العدد 4594 - الأحد 05 أبريل 2015م الموافق 15 جمادى الآخرة 1436هـ

العاطلون الشباب ينتظرون إنهاء مأساتهم المزمنة وخدمة وطنهم

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

إن التحدث عن الشباب يعني أنك تتحدث عن أكبر وأوسع قاعدة إنسانية واجتماعية في البلاد. فهذه الفئة تمتاز بالحيوية والحماس والتطلعات والطموحات والأحلام الكبيرة، وكل أملهم أن يفسح لهم المجال كاملاً ليقوموا بواجبهم تجاه وطنهم في كل المجالات العلمية والطبية والثقافية والاجتماعية والسياسية والرياضية. فالشباب يريد الانطلاق بمبدأي المواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص، واعتماداً على قدراتهم ووعيهم وحبهم الذي ليس له حدود، إلى مساحات أرحب في وطنهم من دون أن يعيقهم أو يمنعهم انتماء مذهبي أو طائفي أو عرقي.

شباب بلادنا يؤمنون بأنهم قادرون على العطاء المتميز في كل مختلف المجالات، وهم يشعرون أن الكثير من المتطلبات الأساسية الحياتية التي تتناسب مع القرن الحادي والعشرين ولو بحدها الأدنى تنقصهم. هم يريدون الحصول على أعلى الشهادات الجامعية في التخصصات التي تلبي حاجات الوطن، ويريدون دورات تدريبية عملية حقيقية تساعدهم على تنمية وتطوير مهاراتهم وكفاءاتهم لتتناغم مع احتياجات البلد في الحاضر والمستقبل.

يريدون عند حصولهم على الشهادة الجامعية وظيفة تخصصية دائمة غير مؤقتة، لتأمين حياتهم المادية حتى يتمكنوا من بناء مستقبلهم الدراسي والاجتماعي بكل اطمئنان. يريدون مراكز ثقافية تسهم في توسيع مداركهم العقلية والفكرية والثقافية؛ وملاعب رياضية ليمارسوا هواياتهم الرياضية ليحافظوا على لياقتهم البدنية. يريدون أن يتحدثوا في كل شأن مفيد للوطن دون خوف ولا وجل، لأنهم طاقة كبيرة إذا لم يسمح لهم التنفيس عن كل ما يختلج في نفوسهم، فإنهم يتعرضون إلى أزمات نفسية وحياتية قاسية.

إن من طبيعة الشباب البحريني أنهم لا يقبلون أن يكونوا عالةً على أسرهم، فلهذا نجد حال المئات من العاطلين مأسوياً جداً، وأما الشباب العاطلون الذين قضوا سنوات طويلة وهم يبحثون عن عمل لهم ولم يجدوا وظيفة مناسبة، فمأساتهم النفسية والمعنوية والإنسانية والاجتماعية كبيرة جداً يصعب علينا وصفها بدقة من شدتها. وعند سماعهم عن وجود عمليات توظيف من خارج البلد يزيدهم ذلك بؤساً وحسرةً على حاضرهم ومستقبلهم حيث تُمنح فرص العمل للأجانب ويقبع الشباب من المواطنين في ظل البطالة والحرمان.

كيف نتصور شاباً قضى سبع سنوات وهو يبحث عن عمل مناسب لتخصصه ولو بنسبة معينة، ويجد الأبواب كلها مؤصدة في وجهه، وأكثر ألماً وحسرةً إذا ما تقدّموا إلى مؤسسة يطلبون وظيفة مصطحبين كل متطلباتها، وبعد انتظارهم أكثر من ساعتين يدخلون على الموظف المسئول عن التوظيف بإحدى المؤسسات الخاصة، وإذا به يسألهم هل أنتم بحرينيون؟ يجيبون سريعاً ومن دون تردد: نعم نحن بحرينيون، بكل فخر واعتزاز والابتسامة والأمل على وجوههم، وإذا برد صاعق من المسئول عن التوظيف: المؤسسة ليست بحاجة إلى موظفين بحرينيين، المؤسسة بحاجة إلى موظفين أجانب!

إنهم لم يكونوا يتوقعون في يوم من الأيام، أن الأولوية في التوظيف في تلك المؤسسة هي للأجانب! الكل يعلم في بلادي أن الشباب البحريني الباحث عن العمل كل همه خدمة بلده، ولكن المعوقات التي تحول بينهم وبين القيام بواجبهم تجاه وطنهم الحبيب والمشاركة في عجلة التنمية فيه، تجعلهم تحت ضغط البطالة القاسية التي تهد من قواهم وتضعف معنوياتهم وتؤثر كثيراً في نفوسهم.

إنهم لا يريدون أن يكونوا موظفين مؤقتين لا قيمة لهم وظيفياً، يريدون أن يكونوا موظفين دائمين، لما لذلك من دور كبير في تحقيق استقرارهم النفسي والمعيشي، ومن أجل يتمكنوا في المساهمة الفعالة في تنمية وتطوير بلادهم في مختلف المجالات. والسؤال: أين وصل مشروع وزارة العمل الذي أعلنت عنه في شهر يونيو/ حزيران 2014 عن توظيف وتأهيل البحرينيين الذي قيل إنه يستهدف توظيف وتدريب 10 آلاف عاطل عن العمل؟ لماذا لا يكون توظيف الشباب الجامعيين الذين أنهوا دوراتهم التدريبية في القطاع العام بدلاً من جعلهم في القطاع الخاص الذي يفضل في الغالب توظيف الأجانب على الشباب البحريني كما هو معلوم عند وزارة العمل؟

الشباب العاطل عن العمل، يأمل أن يلتفت إلى قضيته بجد، وأن تحل مشكلاته قريباً، فليس من صالح البلد أن يكون شبابه يعيش الاضطراب النفسي والضياع القاسي، وانتظار فرصة العمل لسنوات طويلة بينما تذهب الفرص للأجانب.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4594 - الأحد 05 أبريل 2015م الموافق 15 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 8:48 ص

      الله كريم

      للاسف صار الي عنده شهاده يطر اطراره عمل والاجانب يسرحو ويمرحو الشكوى لله الوحد القهار

    • زائر 7 | 3:43 ص

      كم نقطة اضافية

      سبب توضيف الاجانب هو التكلفة والانتاج. الاجنبي اللي معاشه ظ§ظ¥ يكلف الشركة ظ¢ظ¢ظ . ما في فرق كبير بين تكلفة البحريني والاجنبي. المشكلة ان البحريني اذا ما اشتغل صعب التخلص منه، وممكن يرفع دعوة ضد الشركة. هذا يخلي الشركات تتردد في توضيف بحريني.
      ظ£ظ ظھ من البحرينيين انتاجهم نفس الاجانب، بس الباقي تقريبا نص انتاج الاجانب.
      في رايي ما في تفرقة عنصرية في القطاع الخاص، كل شي يعتمد على الإنتاج والتكلفة. اكثر الناس تفضل الحكومة على القطاع الخاص لأن التوقيت احسن والشغل مريح. كل ما الحكومة تحمي العامل كل ما يتكيسل.

    • زائر 6 | 1:23 ص

      مواطنه وام

      شبابنا اصبح عجله تدور اتراسها على الهواء الفاضي ينتظرون مستقبلا لا يعلمون في اي زاويه سيركنون فيها ينتظرون فلذات قلبهم للحياه وهم عاطلون عن العمل

    • زائر 5 | 1:14 ص

      الأجانب يسلبون وظائفنا ويضحكون علينا

      بعض الأجانب يضحكون اذا عرفوا ان ابناءنا عاطلون بلا عمل وهم ينتقون في الوظائف وينتقلون من وظيفة الى افضل منها
      هي حرب شنت علينا من كل الجهات

    • زائر 4 | 1:08 ص

      بدأ الأجانب بالاستهانة للمواطنين والاستخفاف بهم

      بعض الأجانب بدأ يمارس نفس الدور الذي يراه يمارس ضد المواطن الأصيل بالازدراء والاستهانة والاستخفاف.. أمر طبيعي اذا شاف حال المواطن مهان من كل الجهات هو اولى بذلك. هذا كلام من واقع شاهدته البارحة باحد المحلّات

    • زائر 3 | 1:06 ص

      شكراً

      شكراً على المقال الرائع.
      اوشكنا ان نصل لسن التقاعد ولا من مجيب ارحموا العاطلين الجامعيين الذين تم فصلهم من اعمالهم قبل 3 اشهر من قائمة 1912

    • زائر 2 | 1:02 ص

      قائمة 1912

      رسمنا طموح واحلام كنا نأمل ان نعيش في استقرار بدون اعباء مادية ولكن تفاجئنا بالفصل من غير سابق انذار من إدارة الاوقاف الجعفرية بعد تدريب مؤقت دام لاكثر من عامين بحجة انتهاء الميزانية! عشنا وشفنا عجايب وحرمان واضطهاد.

    • زائر 1 | 11:37 م

      عاطلون عاطلون

      عاطلون وعاطلات بلا عمل منذ ما يقارب 13 عام اين عنا يا وزارة العمل اين دراستنا وتعبنا وجهدنا ايذهب سدى والوافدين يستقدمون ويأخذون حقنا الشرعي وبدون اي تعب ونحن ننتظر السنون بلا عمل وها نحن نقارب على التقاعد ولكن لا عمل ولا تقدير لجهودنا وتعبنا ولكن يكفي ان اقول حسبنا الله ونعم الوكيل

اقرأ ايضاً