بقدرة الفن على صياغة الجمال، أطلقت هيئة البحرين للثقافة والآثار مساء اليوم الأربعاء (8 أبريل/ نسيان 2015)، مشروع “الفنان يحكي”، حيث قدمت أمسيته الأولى الفنانة التشكيلية بلقيس فخرو، والتي استعرضت خلال الأمسية تجربتها الفنية ومعايشتها لتطور الحركة التشكيلية في مملكة البحرين.
وخلال حديثها، تناولت الفنانة التشكيلية بلقيس فخرو تاريخ الفن التشكيلي في البحرين، حيث أشارت إلى أن حركة الفن التشكيلي في البحرين تعد من أعرق الحركات في المنطقة، موضحة أنها بدأت مع ثلاثينيات القرن الماضي لتتطور الحركة بعد ذلك خلال مراحل مختلفة من تلك الفترة وحتى وقتنا الحاضر.
وقالت الفنانة فخرو أن الفنانين البحرينيين تأثروا بالمدارس الفنية المختلفة حول الوطن العربي والعالم، حيث درس مجموعة من الفنانين في بلدان عربية وأوروبية، من ضمنهم الفنانة نفسها، مؤكدة أنهم عادوا إلى البحرين ليضعوا بصمتهم الخاصة وأسلوبهم المتفرد من أجل إثراء المشهد الفني البحريني وذلك في سبعينيات القرن الماضي حيث بدأت تتشكل ملامح الحركة الفنية التشكيلية في المملكة.
كما وأشارت الفنانة التشكيلية بلقيس فخرو إلى أنها تأثرت بالمدرسة الانطباعة في بدايات مشوارها الفني، موضحة أنها انتقلت بعد ذلك إلى الرسم بالأسلوب التجريدي، وذلك بداية من منتصف تسعينيات القرن الماضي.
وحول معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية، قالت الفنانة بلقيس فخرو إن معرض الفن التشكيلي ساهم في تعزيز الحركة الفنية التشكيلية في البحرين، موضحة أنه ومنذ بدايته يقدم مجموعة جوائز هامة، من بينها جائزة الدانة، وذلك في إطار تشجيع الفنانين البحرينين لتقديم أفضل إبداعاتهم وأعمالهم.
وتدور فكرة أعمال الفنانة بلقيس فخرو حول الانتماء والأماكن التي زارتها، حيث ينعكس هذا في أسلوبها التجريدي الغامض. وتحاول الفنانة فخرو في أعمالها لإبراز الحدة بين الضوء والظل في الأعمال الفنية بالإضافة إلى تعقيد ملمس اللوحة وتدرجات اللون الواحد وذلك من أجل إضافة شعور بالحلم والغموض.
يذكر أن “الفنان يحكي"، مشروع توثيق يسجل لذاكرة الفن التشكيلي في البحرين، يرويه الفنانون أنفسهم، متناولين بداياتهم، تشكل أساليبهم، ثم نضوج الأساليب والممارسات الفنية، وذلك عبر رصد تفاعل فنهم مع محيطه الثقافي والاجتماعي، المحلي، العربي والعالمي.
عبر جلسات دورية تقام في مركز الفنون، بحضور جماهيري، يقوم خلالها الفنان بسرد تفاصيل تجربته للجمهور. سردٌ مصحوب بالصور ونماذج الأعمال التي تشكل كل منها مرحلة أو تمنح دلالة للحكاية التي يرويها الفنان عن نفسه، فيما يعمل القائمون على المشروع على تسجيل وتوثيق الحديث، بصحبة المواد الفلميّة أو الفوتوغرافية، إضافة إلى تسجيل الحوار الدائر بين الفنان والجمهور، لتعد هذه الجلسة والمادة مرجعًا، لذاكرة فنان تشكيلي بحريني يمكن الرجوع لها باعتبار كل فنان مشارك، هو جزء من ذاكرة البحرين التشكيليّة.