العدد 4594 - الأحد 05 أبريل 2015م الموافق 15 جمادى الآخرة 1436هـ

موشن يفوز بجائزة هيوز للشعر عن "جنود عائدون"

الوسط (فضاءات) - جعفر الجمري 

تحديث: 12 مايو 2017

تم مساء الخميس الماضي (2 أبريل/ نيسان 2015)، في العاصمة البريطانية (لندن)، الاحتفاء بالشاعر الإنجليزي أندرو موشن، بتسليمه جائزة تيد هيوز التي فاز بها عن عمله "العودة إلى البيت"، وهو عمل مستوحى من تسجيلات أجراها مع الجنود البريطانيين العائدين من أفغانستان.

وبقدر ما عُرف عن موشن كشاعر للبلاط الإنجليزي، عُرف أيضاً بأنه أحد أعداء الحرب الكبار. ناهض الحرب على العراق في العام 2003، وغيرها من الحروب التي تنقضُّ على طمأنينية واستقرار العالم.

أبشع ما توصل إليه الإنسان من قبل ومن بعد يتحدَّد في الحروب. قصيدته "تغيير النظام"، تأخذنا إلى المُخيَّلة التي يمكن أن يتمتع بها الذين يشعرون بالبطالة مع توقف الحروب. هي تكشف عن التبريرات التي لا تنتهي لقيامها، كما هو الحال في التبريرات للبؤس والدمار المفتوح على البشر والحجر.

قبل أن ندخل في التقرير لنتعرف قليلاً على جانب من أفكاره النقدية، وهو يتناول موضوع إلقاء النصوص، ربما يقرِّبنا ذلك إلى الفضاء العام الذي يتحرك فيه موشن. يقول: "الشعراء أكثر معرفة بقصائدهم وبدرجة فريدة من العمق، (وهذا لا يساوي القول إنهم يعرفون كل شيء عنها) بهذا المعنى، يصعب القول إن الشاعر يقرأ شعره بطريقة (رديئة) كلياً، حتى إذا تلجلجوا قليلاً، أو قرأوا بطريقة ثقيلة على النفس أو بسرعة كبيرة جداً، فإن قراءتهم مع ذلك تظل قادرة على تقديم أشياء مهمة لنا عن نقاط اللقاء والافتراق بين الصوت المتحدث وشخصية القصيدة ومزاجها، وعن الطريقة التي اعتقد الشاعر أنها تنقل المعنى، وعن كيفية سماعها داخل رأسه".

صحيفة "الغارديان" البريطانية، نشرت خبر فوز موشن بالجائزة، مع تقرير كتبه مارك بروان يوم الخميس (2 أبريل الجاري)، هنا ملخصه:

أعلن عن فوز الشاعر أندرو موشن، بجائزة تيد هيوز لعمل جديد في الشعر، يصدر في العام نفسه. العمل عبارة عن برنامج إذاعي مستوحىً من شهادات ومحادثات بعض من آخر الجنود البريطانيين الذين غادروا أفغانستان.

وتأسَّست الجائزة في العام 2009 من قبل كارول آن دافي، لتُمنَح اعترافاً بالعمل النوعي الذي يقدِّمه شاعر شريطة أن يكون من إنتاج العام نفسه، ويتم تمويل الجائزة من خلال مكافأة سنوية يتلقَّاها شاعر البلاط تقليدياً من الملكة.

وأعلن فوز موشن عن عمله "العودة إلى البيت"، وهو أداء إذاعي تم الاستناد فيه إلى التسجيلات التي قام بها موشن عندما التقى الجنود العائدين من أفغانستان وعائلاتهم. وتناولت القصائد آثار الحرب، وذلك باستخدام مواضيع ومحتوى المحادثات.

وتكوَّنت لجنة تحكيم الجائزة من الفنان غرايسون بيري، والشاعر كى ميلر والشاعرة جوليا كوباس.

وقالت كوباس: "كان عمل (العودة إلى البيت) مستحقاً الفوز. نحن نحب الطريقة التي يكون فيها المستمع مدعواً إلى المراحل التي تتم فيها عملية الكتابة. أولاً، نقوم بالإنصات للمحادثات مع الجنود، لنشهد بعد ذلك قصائد تتولَّد من تلك المحادثات.

وأضافت "لقد ذهب المؤلف إلى بعض الأبعاد ليغيب عن بعض الأسطر في المقاطع، ويدَّعي أن تغيُّراً كبيراً حدث لها، لإنتاج ما يسمِّيه (نوع من النار الخاطفة من الشعر)، ولكن لا تنخدعوا: المهارة العالية لـ (موشن)، أسفرت عن تشكيل وتعديلات أسهمت برقَّة في حدوث ذلك التحوُّل السحري".

مضيفة "في كل مرة، نحن نُدرك وجود فجوة بين كلمات من تمَّت مقابلتهم، وكذلك الحزن الذي يكمن وراءها. إنها الفجوة التي يستغلها أندرو موشن لجعل الوصول إليها ممكناً، فهي مبتكرة ومؤثرة وتحرّك الشعر بعمق".

وقد تم اختيار موشن للفوز بالجائزة التي تبلغ قيمتها 5000 جنيه إسترليني من خلال القائمة القصيرة التي ضمَّت بيشينس أغبابي، امتياز داركار، كاري إيتر، وأليس أوزوالد.

وجاء برنامجه، الذي بُثَّ على راديو 4 في العام الماضي (2014)، بعد أن قضى وقتاً في معسكر الجيش البريطاني في "Bad Fallingbostel" بشمال ألمانيا، مُجرياً مقابلات مع الجنود العائدين الذين كانوا يعملون مع اللواء المدَّرع السابع، المعروف أيضاً باسم "جرذان الصحراء".

وفي مقابلة مع صحيفة "الأوبزرفر" قال موشن: "على رغم أنني لم أكن معهم سوى لبضعة أيام، إلا أنها كانت مكثفة ولافتة ومتحركة".

وفي حفل التكريم نفسه، تم إعلان فوز الفنان روجر فيليب دينيس، بمسابقة الشعر الوطني لهذا العام، والتي تعدُّ أكبر منافسة دولية مفتوحة في العالم لقصيدة واحدة. وأطلقت لجنة تحكيم من الشعراء: رودي لمسدين، جلين ماكسويل وزوي سكولدنغ، على صورة حملت اسم (Corkscrew Hell) بأنها "قصيدة مذهلة تختلط بالعذوبة، والمشاعر، بالبصري، ولمسة من التنافر والغرابة".

وقال لمسدين: "لم أتمكن تماماً من فهم ما الذي تدور حوله. أردت أن أعيد القراءة، وأكوِّن القصة الخاصة بي من خلال ما تم عرضه عليَّ. ومثل كل القصائد الجيدة، فإنها تعرض تجربة مشتركة للكتَّاب والقرَّاء في آن معاً.

وأصبح دينيس الشخص السابع والثلاثين الذي يفوز في منافسة جمعية الشعر السنوية، والتي تقدَّر قيمتها بـ 5000 جنيه إسترليني. وسبق أن حصل على الجائزة كل من: دافي، توني هاريسون، جو شابكوت، روث باديل، وهيلين دونمور.

وتم اختيار عمل دنيس من بين أكثر من 13000 قصيدة. وكان مركز الوصيف من نصيب جوان كيي عن عملها "اليوم الذي تأتي فيه الغزلان" وجاءت في المركز الثالث فران لوك عن عملها "المخرج الأخير إلى لوتن".

ضوء

يذكر، أن موشن من مواليد لندن العام 1952. تلقى تعليمه في جامعة أوكسفورد. بعد أن غادر أوكسفورد، أصبح محاضراً في جامعة هل. حصل على جائزة وايتبريد لحياة أديب، عن كتابته السيرة الذاتية لـ "لاركِن" في العام 1994. أصبح مُحرِّراً لمجلة شعرية، ومحرر شعر مع الناشرين غاتو وويندوس. وفي العام 1995 أصبح أستاذ الكتابة الإبداعية في جامعة شرق أنغليا. اختير شاعراً للبلاط الملكي في العام 1998.

من أعماله الشعرية

1983: "حكايات سرية"، 1984: "اللعب الخطر": "قصائد 1974 - 1984"، 1987: "أسباب طبيعية"، 1988: "قصيدتان"، 1991: "حب في الحياة"، 1994: "سعر كل شيء"، 1997: "ماء مالح"، 1998: "قصائد مختارة 1976-1997"، 2001: "قصة طويلة"، 2002: "ممتلكات عامة"، 2009: "مسار الجمرة".

النقد

1980: "شعر إدوارد توماس"، 1982: "فيليب لاركن... سلسلة الكتَّاب المعاصرين"، 1986: "إليزابيث بيشوب"، 1998: "سارة رافائيل"، 2008: "طرق الحياة: عن الأماكن، الرسامين والشعراء".

السيرة الذاتية والمذكرات

1986: "لامبرتس: جورج، كونستانت وكيت"، 1993: "فيليب لاركن: حياة الكاتب"، 1997: "كيتس: سيرة ذاتية"، 2006: "في الدم: مذكرات طفولتي".

تيد هيوز

يذكر، أن هيوز، شاعر إنجليزي وكاتب للأطفال. كان شاعر البلاط في الفترة ما بين العام 1984 وحتى وفاته في 28 أكتوبر/ تشرين الأول 1998.

تَمَّ في العام 2009 تأسيس جائزة تحمل اسمه تُمنح لعمل جديد في الشعر، وتمنح لشاعر على قيد الحياة من المملكة المتحدة، لعمل يتصف بالإبداعية، وتم إنجازه في العام نفسه. يجري تمويل الجائزة المالية، وقدرها 5000 جنيه إسترليني، من مكافأة البلاط التي يتلقاها تقليدياً من الملكة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً