يرى المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم الأردني الأمير علي بن الحسين إن برنامجه الطموح ورغبة عشاق كرة القدم حول العالم في التغيير سيدعمان حظوظه في الانتخابات المقررة نهاية الشهر المقبل رغم التأثير القوي لمنافسه الأبرز سيب بلاتر الرئيس الحالي للفيفا على الكثير من الاتحادات الوطنية لبقائه في المنصب لفترة طويلة.
والبرنامج الذي استعرضه الأمير الأردني (39 عاما) في حلقة نقاشية مع مجموعة صغيرة من الصحفيين في القاهرة يحمل عنوانا عريضا يقول "نحو اتحاد جدير بقيادة اللعبة الأولى عالميا" ويتضمن الكثير من النقاط المهمة لتطوير المنظمة والرياضة إضافة للجوانب التجارية للعبة الأكثر شعبية في إطار منظومة تقوم على المؤسسة وليس الشخص الموجود على قمة الهرم الإداري.
وقال الأمير علي نائب رئيس الفيفا قبل يوم من المؤتمر السنوي للاتحاد الإفريقي للعبة في القاهرة والذي سيحضره أيضا المرشحان الآخران المنافسان لبلاتر على المنصب وهما لويس فيجو لاعب منتخب البرتغال السابق ومايكل فان براج رئيس الاتحاد الهولندي للعبة "بالتأكيد البرنامج هو الأساس بالنسبة لي وهناك تفاصيل كثيرة سيتعين العمل عليها إن أصبحت رئيسا".
وتابع "اعلم أن المنافسة ستكون صعبة خاصة مع وجود شخص في منصبه لفترة طويلة حيث يكون هناك تأثير قوي على أي مرشح آخر."
واستطرد "إذا فزت فاني سأعمل على إعادة المنظمة إلى المكانة التي تستحقها. فبقدر حب العالم لكرة القدم لم تكن المنظمة عند حسن الظن وانعكست سمعة الاتحاد الدولي على اللعبة.
"أعمل في كرة القدم منذ 16 عاما وخبرتي مع الاتحاد الدولي منذ أربع سنوات وأرى إمكانية لاستعادة هيبة ومكانة الفيفا".
وأشار رئيس الاتحاد الأردني للعبة إلى انه يمثل "بلدا يتطور في كرة القدم مثل بلاد كثيرة حول العالم وحان الوقت لان يظهر وجه مقبول يعبر عن هذا التطور. اعتقد انه في حال الفوز ستكون بداية جيدة وقوية خاصة من حيث الدعم العالمي للاتحاد الدولي والتركيز على كافة دول العالم وتطوير المنافسة".
وأبرز ملامح برنامج الأمير علي وهو اصغر من تولى منصب نائب رئيس الفيفا سنا واصغر عضو في لجنته التنفيذية تعزيز الشفافية بعدما تلطخت سمعة الاتحاد الدولي في السنوات الأخيرة وتلبية كافة احتياجات الاتحادات الوطنية من تجهيزات أساسية وبنى تحتية لمساعدة محبي اللعبة على ممارستها وزيادة الاستثمارات في كرة القدم النسائية وإقامة مكاتب إقليمية تابعة للفيفا للتطوير وتبسيط الإجراءات المتصلة بعملية التطوير.
كما تعهد بتقييم وتحسين جدول مواعيد المباريات الدولية ومراجعة نظام التصنيف العالمي المعقد وهما قضيتان تسببتا في الكثير من الجدل مع فتح حوار شامل حول استخدام التقنية في كرة القدم.
ولا تتوقف القضايا الخلافية التي يضع لها البرنامج حلولا عند هذا الحد بل تتعدها لفتح نقاش حول زيادة عدد الفرق المشاركة في كأس العالم بناء على دراسات مستفيضة وليست لوعود انتخابية واضعا مصلحة كرة القدم في المقام الأول.
وقال الأمير علي "فكرة زيادة المقاعد في كأس العالم مهمة لكن لابد أن تتم بعد دراسة واضحة وليس من اجل حملات انتخابية. لابد من الاستعانة بكافة الخبراء وبالنسبة لي أحب أن تكون هناك زيادة في المقاعد لكن الأمر لا يتعلق برأي شخص معين. الأمر يتعلق بالمسؤولية في المقام الأول وليس أمرا شخصيا."
وانتقد الأمير علي التصويت الذي تم في جلسة واحدة على اختيار الدولتين المنظمتين للنسختين المقبلتين لكأس العالم قائلا "منح حق تنظيم بطولتي كأس العالم 2018 و2022 في جلسة واحدة لم يكن جيدا. لكن القرار انتهى على كل حال ونتطلع للمستقبل ونرغب أن يسير كل شيء بشكل جيد في المستقبل حتى لا يحدث أي إحراج لأي طرف".
ورحب رئيس الاتحاد الأردني بإقامة كأس العالم في قطر معتبرا إياه "شيئا طيبا للمنطقة يدعو للتفاؤل لكننا نود في المستقبل أن يتم اتخاذ القرارات بعد دراسة مستفيضة".
وقال الأمير علي انه سيعمل في حال فوزه بالمنصب على تقليص الهدر في الإنفاق داخل المنظمة وتحقيق زيادة ملموسة في الإيرادات وبالتالي زيادة الأموال المتاحة للاستثمار في كرة القدم حول العالم.
وانتقد الأمير علي الطريقة التي يدار بها مشروع الهدف الذي يشرف عليه الفيفا ويتيح للاتحادات الأعضاء الاستفادة من مشاريع لتطوير كرة القدم في بلادها.
وقال "مشكلة برنامج الهدف.. إن طريقة تطبيقه غير صحيحة وبطيئة .. وتجعل الاتحادات تميل إلى الاعتماد على الاتحاد الدولي."
وأضاف "بالعكس فإنني أرى ضرورة الذهاب لدولة ما ومعرفة كل احتياجاتها ونبدأ في التنفيذ. استغربت لوجود دول كثيرة في العالم تفتقر للأدوات البسيطة لممارسة كرة القدم وهذا شيء خاطئ."
وتابع "وبالنسبة لموضوع الدعم الذي يقدمه الفيفا للاتحادات فانا اعتبره غريبا بعض الشيء لأنه ينطبق على الجميع. ألمانيا مثل جزيرة صغيرة وهذا أمر خاطئ ولابد أن نكثف الدعم للدول الأكثر احتياجا وهذا موجود في برنامجي لكن أهم شيء التطبيق على الأرض."
واستطرد "تطلق الوعود دائما قبل الانتخابات لكن يتعين أن يعرف كل اتحاد ما سيحصل عليه خلال أربع سنوات وليس في فترات انتخابية بعينها".
وتناول الأمير علي وهو نجل ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال والملكة علياء الأسباب التي دفعته للترشح وفي مقدمتها الرغبة الشديدة في تصحيح أوضاع قال انه لن يصبر عليها إن لم يحدث تغيير على رأس الفيفا مشيرا إلى أنه لا يشعر بالقلق من أي منافس.
وقال "جئنا من أجل خدمة كرة القدم عالميا وأصبح هناك مرشح عربي مقبول للعالم وهذا حق مشروع. أول شيء...لا اشعر بالقلق فهو حق مشروع للجميع. ادخل هذه الانتخابات بدون حسابات ولا أي رغبة في الثأر فهو ليس موضوعا شخصيا. جئنا من اجل تطوير الاتحاد الدولي. نرغب في الإبقاء على ما هو جيد وتطوير أشياء أخرى."
وأضاف "أنا جاهز للاستفادة من الجميع ...من الاتحادات والشخصيات. نحن في خدمة كرة القدم وأي شخص في العالم هدفه خدمة كرة القدم سنكون على اتصال به وأتمنى الحصول على دعمه."
وأشار الأمير علي المتزوج من الأميرة ريم وهي ابنة الأخضر الإبراهيمي المسئول السابق في الأمم المتحدة والدبلوماسي الجزائري البارز ولديه طفلان "قرار الترشح لم يكن سهلا فلدي عائلة وأطفال صغار والمهمة ليست سهلة لكن بعد أن تحدثت مع زملائي رأيت ضرورة أن يقوم شخص بتغيير الأمور من اجل المستقبل ومصلحة المنظمة."
ورفض الأمير علي فكرة وجود مواجهة بين الشباب الذي يمثله وبلاتر (79 عاما) قائلا "الشباب ليس بالعمر ولكن بالفكر واعتقد إننا إذا نجحنا في هذه الانتخابات فإنها ستكون دافعا قويا للاتحادات حول العالم للتحدث بحرية وأريحية وبدون أي ضغوط. هذا حق لنا جميعا".