العدد 4597 - الأربعاء 08 أبريل 2015م الموافق 18 جمادى الآخرة 1436هـ

افعلوها يا نوّاب!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بعد التقرير الذي نشرته صحيفتنا الغرّاء حول قضايا التحرّشات الجنسية والجسدية والنفسية على الأطفال، وبعدما قرأنا ردود النوّاب وتفاعلهم مع هذه القضيّة بالتحديد بين معارض وموافق، وبين محايد لا يعلم ما يجب أن يكون ردّه الصحيح، نقول بأعلى صوتنا افعلوها يا نوّاب ولو لمّرةٍ واحدة، وسيذكركم الجميع عبر التاريخ لما قمتم به.

سنّ القوانين الرادعة والقويّة على المتحرّشين بالأطفال واجب لا مناص منه، وزجّهم في السجن مدى الحياة هو أفضل طريقة، لأنّ العلم يقول بأنّ من يمارسون الإيذاء الجسدي والنفسي والجنسي على الأطفال هم كالمدمنين، والفرق أنّ المدمن يمكن أن يتشافى، بينما المعتدي على الأطفال لا يستطيع. فما أن يخرج من سجنه حتى يبحث عن ضحيّة جديدة له، ولنا في طفل الدير وسنابس والحد أمثلة واضحة، فالجناة المعتدون كانت لهم سوابق في التحرّشات والاعتداءات على الأطفال.

في البلدان المتقدّمة وخصوصاً في الولايات المتّحدة الأميركية، هناك قانون يزجّ بهؤلاء في براثن السجون طوال حياتهم، ويتم فصلهم عن المساجين الآخرين، لأنّهم إمّا سيتم تصفيتهم داخل السجون لقبح العمل الذي يقومون به، أو الاعتداء عليهم حتى لا ينسوا كيف اعتدوا على أطفالٍ لا حول لهم ولا قوّة.

إنّ حماية أطفالنا هو واجبنا جميعاً، ويجب أن نقف في صف قانون يردع من تسوّل له نفسه إيذاء أطفال أبرياء، ولو فتحنا الصحف كلّ يوم سنجد قصّةً مؤلمةً عن التحرّش، وسنقرأ القصة وستؤثّر فينا، وقد تظلّ في مخيّلتنا لأيّام حتى نحاول طردها لكي نستطيع أن نواصل حياتنا، ولكن الطفل الذي تعرّض للاعتداء لن تُمحى من ذاكرته تلك اللحظات التي عاشها في رعب، لحظات مرّت عليه ولم يستطع فيها الدفاع عن نفسه، والقانون لم يحمِهِ، لأنّ هذه الوحوش تخرج من سجنها الذي يدوم 6 أشهر أو سنة أو سنتين!

العدالة هي ما يريدها أي طفل تعرّض للاعتداء، سواءً داخل عائلته أو من خارجها، وإذا لم يشعر الطفل بالعدالة، فإنّ هذا سيرد عليه وعلى المجتمع بمردودات سيّئة جداً، ويكفينا ما نشاهده من أحداث كلّ يوم، من انتهاك عرض طفل، ومن الاعتداء على طفل، ومن التحرّش على طفل، ومن ضرب طفل أو إهمال طفل، فهل نريد أكثر من هذه القصص حتى نبدأ بسن القانون؟

القانون الذي نريده ليس صعباً، بل حقيقة تعمل بها دول أكثر تقدّماً منا، وليضع النوّاب أبناءهم قبل تصوّر المقترح برغبة لتشديد العقوبة على كل من تسوّل له نفسه بالاعتداء أو التحرّش أو حتى الإهمال على الأطفال، عندها سنجد بأنّ القانون سيُسن بالصورة الصحيحة التي نطالب بها، إذ لا يمكننا قبول معاقبة هذه الذئاب البشرية التي تستلذ بأجساد الأطفال الأبرياء، بالسجن لسنة أو سنتين!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4597 - الأربعاء 08 أبريل 2015م الموافق 18 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 8:33 ص

      طفل !!!

      " انتهاك عرض طفل، ومن الاعتداء على طفل، ومن التحرّش على طفل، ومن ضرب طفل أو إهمال طفل .....

    • زائر 9 | 3:58 ص

      رحم الله والديش اختي مريم

      مو اول مرة تثيرين هالموضوع نتمنى النواب الجدد يتحركون. على قولتش احنا ما نقدر ننسى شلون المُعتدى عليه

    • زائر 10 زائر 9 | 5:31 ص

      سؤال صريح للنائب

      هل يستطيع النائب فعلا أن يسن قانونا يَصْب في مصلحة المواطن وتتبناه الحكومة ليصبح قانونا مطبق عمليا في الواقع؟

    • زائر 8 | 2:50 ص

      بصوتك تقدر

      نريد حل من اجل حماية الاطفال

    • زائر 6 | 2:08 ص

      مو لهدرجه

      ضخمتون الموضوع اكثر من اللازم والعقوبه ليس بمفزدها حلا بل الحل ف معالجه الاسباب. والسالفه ما تستاهل الكل ...

    • زائر 4 | 12:52 ص

      حسب الأوامر يشتغلون

      لا خير في كثير منهم ولا نرتجي منهم أي ايجابية

    • زائر 3 | 12:27 ص

      لا تتعبي حالك أختي الكاتبة

      لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي. نحن في بلد صغير ومثل هؤلاء المجرمين والمدمنين يسجنون المرة تلو الاخرة ويطلعون مرة ثانية ويرتكبون أفضع الجرائم وبدون رادع. مثلا أحد الشباب مدمن يسجن كل مرة ستة أشهر ويخرج ويعود ويسبب لاهله مشاكل كثيرة وإهمال الاعلاج هو أحد الاسباب. يقولون السجن إصلاح وهي مجرد كلمة ونحنباج في وزارة الداخلية لاطباء وأخصائيين علاج نفسي لمثل هؤلاء والسجن المؤبد ليس هو الحل. اما النواب لا اتعبي حالك أختي وشكرا,

    • زائر 2 | 10:45 م

      لك الشكر والتقدير

      الاستاذة مريم الشروقي .. اتفق معك تماماً واعتقد ان العقوبات الحالية لا تحقق الردع الكافي لمثل هذه الجرائم التي تفتك بأمن الاسرة والمجتمع وتحطم مستقبل طفل لم يقترف اي ذنب ..
      وسأتبنى التعديلات التشريعية المناسبة ..
      النائب علي العرادي

    • زائر 5 زائر 2 | 1:35 ص

      شكرًا سعادة النائب

      أليس الأطفال في السجون تنتهك طفولتهم. فهل ستتبنى موضوع سجن وتعذيب الاطفال مادون الثامنة عشر داخل السجون؟ الا يستحقون الاهتمام والنظر في مأساتهم ؟ الأيام جايه و خلنا نشوف كلامك صحيح والله جعجعة بلا طحن؟

    • زائر 1 | 10:07 م

      وجهي الكلام للحكومة

      استاذة لا تطلبين من اموات شي ولكن اطلبي من الحكومة لتعديل القانون
      اما هؤلاء فقد تم سن قانون عن طريقهم بسرعة اليرق لتقاعدهم

اقرأ ايضاً