أوقعت المعارك الدائرة في اليمن أمس (الإثنين) نحو 140 قتيلاً، في حين تواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر صعوبات في إدخال المساعدات الطبية إلى هذا البلد الذي تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية.
وعلى صعيد عمليات الإغاثة، تواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر «مشاكل لوجستية» لإيصال المساعدات الطبية إلى اليمن. وقالت متحدثة: «لدينا التصاريح لإرسال طائرة شحن محملة بالمواد الطبية» لكن هناك مشكلة الهبوط في مطار صنعاء «حيث يتراجع عدد الطائرات التي يمكن أن تحط». وأضافت «نحاول تسوية هذه المشاكل اللوجستية».
وفي المجال الدبلوماسي، أعلن وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أن السعودية طلبت من باكستان جنوداً وطائرات لعملياتها ضد المتمردين في اليمن، لكنه أكد أن إسلام آباد لا تزال تبحث حتى الساعة عن حل «سلمي» للنزاع في هذا البلد.
أما في موسكو، فأعرب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن «خيبة أمل» موسكو «لأن هذه العملية بدأت دون مشاورات في مجلس الأمن الدولي». ودعا أطراف النزاع كافة إلى وقف أعمال العنف و«الجلوس على طاولة المفاوضات».
عدن - أ ف ب
أوقعت المعارك الدائرة في اليمن نحو 140 قتيلاً أمس الإثنين (6 أبريل/ نيسان 2015) في حين تواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر صعوبات في إدخال المساعدات الطبية إلى هذا البلد الذي تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية.
وفي اليوم الثاني عشر للعملية العسكرية بقيادة السعودية، تركزت المواجهات الدامية في جنوب اليمن حيث قتل 141 شخصاً على الأقل بينهم 53 في عدن، وفقاً لحصيلة أوردتها مصادر عدة.
وقالت مصادر طبية وعسكرية يمنية إن حصيلة قتلى المعارك في عدن بين المتمردين، من حوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبين اللجان الشعبية بلغت منذ أمس الأول (الأحد) 53 قتيلاً بينهم 26 حوثياً و17 مدنياً.
وقال مسئول طبي لوكالة «فرانس برس» إن «عدد القتلى منذ أمس حتى صباح الإثنين بلغ 17 مدنياً وعشرة من اللجان الشعبية».
وأكد مصدر عسكري مقتل 26 من المتمردين الحوثيين بالإضافة إلى عشرات الجرحى في الاشتباكات في أحياء المعلا والقلوعة وخور مكسر.
وأعلن شهود أن القوات التابعة للمتمردين انسحبت من «دوار حجيف والقلوعة باتجاه عقبة المعلا غير أنهم انتشروا في شارع ميناء المعلا وعند مطاحن وصوامع الغلال دون السيطرة على الميناء».
يشار إلى وجود أربعة موانئ في عدن الواقعة على بحر العرب.
وبعد الظهر، ارتفعت سحابة من الدخان الأسود فوق محطة وقود قرب مطار عدن من دون معرفة السبب، بحسب مصور لـ «فرانس برس».
ويحاول الحوثيون السيطرة على عدن حيث استولوا الخميس الماضي على القصر الرئاسي قبل أن ينسحبوا منه فجر الجمعة تحت وطأة الغارات التي شنها التحالف.
وفي الضالع، قتل 27 من المتمردين في كمين أعده مقاتلون جنوبيون مؤيدون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اللاجئ في السعودية.
وكان مسئول محلي أكد لـ «فرانس برس» طالباً عدم ذكر اسمه «مقتل ما لا يقل عن 19 حوثياً و15 من اللجان الشعبية (الرديفة للجيش الموالي لهادي) في المعارك».
وفي الضالع أيضاً، قصف طيران التحالف المجمع الحكومي الذي تسيطر عليه ميليشيات الحوثيين كما قصف مقر قوات الأمن الخاصة، بحسب عدد من السكان.
كما قصف «معسكر عبود» التابع للواء 33 مدرع.
وفي صنعاء، قصف طيران التحالف العربي معسكر الحرس الجمهوري في منطقة الصباحة في المدخل الغربي للعاصمة، ومعسكر قوات الأمن الخاصة في جنوبها، وفقاً للشهود.
وتم استهداف جبل النهدين المطل على دار الرئاسة.
يشار إلى أن طيران التحالف حلق أمس وللمرة الأولى على علو منخفض بحيث أمكن مشاهدته أثناء القصف ولم تكن هناك مضادات أرضية كما جرت العادة.
ومن جهة أخرى، قالت مصادر في المطار لـ «فرانس برس» إن ثلاث طائرات هندية وأخرى روسية وصلت لإجلاء الرعايا الهنود.
وفي ميناء الحديدة، قالت مصادر إن فرقاطتين حربيتين صينية وهندية قامتا بإجلاء رعايا البلدين. وقد أجلت الفرقاطه الهندية حوالى 450 هندياً بينما أجلت الصينية نحو 100 صيني.
وفي زنجبار كبرى مدن أبين إلى الشرق من عدن، أعلنت اللجان الشعبية أن مقاتليها يحاصرون منذ مساء الأحد اللواء 115 الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، حليف الحوثيين.
وسيطرت اللجان مساء الأحد بمساعدة مسلحين قبليين على بلدة دوفس الواقعة على الطريق التي تربط بين زنجبار وعدن بهدف منع وصول إمدادات للواء 115.
وقال مصدر طبي إن المعارك في دوفس أوقعت قتيلين من اللجان الشعبية وخمسة من الحوثيين.
كما قتل ثمانية متمردين في بيحان في محافظة شبوة طبقاً لمصادر طبية وأمنية أكدت كذلك مقتل اثنين من الحوثيين في اشتباكات تلت كميناً لمسحلين قبليين.
على صعيد عمليات الإغاثة، تواجه اللجنة الدولة للصليب الأحمر «مشاكل لوجستية» لإيصال المساعدات الطبية إلى اليمن. وقالت متحدثة «لدينا التصاريح لإرسال طائرة شحن محملة بالمواد الطبية» لكن هناك مشكلة الهبوط في مطار صنعاء «حيث يتراجع عدد الطائرات التي يمكن أن تحط».
وأضافت «نحاول تسوية هذه المشاكل اللوجستية».
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري في إيجازه الصحافي اليومي «تم تسيير رحلة للصليب الأحمر إلى صنعاء لإجلاء بعض منتسبيه وعددهم 11 شخصاً».
وأضاف «يتم التحضير لطائرة أخرى» للصليب الأحمر.
وقد وجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداءً لتبني هدنة إنسانية لمدة 24 ساعة لتقديم دعم طبي للسكان.
وفي المجال الدبلوماسي، فقد أعربت روسيا أمس (الإثنين) عن «خيبة أملها» للعملية العسكرية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن من دون تفويض من الأمم المتحدة ودعت الأطراف المعنيين إلى وقف العنف وإلى التفاوض.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لأفروف في حديث لوكالة انباء روسيا «سيغودنيا»: «لقد أصبنا بالتأكيد بخيبة أمل إذا صح التعبير لأن هذه العملية بدأت دون مشاورات في مجلس الأمن الدولي».
وأوضح أن هذه العملية التي أطلقت في نهاية مارس/ آذار «لا أساس لها قانونياً في الوقت الراهن على المستوى الدولي» بحسب قوله.
ودعا لافروف كافة أطراف النزاع في اليمن إلى وقف أعمال العنف و»إلى السعي إلى حل سلمي».
وأضاف «على الحوثيين أن يوقفوا عملياتهم في جنوب اليمن (...) ويجب أن يكون وقف إطلاق النار غير مشروط. وعلى التحالف أن يوقف غاراته الجوية».
وقال «على كافة أطراف النزاع في اليمن الجلوس إلى طاولة المفاوضات. هذا ضمن إمكاناتنا».
وفي الرياض، أعاد مجلس الوزراء السعودي برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز التأكيد أن «المملكة لا تدعو للحرب وعاصفة الحزم جاءت لإغاثة بلد جار وشعب مكلوم وقيادة شرعية استنجدت لوقف العبث بأمن ومقدرات اليمن والحفاظ على شرعيته ووحدته وسيادته».
العدد 4595 - الإثنين 06 أبريل 2015م الموافق 16 جمادى الآخرة 1436هـ