بادئ ذي بدء، لدي بوح خاص أريد توضيحه، وذلك بأنني كنت مخططاً للكتابة عن مسئوليتنا تجاه بيئتنا في مملكة البحرين بشكل عام، ولا أعلم لماذا جرفني قلمي وانحرف بي للكتابة عن جزيرة سترة تحديداً، هل الأمر متعلق بالعاطفة تجاه هذه الجزيرة، لما لحق ببيئتها من تلوث وانتهاك أكثر من المناطق الأخرى، أم بسبب انتمائي لهذه الجزيرة والتصاقي ببيئتها أكثر من غيرها، أو بسبب الغيرة العاطفية على الأهالي والأصدقاء وجميع قاطنيها التي تربطني بهم علاقات وثيقة.
لاشك في أن جزيرة سترة أكثر المناطق تضررت بيئتها جراء تشييد المصانع البترولية والكيميائية وصناعات الألمنيوم ومختلف الورش المصاحبة لصناعات الألمنيوم والمواد الكيميائية وغيرها، التي أحاطت بها من جميع الجهات، بالإضافة ما تعرضت له من سيل من مسيلات الدموع التي تم إطلاقها منذ العام 2011.
لذا، من هذا المنطلق ندعو الأهالي الكرام إلى تفعيل عنوان هذا المقال، بعمل حملة إعمار لأرض هذه الجزيرة، بزراعة الأشجار والنباتات الزهرية واللازهرية في القرى والشوارع والدهاليز، لتقليل التلوث البيئي، وامتصاص الغازات والغبار المنتشر بين المناطق من جهة. ولإضفاء الجمال والبيئة الصالحة للعيش في مستقر وأنام كما عهدناها سابقاً عندما كانت تكسوها الأشجار والمزارع من كل حدب وصوب من جهة أخرى.
نحن نعلم، أن الإنسان أكبر عدو للبيئة، وفي الوقت نفسه يعتبر أكبر معمر لها، إذا أصبحت أياديه معاول بناء، وليس هدماً كما لمسناه منذ نصف قرن.
وكما هو معلوم، أن حماية البيئة ليس التزاماً أخلاقياً واجتماعياً فقط، بل هو بالأساس التزام ديني وإطاعة لأوامر الله عز وجل، الذي أمرنا بها في محكم كتابه العزيز كما ذكر في آياته "كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين" (البقرة: 60)، وآية أخرى يحذرنا رب العالمين بعدم الإفساد في الأرض "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين" (الأعراف: 85)، فأي إفساد في الأرض إفساد لصحة الإنسان وأي إعمار يرجع إيجاباً على صحته. فالإفساد في البيئة بالمعنى الشمولي هو الخلل في النظام الإيكولوجي.
إن الله استخلف الإنسان في الأرض ليقوم برسالة سامية تتجلى في إعمارها ليعيش منها وعليها في مستقر وراحة وطمأنينة "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين" (البقرة: 36)، كما أنه في بعض الأحاديث تنص على الاهتمام بالبيئة منها النظافة من الإيمان أي نظافة الجسم والبيئة، وحديث للرسول من أحيا أرضاً فله أجر وثواب إحيائها.
ومن منطلق علمنا، أن القاطنين في هذه الجزيرة ملتصقون بترابها ومتشبثون بأرضها مع ما جرى عليها، من دمار بيئي وخدمات لا ترقى بمستوى الصحة البيئية، يجعلنا أن نرفع هذا الشعار "بيئتنا مسئوليتنا" للجميع ولكل مواطن ليتحمل مسئوليته تجاه بيئته، فلو كل شخص زرع شجرة في المنطقة أو شيد حديقة صغيرة أمام منزله، سنجد جزيرتنا تكسوها الأشجار وتزهو جمالاً من جهة وتقليل تلوثها من جهة ثانية، ما قد يساهم في صحتنا ونظافة بيئتنا.
يا إخوتنا وأهالينا، طالما لديكم هذا الولاء العظيم للأرض، لا أعتقد أن تبخلوا عليها بزرع شجرة أو أكثر.
فالولاء للأرض ليس بالأقوال، بل بالأفعال، فمسئوليتنا المحافظة على بيئتنا المدمرة والمنتهكة جراء ملوثات المصانع المحاطة بها، فضلاً عمّا تم إطلاقه من المسيلات للدموع منذ العام 2011. فلنبدأ اليوم وليس غداً.
أحمد العنيسي
كاتب بحريني
للاسف
لاتزعلو ستره كانت من اروع المناطق ترتيب وشوارع وبيوت تحولت القرى البحرينيه لدمار شامل وفقدنا كل المتعه والبيوت والجدران لاتطاق والشوارع دمار الو اين وصلنا تدمير لكل البنيات الاساسيه ، ستره واهلها ونويدرات والمعامير كنتم من اجمل القرى اصبحتم بايديكم بلا بنيه للاسف
ستراوي غيور
لا تسكتو عن حقنا .. اكتبوا عن أي شيء سلبي في منطقتنا.
ستراوية
يا ترى هل لازالت جزيرة ، لقد راعني منظر البحر الواقع بين قريتي مهزة و سفالة لقد تم دفنه حتى أن منطقة الحد و المحرق أصبحت ترى واضحة على الأقل ابنوا لنا جسرا ليصلنا لهذه المناطق تكفيرا عن ذنب طمس العيون و البحار التي تغطي هذه المنطقة
سلمت يداك
أعتقد أن المقال جيد ولكن جميع أمورنا معلقة ... بسبب السياسة وحل المشكل السياسي فالشوارع يرثى لها وحواجز القمامة تنتشر في كل مكان والغازات بأنواعها منتشرة ... نحتاج لإرادة قوية وصادقها ومخلصة لمساعدة البحرين وشعبها المسالم لحل جميع الأمور... الرجاء من وزير الداخلية الموقر فتح الطريق بين مسجد المغيرة بن شعبة وشارع الشيخ جابر في سترة لأن الناس سوف تكون مرتاحة وشكراً
شكرا على اهتمامك بالبيئة
بيئتنا دمرتهاليس المصانع فقط، ولكن الجشع والطمع أساس فساد الأرض، فجرف الأراضي لتحويها الى اراضي استثمارية ومصانع وورش هذا هو الاساس.