قالت رئيس وحدة الأطفال والقصّر في الطب النفسي استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقين هدى مرهون بأن الأطفال المعتدى عليهم جنسياً والمتعرضين لحالة نفسية حادة قد يحاولون الانتحار بعد التجربة القاسية التي تعرضوا لها، مشيرة إلى أن الأمر يزداد حدة حينما يكون المعتدي شخصاً قريباً جداً من الطفل، وأن المراهقين هم أكثر عرضة لهذه الحالة.
وذكرت بأن الوحدة تستقبل الحالات المتعلقة بالاطرابات النفسية، السلوكية، صعوبات التأخر الإدراكي والاعتداءات بشتى أنواعها والتي منها الاعتداءات الجنسية، موضحة بأن الأخيرة يتم اكتشاف أغلبها في مركز حماية الطفل وتحوّل للوحدة للعلاج.
وأضافت: «وعي المجتمع أسهم في زيادة التبليغ عن حالات تعرض الأطفال لأي اعتداء جنسي، إلا أنه مازالت هناك كثير من الحالات لم تكتشف ولا يتم التطرق لها بسبب خوف الأهل من فكرة العار ووصمة العيب وما إلى ذلك سيما إن كان المعتدي من العائلة».
وأشارت إلى أن الوحدة تقدم علاجاً نفسياً للحالات المحولة لها من الأطفال والمراهقين، وأن كل حالة تخصص لها جلسات نفسية فردية وفي حالات الاعتداءات الجنسية الشديدة والتي يصاحبها إطراب نفسي شديد تستمر جلسات العلاج لفترة طويلة تصل إلى ثلاث أعوام وأن الأمر مرتبط بشدة الاعتداء ومدته وقرب المعتدي.
ورأت بأن الاعتداءات الجنسية سيما على الأطفال الصغار من الصعب اكتشافها بالنسبة للأهل وأنه عليهم ملاحظة أي تغير نفسي أو سلوكي مفاجئ على الطفل بشكل مستمر فضلاً عن ضرورة تعزيز لغة التواصل مع الأبناء ليتمكن الطفل من الإفصاح عما يتعرض له وتجنب لومه أو ضربه وبالتالي البدء في علاج المشكلة.
وقالت: «من أصعب التجارب التي تمر بالطفل هو تعرضه لاعتداء جنسي من قريب ولكن بالإمكان مساعدة الطفل وضمان عودته لحياته الطبيعية في حال تم اكتشاف الأمر وتشخيصه وإخضاع الطفل للعلاج ليمارس من جديد حياته الطبيعية في بيئة آمنه».
أما فيما يتعلق بالحالات السلوكية الواردة للوحدة، فقد أشارت إلى أنها تلك المرتبطة بالسلوك كالنشاط المفرط وتشتت الانتباه والتركيز وغيرها، فيما يقصد بصعوبات التأخر الإدراكي بتلك الحالات المتعلقة بالتأخر في النمو وكذلك الإعاقات العقلية واطراب التوحد.
وأوضحت بأن الوحدة فيما يتعلق بحالات الإعاقات العقلية وإطراب التوحد تكون معنية بالتقييم والتشخيص ولها بروتوكول معين في ذلك، يمتد لزهاء الأسبوع وأن هناك قائمة انتظار من تلك الحالات وهي السبب في تأخر الحصول على موعد للتشخيص والتقييم.
وبشأن الإضرابات النفسية، فقد ذكرت مرهون بأنها كثيرة وتشمل القلق الاجتماعي والرهاب الاجتماعي والقلق النفسي والقلق الانفصالي والرهاب المدرسي والاكتئاب والوسواس.
وفي الوقت الذي أشارت فيه إلى أن المراهقين أكثر عرضة للاكتئاب، نوهت إلى أن أكثر الاطرابات النفسية التي تصيب الأطفال هي القلق الانفصالي والرهاب المدرسي.
وتطرقت إلى آلية عمل الوحدة، إذ أشارت إلى أن الوحدة تستقبل البلاغات الذاتية من الأفراد كما وتستقبل الحالات المحولة لها من المراكز الصحية والمدارس وعيادات الأطباء الخاصة فضلاً عن مستشفى الطب النفسي ووزارة التنمية الاجتماعية ومراكزه، وعليه يتم تقيمها وتشخيصها والتعامل معها بسرية تامة.
العدد 4596 - الثلثاء 07 أبريل 2015م الموافق 17 جمادى الآخرة 1436هـ