العدد 4596 - الثلثاء 07 أبريل 2015م الموافق 17 جمادى الآخرة 1436هـ

(رسالة مواطن)... مسئوليتي تجاه أطفال التوحد

مرض التوحد هو اضطرابٌ نمائيٌ بالجهازِ العصبي، يصيبُ الأطفال خلال ثلاث السنوات الأولى من العمر، يتسبب لهم بضعفٍ أو عجزٍ في التفاعل الاجتماعي وتكوين العلاقات، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، واتخاذ أنماطٍ سلوكيةٍ مقيدة ومتكررة للطفل.

هذا هو التفسير العلمي لمرض التوحد وانعكاسه على الأطفال المصابين به، وإن تعددت الأسباب فإن مرض التوحد بات قريبا ومنتشرا في مجتمعنا الصغير، فبحسب الدراسات التي أجريت آخرها في العام 2010 قدر الباحثون نسبة 4.3 لكل 10000 نسمة مصابون بهذا المرض في مملكة البحرين. وبعيداً عن من المسئول رسميا عن دمج هذه الفئة وعلاجها.السؤال الوجيه الذي يطرح نفسه الآن: أين أنا من أطفال التوحد؟ أين نحن من الأسر التي أصيب أحد أبنائها بالتوحد؟ اين نحن من المجتمع الذي أخذ بزمام المبادرة لمساعدة هؤلاء الاطفال؟

لي قريبة عرفنا قبل سنوات أن ابنتها مصابة بالتوحد، ماذا كانت ردة فعل الأقرباء تجاه هذا الأمر؟ التعاطف والحزن والشفقة والدعاء لابنتها. لكن ماذا بعد؟ للأسف لا شيء يذكر، للأسف كانت تعاني قريبتي من سوء تفهم أقرب الأشخاص لها بطريقة التعامل مع ابنتها، وردات فعل ابنتها تجاه الآخرين، كانت كثيرا ما تسمع التعليقات الصادرة، منهم والتي كانت اشد ايلاما عليها من وضع ابنتها. صارت العيون تلاحقها اينما كانت مع طفلتها، الجميع يحتضن أطفاله حالما تصل مع ابنتها، وكأن المرض وباء أو شيئاً معدياً أو تجنبا منهم لأية ردة فعل يتخيلونها عن طفلتها.

ردة فعل الآخرين فرضت على قريبتي حينها أن تنطوي بابنتها حتى لا تزيد مرضها مرضا، هذه حكاية، والحكايات كثر يتقطع القلب لها. وهنا أكرر سؤالي مرة أخرى: ما هو دوري تجاه أطفال التوحد وأسرهم؟

من وجهة نظري، أن أول ما علينا فعله هو أن نثقف أنفسنا بحيثيات المرض، ما هو؟ وماذا يفعل؟ وكيف يمكننا مساعدة الأطفال؟ والأمور كافة المتعلقة بالأمر؛ لأن المعرفة بالمرض هي جزء أساسي ينبني عليه اأسلوب تعاملي مع الأطفال المصابين وذويهم.

كما ان علينا ان نبادر بالمساعدة، المساعدة قد تكون برحلة، بزيارة، بكلمة، بهدية، لابد ان نكسر الحاجز بيننا وبين هؤلاء الأطفال ونسعى إلى بناء علاقات لطيفة معهم.

أمر آخر يتعلق بعلاج هؤلاء الأطفال هو طبيعة ونوعية الأطعمة التي يتناولونها، فلن يضرني لو حرمت نفسي وأبنائي من بعض الأطعمة وشاركتهم الطعام الصحي حتى لا أكون سببا في تعصبهم تجاه الأطعمة التي يودون تناولها، لكنها مضرة بصحتهم ومرضهم.

كما لابد ان يكون لنا دور داعم لأسر الاطفال المصابين وخاصة إن كانوا من أقربائنا، نتكفل بإحتضان الطفل ولو ساعات معدودة عن الأم او الأب، نعلم ابناءنا كيف يتعاملون معهم بلطف. نتواصل معهم بمسجات وإتصالات ايجابية تبعث في نفوسهم الامل والقوة والارادة لما اعطاهم إياه الله.

والأجمل من ذلك كله لو نبدأ أن نتطوع ولو لساعات محدودة في كل شهر او بعض الاشهر، نزورهم في مراكزهم لنخلق الألفة معهم، وندخل السرور في قلوبهم، نجتمع نحن وابناؤنا سويا لنرسم معهم الفرحة والامل والثقة بأننا نشعر بهم ونود مساعدتهم، كي نزيل هواجسهم ومخاوفهم عنا وعن العالم الخارجي من حولهم.

فقد حبانا الله وأطفالنا بنعم كثيرة لا تحصى، فكم سيكون عرفاننا لله راقيا وجميلا لو عكسناه بمساعدتنا لهؤلاء الأطفال وأسرهم في تخطي وتخفيف ما يعانونه، فسنكون حينها في أعلى مراتب الشكر على نعم الله.

بشرى الهندي





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 1:05 ص

      موضوع شيق

      فعلا موضوع شيق ومفيد ان حالات التوحد في ازدياد في مجتمعاتنا بصورة كبيرة جدا .الى جانب مسئولية الاباء يجب ان تتخد الدولة دورها في احتضانهم واعداد الروضات / المدارس التي تستوعبهم .. اعرف حالات اضطرالاهل فيها الى صرف الكثير من رواتبهم وعلى حساب اطفالهم الاخرين في سبيل توفير روضة مناسبة لهم ..

    • زائر 3 | 12:53 ص

      على الجرح !!!

      كم يألمني حين أرى الأخرين يتعاملون مع أبني بهذة الطريقة

    • زائر 2 | 11:57 م

      الشكر الجزيل للكاتبه

      رحم الله والديك يا أخت بشرى عن تسليط الضوء على موضوع التوحد

    • زائر 1 | 10:41 م

      ولد كويد

      عندي تعليق بسيط
      العامل الأساسي في هذه الحاله هم الوالدين
      اذا كانو الوالدين غير اشتماعين يكون الأطفال موتوحدين

      وشكراً

    • زائر 5 زائر 1 | 3:20 م

      معلومات خاطئة

      العامل الأساسي في التوحد يعود للجينات و ليس هناك أي إثبات علمي و لا صحه لما تقول. آخر ما يحتاجة أهل المصابين بالتوحد هو شخص يلقي اللوم عليهم من غير معرفة.
      -أخصائية توحد

اقرأ ايضاً