يستحق العمل الذي قام به الاتحاد البحريني لكرة القدم، ممثلاً في لجنة التسويق، الإشادة في إخراج نهائي كأس الملك أمس الأول بصورة مميزة جماهيرياً وإعلامياً، على رغم الظروف التي سبقت النهائي، وما ساعد على ذلك العمل الكبير الذي قام به ناديا الحد والبسيتين في عملية التحشيد والتحفيز الجماهيري، وذلك للمرة الأولى في واقع مسابقاتنا الكروية المحلية.

إن مثل هذه الجهود المشتركة الايجابية من الاتحاد والأندية تساهم بصورة كبيرة في تحريك المياه الراكدة، وتخلق أجواء تفاعلية من جانب الجماهير والإعلام، على رغم أن الناديين ليسا من الأندية صاحبة الجماهيرية في البحرين، وهذا يعطي دافعاً سواء لاتحاد الكرة أو الأندية إلى العمل الجاد في إنجاح المسابقات المحلية في المواسم المقبلة.

ولكن بعد التميز في نهائي كأس الملك الموسمين الماضي والحالي، يجب أن تتغير نظرة واهتمام اتحاد الكرة في تعاطيه مع المسابقات المحلية من الناحية التنظيمية والتسويقية والإعلامية والجماهيرية، من خلال العمل الجاد على تهيئة الظروف المناسبة لكي لا يتحول عمل اتحاد الكرة إلى «مباراة موسمية»، وبعدها يختفي الاتحاد في سبات عميق، وبعد تجربة العمل الايجابي من ناديي الحد والبسيتين، فإنه يفترض أن يقوم الاتحاد بتفعيل تعاونه مع الأندية من خلال إداراتها ومراكزها الإعلامية وروابط مشجعيها؛ وذلك للعمل على وضع آليات مسبقة قبل كل موسم كروي بصورة تهيئ الأجواء المناسبة، بالإضافة إلى ضرورة التنسيق مع وسائل الإعلام المحلية وخصوصاً الصحافة؛ من أجل إعطاء زخم أكبر لمسابقاتنا الكروية، والتي تعاني من الغياب الجماهيري والضعف الإعلامي والتحشيد... فليس من المعقول أن (يغط) الاتحاد في سبات عميق، ويخرج من القمقم مرة واحدة سنوياً في نهائي كأس الملك، وخصوصاً إذا أردنا جذب الشركات للرعاية والدعم والجمهور إلى المدرجات.