كثيرة هي «الأيام العربية» الحزينة التي لا تُنسَى من الذاكرة. 14 مايو/ آيار ذكرى احتلال فلسطين. 5 يونيو/ حزيران ذكرى احتلال «إسرائيل» لسيناء والجولان والضفة الغربية. 13 إبريل/ نيسان ذكرى اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية. 6 يونيو/ حزيران ذكرى اجتياح «إسرائيل» لبيروت. 2 أغسطس/ آب ذكرى احتلال الكويت. أما الـ 9 من إبريل فهو ذكرى احتلال العراق ويا لها من ذكرى مريرة.
هل تتذكرون مصطلح «الذنب الموروث» في المدرسة الكالفينية المسيحية؟ مفاد تلك العقيدة هو أن جميع الناس يولدون وهم يحملون ذنباً بسبب الفساد الكلي الذي ارتكبه غيرهم في غابر السنين. هذا المصطلح لا أتجاوز إن استخدمته «مجازاً» في استحضار لحظة احتلال بغداد وتفسير كل مآسينا التي نعيشها اليوم بسببها بشكل مباشر أو غير مباشر، وبالتحديد المدّ الطائفي الذي أصبح العنوان الأبرز لتخلفنا وانحدارنا.
فانهيار الدولة العراقية، أنتجَ فراغاً ملأته عدة أطراف تدافعت بشكل جماعي وغير منظم كي يقيم كل منه فضاءً خاصاً به لا يسع لغيره، فانفجر الوضع إلى الحد الذي ترامى فيه الشرر إلى بُنية المجتمع، ثم إلى الجوار، مخلفاً رأياً عاماً عربياً وإسلامياً مأزوماً لا يتذكر سوى هوياته البدائية التي عاد إليها بصلابة جاهلية ومن بينها الطائفة.
أترك مسألة انهيار الدولة الذي كتبنا عنه في السابق، لأعود إلى أمر مهم آخر ومتجدّد بات من الممكن الآن التيقن منه من خلال الشهود، الذين عاصروا تلك اللحظة، وعرفوا (من خلال مواقعهم القيادية) دهاليزها ألا وهو «بعض» أسرار سقوط بغداد بهذه السهولة ومن دون مسئولية وطنية كالتي شاهدها العالم مدهوشاً. فكلما تقادم الزمن، تبدأ الصدور التي حفظت شيئاً من الذاكرة في البوح بما اختنقت به طيلة سنين.
قبل سنة وثلاثة أشهر أدلى آخر السفراء الروس في عهد صدام حسين، وهو فلاديمير تيتورينكو بشهادته على عدة موضوعات في الحرب على العراق العام 2003 وما سبقه، وكانت شهادة مؤلمة جداً. كان تيتورينكو يتحدث عن شكل وعُمق الخيانة التي حدثت في المؤسسة العسكرية العراقية، والتي أدت إلى هذا السقوط الكارتوني للعراق.
كان تيتورينكو يعتقد أنه لولا تلك الخيانة لكانت بغداد قد تحوّلت فعلاً إلى ستالينغراد. لقد شَهِدَ أنه: «كان في بغداد 200 ألف جندي، و500 دبابة ومنظومات مدفعية قوية، لكن في صباح السادس من إبريل اختفى كل شيء لم يكن في المدينة سوى رجال أمن وبعض عناصر الشرطة! لماذا؟» يقول: «جميع مقاتلي الحرس الجمهوري بُلِّغوا عشية ذاك اليوم بأن هناك قراراً من الرئيس بأن عليكم التوجه إلى بيوتكم» (وكان ذلك البلاغ كاذباً).
لقد أعطى «العُمداء الأوامر إلى العقداء والعقداء أعطوها لمن هم أدنى رتبة وهكذا». واتضح فيما بعد أن وكالة الاستخبارات الأميركية CIA دفعت «لكل جنرال (في الحرس الجمهوري) ما بين 15 و20 مليون دولار ووعد بتوفير مكان آمن للعيش في فلوريدا». لقد كانوا قرابة الـ 50 «من الجنرالات والضباط والقادة العسكريين» من قيادات الحرس الجمهوري.
يشير تيتورينكو إلى أنه وعشية الحرب وعندما كان ذاهباً لإغلاق مقر الإقامة، انقطع الطريق من أمامه، وحصل إطلاق نار «ثم انطلقت طائرة ركاب أميركية ضخمة من طراز سي 130 وانتهى الأمر. ثم علِمتُ فيما بعد أن هذه الطائرة نقلت بالتحديد الجنرالات الذين خانوا صدام حسين. هذه معلومات حصلت عليها من كبار المسئولين العراقيين»، وأن العديد من الذين خانوه هم من أقربائه. لقد فَصَلَ الأميركيون رأس القيادة عن جسدها.
حتى الألغام التي زُرِعَت والتي أعدَّت للتفجير بمجرد دخول الأميركيين أبطِلَ عملها، في الوقت الذي كان بإمكان تلك الألغام أن تفجَّر كما كان مُعَدّاً له مُحدِثة «150 كيلومتراً من المزيج الناري المتصل» لإعاقة تقدم العدو. دخل الأميركيون ومرّوا بسلام، في الوقت الذي كان الجنرالات الكبار يُفسدون خطط المواجهة العسكرية معهم بخيانتهم.
يقول السفير فلاديمير تيتورينكو أنه «عندما اندلعت الحرب فإن الذين خاضوا المعارك هم الميليشيات والاحتياطيون من المحاربين القدامى في الحرب العراقية الإيرانية، وانخرط في الخدمة رجالٌ في الأربعين من عمرهم، أي أن هؤلاء الناس قاتلوا في سبيل وطنهم وليس من أجل صدام». ثم يشير إلى أن الوحيدين «الذين ظلوا مخلصين له هم قسمٌ من الحرس الجمهوري الذين كانوا يحرسون قصره». كان ذلك الأمر يدعو إلى التأمل والأسى فعلاً.
لقد فسَّرت تلك الشهادة (وغيرها من الشهادات) ما كنا نشاهده من انهيار كامل للبلد ومن دون معركة واحدة حقيقية. خمسة فيالق في الجيش العراقي بها ثمانية عشرة فرقة، وفيلقان في الحرس الجمهوري بهما ثلاثة عشر فرقة بمختلف تشكيلاتها وأسلحتها، كل تلك القوات تبخَّرت بإلزام أعضائها ترك مواقعهم «ولبس الدشداشة العراقية»، والذهاب إلى بيوتهم بسبب الخيانة العظمى، التي تورّط فيها كبار القادة العسكريين.
ثم جاء الأميركيون وأجهزوا على ما تبقى من نَفَسَ في تلك القوات عبر حلّ كافة أشكال الجيش والحرس الجمهوري، ليُقضَى على واحدٍ من أهم الجيوش العربية الكبيرة العدد والتسليح ليضيع كل شيء. نعم كل شيء.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4597 - الأربعاء 08 أبريل 2015م الموافق 18 جمادى الآخرة 1436هـ
ضباط داعش
لا نستبعد رواية السفير الروسي
المشهد واضح
ذهب الضباط العراقيون الخونة إلى أمريكا
وعادوا ينفذون أوامر أمريكا ليقودوا داعش
الدليل
إن جميع الخبراء والمحللين يقولون أن تخطيط عمليات الدواعش تأتي من قبل ضباط مدربين وعلى دراية بكل الأسلحة والخطط العسكرية الحديثة
من سلم مفاتيح بغداد
عندما تستأثر بكل شيء و لا يبقى للناس أي شيء فبشكل طبيعي لن يقف معك الناس و سيسلموك مع أول فرصة
طل علينه ابراهيم الدوسرى
لكى ابث افكاره الشيطانيه والسيستانى تاج راسك ولاتغلط ياعبد الدينار
ابراهيم الدوسري
الذى سلم مفاتيح بغداد عام 656هجريه هو الوزير مؤيد الدين ابن العلقمى وفعلها السستانى مع الامريكان عندما افتى باستقبالهم بالورود
العلقمي لم يسلم مفاتيح بغداد ولم يكن شعيا
كفاية حقد
اقرأ التاريخ يا ابراهيم ولا تتجنى على الاديان والمذاهب
إقرأ تاريخ خوارزم يا إبراهيم كي تعرف من سلم البلاد والعباد للمغول. وقبل ذلك الم يسلم العباسيون الخلافة للفرس ايام المأمون ثم الى الأتراك
متابع
الرجاء نشر تعليقاتي يا إدارة
متابع
شکرا غŒا أستاذ محمد ، لكنك على غير عادتك فيوم الخميس لا تكتب عن الشؤون السياسية !! بل عن أشياء أخرى !!
متابع . . . رد الى الأخ 19 . . . ( 3 )
و عدد الضباط المنشقين الموجودين في داخل سوريا والمتعاونين مع الثورة 3700 ضابط ، هذا غير الجنود و الألوية التي انشقت بالكامل أو جزئيا عن الجيش و المقدرة بعشرات الآلآف ، . . . . المعلومات يمكنك الحصول عليها سواء من المواقع المؤيدة للنظام كقناة المنار ، أو المعارضة له .
وشكرا .........
حدثت انشقاقات و لكن
نعم حدثت انشقاقات / تصدعات في الجيش السوري في بداية الازمة بسبب الاموال التي ضخت في سبيل ذلك لكن ما هي المحصلة و اين هو الجيش الحر و سليم ادريس و غيرهم ممن ذكرت كلهم تبخروا و حل مكانهم قاطعي الرؤوس لكن الجيش العربي السوري بقي صامداً يدافع عن ارض الشام ضذ الهجمة البربرية التي تتعرض لها
متابع . . . رد على الأخ رقم 19 . . . ( 2 )
النقيب «علاء الدين» ،النقيب «أيهم الكردي» ، النقيب «عمار الواوي» ، العميد الركن زياد فهد ، العميد الركن فايز عمرو ، . . . وغيرهم كثيرون من كبار الجيش السوري يقودون الجيش الحر الآن أو فصائل أخرى .
مدينة حلب الكبيرة مثلا نشرت قناة المنار اللبنانية و غيرها أنها سقطت بسبب ما أسمته ( خيانة ) العقيد عبد الجبار العكيدي الذي مهد للثوار دخولها بسهولة ، الأرقام التي نشرت تقول بأن عدد الضباط المنشقين الموجودين في تركيا و الأردن 3000 ضابط ، . . . . للكلام تتمة
بغداد لم تسقط
وانما تحررت من اعتى مجرم عرفته البشرية منذ ادم كان من قوانينه قطع الالسن والاذان و وسم الجباه و منع الموبايل والانترنت والستلايت و كل انواع المعرفة ولا يدافع عن الطاغية الامن كان مثله . لقد ظن الطاغية ان حصونه ما نعته من الله فجاءه امر الله تعالى من حيث لم يحتسب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية التي كان يراسها جورج بوش الابن عليه السلام . تحية الة امريكا و جيشها البطل وحماها الله من كل سوء .
مفاتيح بغداد سلمة لتيارات المذهبية 0935
هذا بسبب غباء السياسة الأمريكية وعدم معرفتهم بالدين الإسلامي وماحل به من فراق بين المسلمين كل فرقة تعادي الأخرى وتدعي الحق وغيرها باطل وهذا ماحصل من فتنة وقتتال في العراق
للعلم
حتى صدام اللي وشى به حارسه الخاص وهو من جماعته وعشيرته
العجيب يا اخ محمد
ان الجيش العربي السوري مازال علي العهد ولم تنتقل له العدوي العراقية..حبذا لو تتطرق مستقبلا في عمودك عن اسباب ثبات الجيش السوري حتي اليوم..وقديما قيل لو خليت خربت
متابع . . . رد على الأخ رقم 19 . . . ( 1 )
بل حدث هذا في الجيش السوري أيضا ، قائد الجيش الحر السابق كان العقيد رياض الأسعد و انشق عن الجيش السوري ملتحقا بالثوار ، و القائد الذي جاء بعده كان اللواء سليم ادريس الذي انشق أيضا ، مؤسس (( حركة لواء الضباط الأحرار )) كان المقدم حسين هرموش الذي انشق ، قيادات الجيش الحر و غغŒرهم كانوا من المنشقين الكبار أيضا : العقيد «أحمد حجازي» ، العميد « مصطفى الشيخ »، و المقدم «عبد الستار يونسو» ، العقيد الركن « عدنان قاسم فرزات » ، الملازم أول « تيسير يونسو »، النقيب «إبراهيم مجبور» . . .
للأمامة التاريخية
الجيش السوري أصابه نصف تفكك
ذكرتنا
ذكرتنا بقصه البدوي الذي أنقذ الضبعه من القتل ثم أكلت بطن الذي أواها فقال ابن عمه من يصنع المعروف بغير أهله يلقي كما لاقي مجير أم عامر
ستراوي
هذا حال العرب من خيانة الى خيانه من سنة بيع فلسطين على اليهود
هم أسوء الناس
أسوء الناس هم أولئك الذين يساعدون على خيانة اوطانهم
بئسا و تعسا و سحقا لأمثالهم
ولكن ..
لا أعرف مدى صحة ما قلته مع العلم أن الخيانة ممكنة في كل زمان ومكان ....
هذا تاريخهم
وتلك الأيام نداولها بين الناس ..
القوم أبناء القوم منذ زمن الرسول ص إلى هذه الساعة وهم يتوارثون الخيانة كابرا عن كابر!! فليس غريبا عليهم فهم متخصصون في بيع الأوطان بأبخس الأثمان .. ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
وهاهم نفس الماركة يعملوها في ...مؤخراً
الخيانة في دمهم وتتكرر في كل زمان والمغيب والمعيب في تلك الخيانات انها ترمى على الغير ولك بشواهد التاريخ عبر ونقول هم عببدة الدينار وليست الأوطان ونحمد الله باننا من محبي الأوطان فلقد أذاق الاحرار المحتل الامريكي كاس العلقم وجعلهم يهربون من بغداد كما هربوا من بيروت ومل ذلك بسبب المقاومة الوطنية الشريفة