العدد 4594 - الأحد 05 أبريل 2015م الموافق 15 جمادى الآخرة 1436هـ

علاقات جيدة بين سلطنة عمان وإيران في خليج مضطرب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تلعب سلطنة عمان دورا فريدا في منطقة الخليج العربية نظرا لعلاقاتها الجيدة مع إيران التي يفصلها عنها مضيق هرمز الأمر الذي قد يسمح لها بالتوسط في الأزمة اليمنية.

وتقيم السلطنة مع إيران علاقات مميزة تفتقد إليها باقي الدول العربية الخليجية.

ولا تشارك سلطنة عمان في العملية العسكرية التي يشنها التحالف العربي بقيادة الرياض في اليمن والتي اعتبرتها إيران "خطرة" ما أدى إلى زيادة التوتر في المنطقة.

وأكدت وسائل إعلام إيرانية أن طهران طلبت مساعدة السلطنة من أجل وقف "فوري" لضربات التحالف الذي يستهدف المتمردين الحوثيين الذين تدعمهم إيران.

وتثير العلاقات بين مسقط وطهران في بعض الأحيان غضب الدول الخمس الأخرى في مجلس التعاون الخليجي لكن بإمكان عمان ان تكون وسيطا مهما مع إيران بالنسبة لجاراتها من الدول العربية او الغرب، بحسب عدد من الخبراء.

كما تحظى مسقط بثقة الولايات المتحدة التي ترتبط معها باتفاقات عسكرية.

وقال خبير شؤون الشرق الاوسط في جامعة رايس الاميركية كريستيان كوتس ان "كل تحسن في العلاقات قد يؤدي الى تحفيز الثقة للمساعدة في التغلب على سنوات من انعدامها بين دول مجلس التعاون الخليجي وايران".

وهذه السمعة الحسنة على الصعيد الدولي كانت مفيدة دبلوماسيا في مرات عدة.

وبعد توقيع الاتفاق حول النووي الايراني بين طهران والقوى الكبرى، اشاد وزير الخارجية الاميركي جون كيري بسلطنة عمان نظرا "لدورها المهم في اطلاق المحادثات". فالإدارة الأميركية أبدت بشكل سري رغبتها في بدء حوار في السلطنة مع ايران العام 2011.

كما لعبت مسقط دور الوسيط بين طهران وواشنطن للإفراج عن معتقلين بينهم ثلاثة شبان أميركيين اعتقلتهم إيران في 2009 وإيرانية أفرجت عنها واشنطن في 2012.

ويحرص السلطان قابوس بن سعيد الذي يحكم عمان منذ 1970 على إقامة علاقات جيدة مع إيران لأن "الجار لن يبتعد أبداً" وفقا لأستاذ التاريخ في جامعة السلطان قابوس والخبير في العلاقات بين البلدين محمد سعد المقدم.

يذكر أن إيران ساعدت السلطنة مطلع سبعينات القرن الماضي بإرسالها قوات شاركت في قمع تمرد الانفصاليين في إقليم ظفار.

وبالإمكان تفسير هذا التقارب جزئيا بواقع ان غالبية العمانيين تتبع المذهب الاباضي الأمر الذي يسمح لعمان بتخطي المسالة السنية الشيعية التي تؤثر في سياسة دول أخرى في المنطقة.

لكن التبادل التجاري يغذي العلاقات وخصوصا في ظل ارتفاع حجمها في العامين الأخيرين من نحو 200 مليون دولار إلى أكثر من مليار، بحسب سفير إيران لدى السلطنة اكبر سيبويه.

وأضاف السفير "نتوقع أن تتطور العلاقات التجارية بشكل قوي في 2015" مشيرا الى توقيع العديد من العقود في الفترة المنصرمة.

وقد اتفق البلدان العام الماضي على تشييد خط أنابيب تحت المياه لنقل الغاز الإيراني إلى مدينة صحار العمانية حيث سيتم تصدير غالبية الكميات باتجاه دول أسيوية.

كما تنوي ايران تشييد مستشفى وإدارته بسعة 400 سرير بقيمة 1,5 مليار دولار في بركاء قرب مسقط، وفقا للسفير.

الى ذلك، تشهد تجارة البضائع المهربة نموا مضطردا مع زوارق سريعة تعبر بين ضفتي البلدين في مضيق هرمز.

من جهته، قال استاذ الشرق الاوسط في جامعة دورهام كريستوفر دايفدسون "من صالح مسقط ترسيخ العلاقات مع ايران" مضيفا ان بإمكان طهران ان "تعرض المزيد من التعاون في مجال الدفاع لان البلدين" يتشاركان المصالح ذاتها في مضيق هرمز الذي ينتقل عبره جزء كبير من انتاج النفط الخام في الشرق الأوسط.

كما ان هذه العلاقات المميزة قد تستفيد منها الدول الخليجية الاخرى على المدى الطويل لان "ايران تشكل سوقا اقليمية كبيرة لم يتم استغلالها"، بحسب كريستيان كوتس.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 1:50 م

      بدون عنوان

      السياسة ليس لها لا مذاهب ولا أديان انها المصالح والأمم المنفتحة والمثقفة تسعى الى التطور والنمو ولا يتم ذالك الا بالتعاون والتبادل في شتي المجالات وكذالك بالأمن والسلام والثقة المتبادلة بعيدا عن التعصب القبلي والنظرة الدونية للآخر والتعالي

    • زائر 6 | 1:10 م

      دام عزك يا جلالة السلطان

      اللهم احفظ جلالة السلطان قابوس حكيم العرب ، ونعم الأب الذي أحب شعبه فبادلوه الحب ولم يعادي احدا قط ، ودائما سياساته تجمع ولاتفرق فهو داعية سلم وسلام ، هنيئا لشعبنا العُماني بسلطانه قابوس

    • زائر 5 | 12:30 م

      الطائفية

      الطائفيون لا يمكنهم الانسلاخ عن طائفيتهم حتى عندما يحللون اختلاف الليل و النهار او انسجام سرب من الطيور!! رحماك ربي

    • زائر 3 | 9:08 ص

      تقارب المذهبين

      يقال ان المذهب الاباضي جدا قريب من الاماميه، فلهكذا سبب هناك انسجام بين الدولتي وتقاطعات في الاهداف لربما!!!

    • زائر 4 زائر 3 | 10:59 ص

      الشيعة والشيعة!!!

      لكي تبرّروا فشلكم وفشل سياساتكم، لا بد من اختلاق شمّاعة تعلّقوا عليها هذا الفشل. اختلقت من مخيلتك بأن المذهب الإباضي متقارب مع المذهب الشيعي ، فلهذا هم متفقون!

اقرأ ايضاً