العدد 4595 - الإثنين 06 أبريل 2015م الموافق 16 جمادى الآخرة 1436هـ

الصوت الآخر... الصدى والأثر

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مع دخول العام الجديد، شهدت الساحة الداخلية تراجعاً واضحاً للعمل السياسي، مع تقييد حركة الجمعيات السياسية وأنشطتها وفعالياتها السلمية، وتضيق المساحة التي كانت متاحةً لحرية التعبير.

تضييق الخناق على العمل السياسي وملاحقة الجمعيات المسجلة رسمياً، برفع قضايا ضدها أمام المحاكم، بدأ منذ العام الماضي، واستمر هذا العام. فمن مجموع ست جمعيات وطنية معارضة كانت تمثل التحالف السداسي في الأعوام 2011 و2013، تم حل جمعيتين، وهُدّدت جمعيتان أخريان بالحل، وبقيت جمعيتان غير بعيدتين عن الاستهداف في أيّ وقت.

من هنا كان واضحاً للمراقبين تقلّص الفعاليات السياسية إلى حد كبير. وبعد أن كانت الساحة تعجّ بالحيوية والحراك السياسي طوال عشر سنوات، أصبح نشاطها محصوراً في المقار الرسمية، بعد منع المسيرات والاعتصامات السلمية خلال الخمسة عشر شهراً الماضية.

قبل أسبوعين، وتحديداً في مساء الأربعاء 18 مارس/ آذار الماضي، نظمت جمعية «وعد» وقفةً تضامنيةً مع الأمين العام السابق إبراهيم شريف، بمناسبة قضائه ثلاثة أرباع فترة محكوميته، وهو عرفٌ يستند إلى بعض القوانين كان يطبق قبل الاستقلال، واستمر بعده حتى مطلع الثمانينيات، حيث حُرم منه السجناء السياسيون واستمر يتمتّع به السجناء الجنائيون. وهي قضية إشكالية كبرى من الناحيتين الحقوقية والإنسانية، خصوصاً مع زيادة عدد السجناء الى مستوى ازدحام السجون الكبيرة، في بلدٍ صغيرٍ مساحةً وسكاناً. وهو وضعٌ يؤثر على أوضاع كثرةٍ من البيوت البحرينية نفسياً واجتماعياً واقتصادياً، لغياب عائليها أو شبابها فضلاً عن طلاب المدارس والجامعات، وتعطيل طاقاتهم وقطع مسيرة حياتهم، ككلفةٍ يدفعونها لمشاركتهم في الحراك السياسي.

في تلك الأمسية التضامنية شاركت نخبةٌ من الحقوقيين والسياسيين، ممن شاركوا شريف همّ العمل الوطني، حيث تحدّث كلٌّ من المحامي حسن رضي والمحامية جليلة السيد، إلى جانب عدد من قيادات الجمعيات السياسية، متناولين جوانب من شخصيته ونضاله وموقعه في الساحة. وكان من أبرز ما أشاروا إليه جانب النبل والأخلاقية في سلوكه حتى مع خصومه، وخطابه الوطني الجامع الذي خلا تماماً من أي مفردة أو معنى طائفي.

قبل يومين، وتحديداً في مساء الأحد 5 أبريل/ نيسان الجاري، نظّمت جمعية «الوفاق» في مقرها بالزنج، أمسية تضامنية مع الشيخ علي سلمان، بمناسبة مرور 100 يوم على اعتقاله. وقد شارك فيها عددٌ من النشطاء السياسيين والحقوقيين، في مقدمتهم المحامي الوطني سامي سيادي، وهو عضو هيئة الدفاع عن سلمان، حيث تكلّم عن مساعي مجموعة المحامين للإفراج عنه، وما طرحوه من دفاع.

عضو اللجنة المركزية بجمعية «وعد» منيرة فخرو في كلمتها التضامنية تكلّمت عن سلمان، من واقع تجربتها الشخصية، حيث التقته لأول مرةٍ في العاصمة البريطانية لندن، وذلك بعد توقيفها عن العمل بالجامعة في العام 1997. كانت البحرين في تلك الفترة ماتزال تعيش أجواء ما عُرف بـ «انتفاضة التسعينيات»، وما شابها من اضطراب أمني واحتقان سياسي، وسقوط عشرات الضحايا إلى جانب مئات السجناء وعشرات المفصولين من أعمالهم من بينهم أساتذة بالجامعة. كانت البحرين يومها ماتزال تخضع لقانون «أمن الدولة»، الذي تم تعليقه مع بداية مرحلة الانفراج السياسي في العام 2000.

فخرو لفتها في شخصيته دماثة أخلاقه وكاريزميّته لما يتمتع به من صفات قيادية وكفاءة عالية، رغم صغر سنه (35 سنة يومذاك). وأشارت إلى أن هاجسه كان التواصل مع المكوّن الآخر في الوطن، وأن يستمع إلى جمهورٍ غير الجمهور الذي يستمع له عادةً. ولمحت إلى ما يتعرّض له من نقدٍ كونه رجل دين بقولها: وهل كان مارتن لوثركنغ إلا رجل دين دفع حياته ثمناً لمواقفه الإنسانية، بعدما أثّر على تغيير البيئة التشريعية ودفعها إلى تغيير القوانين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4595 - الإثنين 06 أبريل 2015م الموافق 16 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 7:26 ص

      رد على 11

      ... لولا الشيخ قاسم والسيد الغريفى ومجلس العلمائى شان البحرين اتجهت الى حرب اهليه يا اخى هؤلاء العلماء هم من حافض لعدم اراقة الدماء الله يهديك ويصلحك

    • زائر 19 زائر 18 | 8:42 ص

      العزيز الحرب الطائفية في العراق بسبب الحزاب المذهبية لا نتعض منها 1540

      هل استطاع شيوخ الدين وقف الاقتتال والآلاف الضحايا طيلة 12 عام لا وحتى بين بعضهم البعض المالكي ومقتدى وكذلك الحكيم الخ وشاهد لبنان هل استقرت وكذلك شاهد اليمن أو هل ما حصل في البحرين من مآسي قليل وكذلك شطر المجتمع

    • زائر 16 | 6:28 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،يا سيد قاسم ،،حرية الرأى مسموح به في بلدنا ،،انما ممنوع الكلام ،،يا مسهل .

    • زائر 15 | 5:47 ص

      الله يغربل العلمانيين .

      ذبحونا بالتخلف الي عندهم قال فصل الدين عن السياسة قال !!

    • زائر 14 | 3:27 ص

      القانون

      القانون للاسف لا يطبق بشكل فعال ع فئة دون فئة سوى ف المسيرات أو ف غيرها من الانشطة السياسية أو الاجتماعية.

    • زائر 13 | 3:25 ص

      خفت الحراك ( بالضرب والنار والحديد )

      وليس بقناعات الناس انما القبضة الأمنية هي المسيطرة على الوضع سيقول لك احدهم ( هذا هو الغانون ) اي قانون الذي يضرب الجميع ويسلط على الرقاب ، ولكن لكل اجل كتاب .

    • زائر 11 | 2:02 ص

      مشكلات المنطقة واحدة هي ظهور الأحزاب الدينية والمذهبية 0858

      لايمكن ان يستقر أي بلد بوجود الأحزاب الدينية هذا بالضبط مانعة منه الدول الأوربية من كوارث بسببها ولم تستقر هذه السنين الطوال إلا بعد عزل الدين عن السياسة واتباع حكمة المسيح الدين لله والوطن للجميع فهل نحذوا حذوها أو ننتظر مزيد من الكوارث

    • زائر 9 | 1:15 ص

      للتذكير

      كانت شعاراتها مع الشريف ابراهيم شريف:كفاية فساد.

    • زائر 7 | 12:55 ص

      أما القانون فوق الجميع فهذه كذبة

      مايبلعها إلا المصلحجي .

    • زائر 5 | 12:45 ص

      تعليق على وزير الداخلية

      تعليقاً على تصريح وزير الداخلية بأن الفعاليات السياسية قلت والمشاركين أصبحوا قلة
      أقول له إن ذلك مجرد مظهر للقمع ومنع التظاهرات
      وإلا فالتزم بالقانون ولا تحرم الجمعيات التي تخطر عن المسيرات من هذا الحق وسترى كيف هي الأمواج البشرية السلمية تصدح بمطالبها العادلة المشروعة
      إن المنع لا يمكنه أن يحقق استقراراً لا في الحاضر ولا المستقبل ما دامت القلوب تغلي والأذى والضرر يقتحم عشرات الآلاف من بيوت البحرينيين

    • زائر 4 | 12:41 ص

      ماذا بعد ان اعترف الرئيس الأمريكي بحقيقة الامر

      هل سيظلّون مكابرين؟
      هل سيصرّون على خطر ايران الداهم؟
      هل سيتجاهلون تطلعات شعوبهم؟
      هل سيكابرون ويواصلوا مشوار قمع الشعوب والتنكيل بها؟

    • زائر 3 | 12:30 ص

      يعرفونه تماما

      منهجه سلمي وحريص جدا على الوحدة الوطنية ومع ذلك وجهوا له هذه التهم غير المنطقية.

    • زائر 2 | 12:25 ص

      القانون

      القانون فوق الحميع و من لا يحترم القانون لا يستحق ان يعمل في السياسة

    • زائر 8 زائر 2 | 1:14 ص

      اكيد

      والدليل السواحل واراضي الدولة.خلنا ساكتين

    • زائر 10 زائر 2 | 1:36 ص

      زائر 2

      لا تجيب طاري القانون على لسانك ابدا لان القانون يطبق على البحارنه بس عطني شرطي واحد قاتل وحكم عليه بالسجن وسجن بالله عليك شرطي متهم بالقتل والتعذيب يجي المحكمه بلباسه العسكري وهو مطلق السراح شنو يعني هذا ان المحاكمه صوريه وانه راح يطلع براءه, القتله اللي قتلوا الناس ورموا جثثهم في المازبل شنو سويتون فيهم ولا شي فال تتكلم عن القانون لانه كبيركم قالها القانون مب عليكم

    • زائر 1 | 10:25 م

      منيرة فخرو

      في الدوار في إحدى النقاشات عن الحوار مع السلطة فكانت من من يرى الحوار لحلحلة الوضع فرد عليها الشباب ما الضمانة قالت الضمانة هم أنتم أيها الشباب يعني إن حصل مايلبي طموحكم فبها وإلا أنتم أصحاب الكلمة .

اقرأ ايضاً