 جمادى الآخرة 1436هـ

انشقاق فصيل عن "الجبهة الشامية".. وانتحاريان من "داعش" استهدفا مقراتها في ريف حلب

الوسط - المحرر السياسي  

تحديث: 12 مايو 2017

قتل وجرح العشرات من عناصر "الجبهة الشامية" في تفجيرين استهدفا مقراتها في ريف حلب الشمالي، بعد ساعات على الإعلان عن أول انشقاق في صفوفها وتشكيل فصيل جديد حمل اسم "كتائب ثوار الشام"، وفق ما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الخميس (9 أبريل/ نسيان 2015).

وأوضح مصدر قيادي في الجيش الحر أن «ما حصل لجهة تشكيل جديد من داخل الجبهة ليس انشقاقا، بل نتيجة ضغوط أميركية على قائدها عبد العزيز سلامة، متهمين إياه بأنه مقرب من (جبهة النصرة)، الأمر الذي أدى إلى قطع المساعدات عن الجبهة منذ أشهر».

وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الانفصال كان نتيجة هذه الضغوط، بعدما اعتبر عدد من القياديين في الجبهة أن الإعلان عن هذا التشكيل وأبعاد سلامة من شأنه أن يعيد إليهم المساعدات، فقد باتوا يعانون من وضع عسكري حرج، مشيرا إلى أنه يتم العمل على إيجاد حل لهذا الموضوع عبر تعيين قائد جديد للجبهة، من المرجح أن يكون قائد «حركة نور الدين زنكي» توفيق شهاب الدين.

وأوضح المصدر أن علاقة سلامة بـ«النصرة» ليست إلا علاقة عسكرية وليست عقائدية، على غرار مختلف الفصائل التي تقاتل على الأرض وتضطر في أحيان كثيرة إلى التنسيق مع النصرة.

وأعلن المقدم أبو عبد الرحمن عن تشكيل الفصيل الجديد الذي يحمل اسم «كتائب ثوار الشام» بقيادة النقيب ناجي المصطفى، الذي قال في بيان له إن «هدف التشكيل الجديد هو التصدي لنظام بشار الأسد وأعوانه، وتحرير كامل سوريا من رجس الاحتلال الإيراني وميليشياته وعصاباته».

وكان قد أعلن عن تشكيل «الجبهة الشامية» نهاية العام الماضي، ووصفت حينها بأنها ضمت أهم وأكبر القوى العسكرية الثورية في المنطقة الشمالية، وهي: «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» و«حركة نور الدين زنكي» وتجمع «فاستقم كما أمرت»، وجبهة «الأصالة والتنمية».

وبينما أكدت مواقع معارضة مقتل عدد من قياديي «الجبهة»، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «عدد الذين قتلوا في تفجيرين نفذهما تنظيم داعش بعربتين مفخختين استهدفتا مقرًا لكتيبة مقاتلة في حور كلس بريف حلب الشمالي، و«قوة رد المظالم» في مدينة مارع بالريف الشمالي لحلب، ارتفع إلى 31 قتيلا.

وأوضح أن 23 قتلوا في حور كلس، بينما لقي 8 آخرون مصرعهم بينهم قياديان اثنان في الفصائل الإسلامية، بالإضافة إلى أمير محلي في جبهة النصرة في مدينة مارع، مرجحا ارتفاع عدد القتلى في المنطقتين بسبب وجود جرحى في حالات خطرة ووجود أنباء عن قتلى آخرين.

وهو ما أكده المصدر في الجيش الحر، مشيرا إلى أن التفجيرين أديا إلى مقتل القيادي في «النصرة» أبو ماريا، وقائد عسكري في «الجبهة الشامية»، وإصابة إعلاميين اثنين.

وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن أكثر من 40 عنصرًا تابعين للجبهة الشامية المعارضة قتلوا وأصيب العشرات ليل الأربعاء، في انفجار سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان تابعان لتنظيم داعش، استهدفتا مقرات تابعة للجبهة في ريف حلب الشمالي.

وأشار المكتب إلى أن شاحنة مفخخة يقودها انتحاري، انفجرت عند مقر تابع للجبهة الشامية شمال مدينة مارع، ما أدى إلى مقتل ثمانية عناصر على الأقل، بينهم قياديان عسكريان، وإصابة أكثر من 15 جريحًا من بينهم مدنيون، بالإضافة إلى دمار «كبير» لحق بالمنازل المجاورة للمقر، وبينما أشارت مصادر معارضة إلى مقتل أميرها العسكري في مدينة مارع بريف حلب أبو ماريا، نقل ناشطون أن أبرز القياديين الذين قتلوا في التفجير من الجبهة هم يحيى زكريا حافظ (أبو مريم)، وحازم الصالح (أبو نجيب)، ولؤي سليم حافظ، وعلي حسين، وحسن عكرمة، وعلي حسين النايف، بالإضافة إلى إصابة الإعلاميين في الجبهة الشامية أبو يزن الحلبي وأبو البراء الحلبي.

كذلك قال المكتب إن سيارة أخرى انفجرت في قرية حوار كلس مستهدفة مدرسة تتخذها «كتيبة ثوار منبج» التابعة للجبهة الشامية مقرًا لها، ما أدى إلى مقتل 30 عنصرًا وإصابة العشرات، لافتًا أن الانفجار أدى أيضا إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين كانوا داخل الجامع الملاصق للمدرسة، وناشد الناشطون فرق الإنقاذ الدفاع المدني للتوجه إلى بلدة حور كلس للمساعدة في رفع أنقاض الأبنية المهدمة.

وفرضت فصائل المعارضة في المناطق الخاضعة لسيطرتها بريف حلب الشمالي، كمدينة إعزاز، حظرًا للتجوال خشية وجود سيارة مفخخة أخرى، وهو ما تزامن مع وصول تعزيزات عسكرية لقواتها على خط المعارك مع التنظيم، وفق المرصد.

وأدان الائتلاف الوطني السوري على لسان الناطق باسمه، سالم المسلط، «التفجيرين اللذين وقعا في مدينة مارع وبلدة حور كلس بريف حلب، على يد عناصر من تنظيم الدولة الإرهابي (داعش)، واستهدف من خلالها مقرات الجبهة الشامية في المنطقتين في محاولة للتخلص من قادتها»، وفق ما جاء في البيان. وأشار المسلط إلى أن «توقيت الهجومين جاء في استغلال مكشوف لانشغال الثوار بمعاركهم ضد نظام الأسد واستجابة عملية لرغبة النظام في الانتقام من الخسائر المتلاحقة التي مني بها خلال الشهر الماضي».

وكان مؤيدون للتنظيم نشروا صورًا لشابين في موقع «تويتر»، قالوا إنهما سوريان، نفذا العمليتين الانتحاريتين بريف حلب الشمالي.

ونشرت بعض الحسابات التابعة لعناصر من تنظيم داعش صورة ما سمته «الاستشهادي»، ووصفته بـ«البطل المجاهد جراح الأنصاري، الذي دك مقرات المرتدين»، بحسب تعبيرهم. وكانت مواقع مقربة من تنظيم داعش قالت إثر التفجير الأول إن أحد مقاتلي التنظيم فجّر نفسه في تجمع ما سمته «قيادات الردة والصحوات» في مارع. وكانت بعض المناطق بريف حلب الشمالي شهدت في الأيام القليلة الماضية اشتباكات بين الفصائل المشاركة في الجبهة الشامية من جهة، وتنظيم الدولة من جهة أخرى.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً