بعث عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة برقية تعزية ومواساة إلى أسرة المغفور له بإذن الله تعالى العلامة العراقي السيدمحمد بحر العلوم، أعرب جلالته فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة فقيدها المغفور له بإذن الله تعالى العلامة السيدمحمد بحر العلوم الذي انتقل إلى جوار ربه أمس (الثلثاء) في مدينة النجف، سائلاً جلالته المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يلهم أسرته وذويه جميل الصبر وحسن العزاء، مشيداً جلالة الملك بالمكانة الدينية الرفيعة التي يتبوأها وبمواقفه الوطنية المشهودة وإسهاماته الجليلة في خدمة وطنه وقضايا أمته الإسلامية وجهوده في مجال البحوث الدينية والعلم والفكر والثقافة وما تميز به رحمه الله من روح التسامح والاعتدال.

من جانبه، قال مستشار جلالة الملك لشئون السلطة التشريعية محمد علي بن الشيح منصور الستري، في تصريح خاص لـ «الوسط»،: «كانت للراحل علاقة تاريخية وخاصة بالبحرين واهتمام خاص بها، وزارها عندما كان عضواً بمجلس الحكم الانتقالي العراقي المؤقت، وتربطه علاقة متينة بعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كما كانت للراحل علاقات بمختلف التوجهات العلمية والسياسية في البحرين».

السيد محمد بحر العلوم في ذمة الله... ووزير الخارجية: عرفته وأحببته في لندن... والستري: للراحل علاقة تاريخية وخاصة بالبحرين

الوسط - محمد عبد الله محمد

توفي أمس الثلثاء (7 أبريل/ نيسان 2015) العلامة السيد محمد بحر العلوم، عن عمر ناهز الـ 88 عاماً، وذلك في مستشفى الصدر في محافظة النجف الأشرف، بعد دخوله في غيبوبة منذ عدة أيام نتيجة إصابته بفشل كلوي وعجز في وظائف الكبد.

وكانت اللجنة الطبية المعالِجة للراحل قد أعلنت في وقت سابق أن الراحل نُقِلَ إلى مستشفى الصدر «بعد ظهور مؤشرات العجز الكلوي لديه».

وقد أعلن مجلس محافظة النجف الحداد لمدة ثلاثة أيام في المحافظة على وفاة بحر العلوم، حسبما أعلن ذلك الناطق الإعلامي لمجلس محافظة النجف، محمد الجبوري.

والراحل ولد في العام 1927 في مدينة النجف الأشرف، وهو سليل إحدى أبرز الأسر العلمية والاجتماعية والسياسية في العراق، وهو أحد أركان الحركة السياسية والإسلامية في العراق، وأحد أبرز شخوص مرجعية المرجع الراحل الإمام السيد محسن الحكيم.

وقد أثرى بحر العلوم المكتبة العربية والإسلامية بأزيد من خمسين مؤلفاً في الفقه والعلوم السياسية والاجتماعية. وقد تخرج الراحل من كلية الفقه بالنجف الأشرف، ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة في الشريعة الإسلامية عام 1979. كما قام الراحل بتأسيس معهد العلمين للدراسات العليا في النجف الأشرف، الذي يُعتبر أول معهد متخصص في العلوم السياسية في النجف.

وهو والد النائب في البرلمان العراقي ووزير النفط العراقي الأسبق إبراهيم محمد بحر العلوم، وكذلك والد سفير العراق لدى الكويت محمد حسين محمد بحر العلوم.

يشار إلى أن السيد محمد بحر العلوم كان أول رئيس مؤقت بالإنابة لمجلس الحكم العراقي المؤقت التي تشكَّل بعد احتلال العراق في الفترة من 13 يوليو/ تموز 2003 ولغاية 31 يوليو 2003 ثم رئيساً مؤقتاً للمرة الثانية في الفترة من 1 مارس/ آذار 2004 ولغاية 31 مارس 2004.

بحرينياً أشادت عدة شخصيات سياسية بدور الراحل السياسي والديني المعتدل، منوهة بعلاقاته التاريخية بالبحرين.

وكتب وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة على حسابه في «تويتر»: «نعزي الأمة الإسلامية بوفاة المغفور له بإذن الله الدكتور السيد محمد بحر العلوم، عرفته وأحببته في لندن، توفي اليوم في النجف رحمة الله عليه». كما كتب في حسابه على «الإنستغرام»: «أحبك الله فأبعدك عن ما يجري اليوم بين الأمة، رحم الله السيد محمد بحر العلوم».

من جانبه، قال مستشار جلالة الملك لشئون السلطة التشريعية محمد علي بن الشيح منصور الستري، في تصريح خاص لـ «الوسط»، بأن «الراحل كان شخصية بارزة كرَّست حياتها للاهتمام بالعلم وبالقضايا العربية والإسلامية على مدى عقود». وأضاف الستري: «كان للراحل علاقة تاريخية وخاصة بالبحرين واهتمام خاص بها، وزارها عندما كان عضواً بمجلس الحكم الانتقالي العراقي المؤقت، وتربطه علاقة متينة بعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، كما كانت للراحل علاقات بمختلف التوجهات العلمية والسياسية في البحرين».

وأشار الستري إلى أن «شخصية المرحوم السيد محمد بحر العلوم لم يكن همها عراقي فقط، بل كانت مهتمة بكل قِطر عربي وبلد إسلامي، وكان دائم الوصل، منطلقاً في ذلك بمنهج الاعتدال والوسطية».

وقال الستري بأن «هناك علاقة خاصة وقديمة تربطني بالراحل، حيث زرته قبل أقل من شهر في منزله بالنجف الأشرف، وكان دائم السؤال عن البحرين وقيادتها وشعبها رغم حالته الصحية المتدهورة، حيث خصّ حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد بالتحية، مؤكداً على استقرار البحرين وسيادتها». واعتبر الستري رحيل السيد بحر العلوم «خسارة كبيرة للعراق وللأمتين العربية والإسلامية، وللثقافة التي أثراها بإنتاجه العلمي الغزير من عشرات السنين، حيث كان الراحل صاحب قلم علمي عميق» مقدماً تعازيه لذويه من أسرة بحر العلوم وللشعب العراقي الشقيق.

بدوره قدَّم السفير البحريني في العراق صلاح المالكي تعازيه إلى أسرة آل بحر العلوم بوفاة العلامة السيد محمد بحر العلوم، سائلاً العلي القدير أن يُلهِم أهله وذويه الصبر والسلوان. وقال المالكي إن السيد محمد بحر العلوم عُرِفَ عنه نبذ الطائفية البغيضة، مضيفاً أنه ذو علم وفقه واتزان ومحب لجميع الأوطان. وبيَّن أن بحر العلوم عُرِفَ عنه محبته وتقديره لعاهل البلاد وجهود جلالته في مسيرة الإصلاح والتقدم لشعب مملكة البحرين.

كما عزى القنصل العام البحريني في النجف الأشرف عبدالله الصائغ أسرة آل بحر العلوم لوفاة العلامة السيد محمد بحر العلوم، سائلاً العلي القدير أن يُلهِم أهله وذويه الصبر والسلوان.

يذكر بأن الراحل السيد محمد بحر العلوم زار البحرين في 12 يناير/ كانون الثاني 2004 عندما كان عضواً في مجلس الحكم الانتقالي العراقي المؤقت، يرافقه وفد رفيع المستوى أجرى خلالها مباحثات مع المسئولين في المملكة. كما ألقى محاضرة حينها بجامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي حول الوضع في العراق.