عبر الكاتب المعروف عبد الرحمن الراشد عن عدم الإلمام الكامل بالآثار المترتبة على الاتفاق بين إيران والدول الغربية (5+1)، ومعرفة تأثيراته وانعكاساته على المنطقة العربية، مشيراً إلى أن الحكم عليه إن كان سيؤدي لوضع أكثر استقراراً أو اضطراباً، فذلك يحتاج إلى مزيدٍ من الوقت والقراءة المتأنية والشاملة.
ما يجري في المنطقة من أحداث متسارعة تجعل معظم التحليلات والآراء السياسية عرضةً للمساءلة، وغير قادرة على إعطاء رؤية متماسكة وواضحة حول هذه الأحداث بشكل عام. وأكبر دليل على ذلك هو تغير المواقف وتبدل التحالفات بين دول المنطقة، أو بينها وبين الجماعات والحركات السياسية بصورة غير معهودة. فالمدة الزمنية الفاصلة بين العداوة والصداقة، أو صنع التحالفات وتفكيكها، لا تتجاوز الأشهر المعدودة في عديد من الحالات، إذ سرعان ما تتغير اللعبة وتتحوّل العداوة إلى صداقة أو العكس، ويكون حليف الأمس الذي كان يمد بكل أشكال الدعم، عدو اليوم الذي يحارب لإقصائه وإبادته.
في ظل هذه السيولة السياسية المتواصلة، والأحداث الكبيرة والجسيمة، وانعدام الرؤية الواضحة، يغيب الوعي وتنعدم المعرفة، وتنشأ التكهنات والإشاعات بما يشبه الخرافات، وتزيد حدة الاستقطاب ليس على أساس المعرفة والتحليل الموضوعي، بل تكون نابعةً من الجهل وردود الأفعال الآنية.
سبب كل ذلك يعود إلى غياب مراكز الأبحاث والدراسات المستقلة، وجهات صناعة السياسات القومية والوطنية التي تساهم في دراسة وتحليل الأحداث والتطورات، وترسم اتجاهات محددة لمختلف الاحتمالات الممكنة، وتضع أيضاً تصوّرات لخطط عمل لكل مسار وسيناريو محتمل.
قليلة هي الدراسات الموضوعية المتاحة بين أيدي المهتمين لمعرفة ما يدور فعلاً، والتوقعات المستقبلية، كما هي قليلة الخبرات البحثية الموضوعية، التي يمكن أن تساهم في تقديم مادة علمية حوارية، حول ما يجري بصورة موضوعية وواعية. حتى الحوارات السياسية المتلفزة تفتقد إلى الموضوعية والتحليل المنطقي، وتسير في اتجاه التأييد المطلق لموقف معين، وتنتهي في حال اختلاف وجهات النظر بين المتحاورين إلى فتنة وقذف وشجار.
هذه الأجواء لا تفسح المجال أمام التفكير والتحليل العقلاني المتزن، الذي ينظر إلى القضايا من مختلف الأبعاد، ويحللها بصورة موضوعية لتحديد مجالات القوة والضعف، وللحد من حالة المواقف الانفعالية المتسرعة، التي تبدو نهائيةً لبرهة، لكنها ما تلبث أن تتغيّر.
إن من أسباب عجزنا وفشلنا المتواصل أمام مختلف الأزمات الخانقة التي تحيط بنا، وتستنزف إمكاناتنا وقدراتنا كمجتمعات عربية، هو انعدام الرؤية المستقبلية المبنية على البحث والدراسة والمعرفة الشاملة، وعلى فهم الفرص والتحديات المحيطة واستغلالها بأفضل صورة ممكنة.
إننا في كثير من الأحيان نجهل أبسط المعلومات الحقيقية عمّا يدور حولنا، ونستقبل كل ما يرد إلينا ونتداوله دون أدنى تمحيص أو تدقيق، بل إننا أحياناً لا نعطي أنفسنا فرصةً لفهم الحقائق، ونكابر على ما لدينا من معلومات حتى لو لم تكن صائبة أو دقيقة. في ظل وعي ناقص كهذا، وغياب مصادر التوعية المستقلة والموضوعية، وتدفق أهوج للشائعات، ستظل مجتمعاتنا – بما في ذلك النخب المثقفة – حائرةً فيما يجري وغير قادرة على تحديد المسارات المستقبلية السليمة.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الشايب"العدد 4597 - الأربعاء 08 أبريل 2015م الموافق 18 جمادى الآخرة 1436هـ
كلما
كلما ابتعدزا عن شرع الله زاد البلاء الحل لدول العربيه تطبيق سنن الله وشرعه وتعوود الحياة بسلام وامان ابتعدوا عن الشيطان ونفذوا اوامر ربكم تفلحوا
السلوك الحكمي
في البدء نشكر الكاتب على هذا المقال المفيد جدا ً , حيث إن الكثير يقع في خطأ التقييم وهو إصدار أحكام و إنتقادات بدون إمتلاك الأدلة الموضوعية, وقد وربما لا يعرف أساسيات التحليل السياسي أو فن وعلم التفكير الإنتقادي , فتكون النتيجة دائما ً الندامة على العواقب السلبية و الغير صحية لهكذا سلوك!
نشكر الكاتب المحترم وكذلك جريدة الوسط
لا تخاف الأمة العربية والإسلامية استيقظ من حسن نيتها باعداءها 0845
وعاصفة الحزم ترجع الأمور لنصابها الصحيح وتجعل أعدائها يعرفون حجمهم
تكميم الافواه
للاسف الارهاب الفكري يمنعنا حتى من قول كلمة الحق والى الله المشتكى. شكرا للكاتب المحترم.