دخل الحد سجلات التاريخ الكروي لمسابقاتنا المحلية من خلال تتويجه بلقب كأس الملك بفوزه الثمين والمتأخر على خصمه البسيتين بهدفين دون مقابل في المباراة النهائية التي جرت مساء أمس على ملعب البحرين الوطني بحضور نائب راعي المباراة رئيس الحرس الوطني سمو الشيخ محمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة.
ويدين الحد بفوزه التاريخي إلى محترفيه البرازيلي ريكو والنيجيري اوروك بتسجيلهما لهدفي الفوز واللقب في الوقت القاتل من عمر المباراة «89 و92»، واللقب هو الأول للحد في تاريخ بطولاتنا المحلية على صعيد كأس الملك ودوري الدرجة الأولى.
جاءت المباراة متوسطة المستوى كان خلالها الفريقان بعيدين عن مستواهما ويبدو أن لافتقاد غالبية اللاعبين على أرضية الملعب لخبرة المباريات النهائية دورا مؤثرا في ظهورهما بالمستوى الذي شاهدناه في مواجهة الأمس، وتبادل الفريقان السيطرة على مجريات اللعب، فبينما كان البسيتين الطرف الأفضل والأكثر سيطرة في الشوط الأول، نجح الحد في السيطرة على مجريات الشوط الثاني وبالتالي خطفه للمباراة في الوقت القاتل ويخرج باللقب.
شوط أول سلبي بكل ما تحمله الكلمة من معنى غابت خلاله الخطورة من الجانبين إلا من بعض المحاولات التي لم يكتب لها النجاح ولم تشكل مصدر قلق لحارسي المرمى عباس أحمد وحسين حرم وخصوصا مع التحفظ والحذر الذي كان عليه الفريقان، وانحصر اللعب غالبية مجريات الشوط الأول في منطقة المناورات نظرا للكثافة العددية التي اعتمدها مدربا الفريقين في هذه المنطقة.
ونجح البسيتين في التفوق الميداني ودانت له الأفضلية في عملية السيطرة على منطقة الوسط واتضح ذلك من خلال استحواذ لاعبيه على الكرة بصورة واضحة، وباغت البسيتين خصمه بهجوم سريع وكان هو المبادر في الاندفاع وخصوصا مع الحيوية والنشاط الذي كان عليه لاعبوه في ظل اعتماد مدربه خليفة الزياني على الضغط المباشر على الخصم وحامل الكرة، بالإضافة إلى اعتماده بصورة كبيرة على شل مفاتيح اللعب في الحد ولاسيما صانع لعبه عبدالوهاب المالود والبرازيلي ريكو والنيجيري اوروك وأحمد الختال، وفشل البسيتين في خلق الفرص الحقيقية القادرة على هز الشباك الحداوية.
واعتمد البسيتين على طلعات وتحركات لاعبيه هشام منصور وأحمد جلال والسوري إسراء عامر وفي المقدمة سامي الحسيني، في حين لم يكن لظهيري الجنب محمد القلاف وأحمد فلامرزي دور كبير في عملية بناء الهجمات، في حين تفرغ محمد سلطان لمراقبة عبدالوهاب المالود من أجل منع خطورة الفريق الخصم.
وفي المقابل لم يظهر الحد بصورته المعروفة ومستواه بعدما تعطلت مفاتيح لعبه وغابت عنه السرعة في الانتقال من الحالة الدفاعية إلى الهجومية نظرا لصعوبة إخراجه للكرات وهو ما ساهم في غياب خطورة الفريق في هذا الشوط، ولم يعان خط دفاعه كثيرا في هذا الشوط ولعب سيدمحمد عدنان دورا في ذلك مع مساعدة من هشام العبيدلي في حين اقتصر دور الظهيرين علي سعيد وعلي البورشيد على الجانب الدفاعي.
الشوط الثاني
تحسن الحال والمستوى العام للمباراة في الشوط الثاني في ظل تحرر لاعبي الفريقين من التحفظ والحذر الذي غلف مجريات الشوط الأول وخصوصا من جانب الحد الذي نجح في السيطرة على مجريات اللعب في ظل تراجع عطاء وأداء لاعبي البسيتين بصورة غير متوقعة.
ونجح الحد في استعادة شيء من مستواه بتحركات لاعبه عبدالوهاب المالود الذي وجد مساحات خالية إلى جانب تحركاته في مختلف أرجاء الملعب، وساهم الظهير علي سعيد في تشكيل زيادة عددية في منطقة الوسط، وفي المقابل تراجع البسيتين وربما يعود ذلك لتراجع الجانب البدني واللياقي لدى لاعبيه وتسبب ذلك في فقده السيطرة على منطقة الوسط.
التحسن الواضح في الأداء لم يكن بالصورة التي تجلب الخطورة على المرميين إلا من بعض المحاولات التي لم يكتب لها النجاح إما بسبب الرعونة أو بسبب الحظ كما كان في تسديدة عبدالوهاب المالود التي وقف لها القائم الأيمن بالمرصاد وأنقذ شباك حسين حرم من الاهتزاز «73».
ولجأ مدربا الفريقين للتغيير عندما رمى سلمان شريدة بورقته الأولى المتمثلة في النيجيري دايو بديلا لأحمد الختال، في حين استعان خليفة الزياني بورقة مجتبى غلوم بدلا من سلمان الدخيل بهدف إعادة فريقه لأجواء المباراة.
هدفان قاتلان
واستمر غياب الخطوة من الفريقين والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة وتتجه للأشواط الإضافية مرر المالود كرة عرضية من الجهة اليسرى داخل منطقة الجزاء وفي سوء تفاهم بين البرازيلي جوليانو وحرم تهيأت الكرة لريكو الذي لم يتوان في إطلاقها في سقف المرمى واضعا الحد على أعتاب اللقب الغالي وفي الوقت القاتل «89».
ودخلت المباراة إلى دقائقها الضائعة المحتسبة من قبل الحكم سيدعدنان محمد السكندري وحاول البسيتين العودة للمباراة، إلا أنه اصطدم بالدفاع الحديدي بقيادة العبيدلي وسيدمحمد عدنان، وأطلق اوروك رصاصة الرحمة على البسيتين وأكد فوز الحد بلقب كأس الملك من خلال تسديدة قوية سكنت الشباك البسيتينية معلنا نهاية المباراة «90+2».
قدم قائدا الفريقين، حسين حرم من البسيتين وعيسى مصبح من الحد باقتي ورد لنائب راعي المباراة النهائية رئيس الحرس الوطني سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة الذي تحدث قليلاً معهما بعفوية وبروح أبوية أثناء استقبالهما قبل المباراة بالمنصة الرئيسية.
كانت هنالك معاناة بالنسبة للإعلاميين في متابعة لاعبي فريق البسيتين خلال المباراة كون أرقام لاعبي الفريق لم تكن واضحة من مسافة بعيدة، فالأرقام لونها ذهبي وقمصان البسيتين بيضاء، وهو ما أدى إلى ربكة أحياناً في ذكر الأسماء لدى المعلقين بالإضافة الى المحررين الذين كانوا يغطون أحداث المباراة.
دون وجود أي إصابات لدى لاعبي الفريق، إلا أن الحداوي دايو قام بحركات الإحماء بعد عشرين دقيقة فقط من بداية المباراة وبتوجيه من الجهاز الفني، وكان ذلك ربما بمثابة توجيه إنذار لجميع اللاعبين نظراً لأدائهم العادي في بداية اللقاء.
وبعد الاحماء الطويل تم إدخال دايو في الدقيقة 15 للشوط الثاني بديلاً لأحمد الختال الذي لم يكن في مستواه بهذا اللقاء.
كانت عملية دخول الفريقين للملعب رائعة للغاية وبتنظيم من الشركة التي تم التعاقد معها لهذا الجانب وهي التي تُنظم مباريات القمة في الدوري السعودي للمحترفين، إذ حملت مجموعة كبيرة من المتطوعين 3 لافتات عملاقة، الوُسطى توسطتها صورة لكأس الملك، واليُمنى عليها شعار نادي الحد مع الشركات الراعية واليُسرى شعار نادي البسيتين والشركات الراعية كذلك، وكان ذلك على أنغام الموسيقى التي بدأت قبل دقائق من دخول اللاعبين واستمرت إلى حين دخولهم، في ظل تحية كبيرة من جماهير الفريقين.
وبعد عزف السلام الملكي البحريني، خرج حاملو اللافتات الكبيرة بسرعة كبيرة من الملعب وبتنظيم مميز كذلك.
في بادرة شكر على حضورهم الكبير ودعمهم للفريق، قدم لاعبو الحد هدايا لجماهيرهم قبل المباراة، عبارة عن كرات قدم تم تصويبها للجماهير قبل المباراة بلغ عددها أكثر من 30 كرة، علماً بأن لجنة «الحد تستأهل» التي عملت على تحفيز الجماهير قامت هي الأخرى بتوزيع ما يقارب من 3000 هدية على الجماهير الحداوية التي حضرت اللقاء.
واكبت إذاعة البحرين عبر البرنامج العام الحدث المهم قبل انطلاق المباراة بأكثر من نصف ساعة، إذ أجرى الزميلان إسماعيل صليبيخ ومحمد سويد بعض اللقاءات مع العديد من الضيوف الذين تحدثوا عن المباراة ومشوار الفريقين وأحقيتهما بالوصول للمباراة النهائية، إذ كان الضيوف من الإعلاميين البحرينيين وكذلك الإعلاميين الخليجيين المتواجدين في مملكة البحرين لحضور بطولة الخليج للإعلاميين التي اختتمت أمس الأول، كما تولى الزميل صليبيخ مهمة التعليق على المباراة إذاعياً.
شهدت المباراة النهائية نجاح الطاقم التحكيمي البحريني في إدارة اللقاء بقيادة حكم الدرجة الأولى سيد عدنان محمد الذي نجح في أول مباراة نهائية لكأس الملك في مسيرته التحكيمية، مع مساعديه من خلال القرارات السليمة والمتابعة لجميع الأخطاء وساعده على ذلك الأداء النظيف وقلة الأخطاء من لاعبي الفريقين.
شوهد الرئيس (الذهبي) لنادي الحد أحمد المسلم وهو في حيرة وتوتر قبل اللقاء وأثناء دخول لاعبيه فريقه للإحماء قبل 45 دقيقة من البداية، إذ ظل واقفاً في إحدى زوايا المنصة الرئيسية لاستاد البحرين الوطني يُراقب تحركات اللاعبين وحيداً.
ولكن هذا التوتر وهذه الحيرة تحولت بعد المباراة الى فرح كبير للغاية، كونها البطولة الأولى التي يُحققها النادي وجاءت في عهد رئاسته لهذا الكيان الكبير.
نظراً لتواجد اللاعب الأردني محمد راتب الداوود في صفوف فريق الحد وهو أحد اللاعبين السابقين في نادي الرمثا الأردني فقد تواجدت بعض الجماهير الأردنية تُساند فريق الحد أمس، ووضعت لافتة على سور استاد البحرين الوطني كتب فيها (تحية رمثاوية... لعيون الحداوية)، وكان الداوود سعيداً بذلك، وهو توشح بعلم بلاده الأردن أثناء التتويج.
العدد 4594 - الأحد 05 أبريل 2015م الموافق 15 جمادى الآخرة 1436هـ
من المالكية للحد الف تحية
مبروك للرئيس الذهبي احمد المسلم فأنت تحصد ثمار جهدك في السنوات السابقة بدعمك الكبير للنادي ومبروك للاعب سيد محمد عدنان تستاهل يا ابو عدنان
مبروك للحد
والله استانست لكم يالحداويين و ان شاء الله دوووم هالتميز و التفوق
الف مبروك للحداويه
مبروك للرئيس الذهبي احمد المسلم فأنت تحصد ثمار جهدك في السنوات السابقة بدعمك الكبير للنادي ومبروك للاعب سيد محمد عدنان تستاهل يا ابو عدنان