هل هذان ذراعاك أم ساقيات ممطرة تبعثر العطر بتلقاء نفسها
هل هذه مشيتك أم هواء الصباح في نسمات مدمدمة متحررة
هل هذه خصلات شعرك أم زوابع دوامة تهب بكثافة وسرعة
القوام الفخم حين يُلمس ويمازح، يتحرك برشاقة كوعاء من البرونز
العيون المسدلة حين تُرفع ستلامس النجوم المضيئة
أيتها الآلهة المتأهبة على قدمين راقصتين
دعيني أحفظك في عيوني
أيتها الزاهدة الضالة في صحار مظلمة
دعيني أغمر دربك بالضوء
أيتها الملكة المستهلكة بنار الشهوات
دعيني أخفيك في عيوني المليئة بالدموع
هذه الليلة، هذه الحالة من الحياة، هذه الأضواء الناشرة للظلام
أين تستطيعين أن تجدي الراحة في هذه الحالة المضطربة
من الأفضل أن تذوبي فوراً في ذراعيّ أحد
الاحتراق بوصة إثر بوصة في الليل سوف يجلب لك الأذى المميت
*ولد قتيل شفائي، واسمه الحقيقي أورانج زيب خان، في هاري بور بولاية هزارا (الباكستان) في 24 ديسمبر/ كانون الأول 1919. وبسبب الظروف المعاكسة في موطنه لم يزد تعليم قتيل على المرحلة الثانوية. وبعد محاولات غير ناجحة لكسب رزقه من خلال مشاريع تجارية صغيرة، التحق بعالم الأفلام واستقر ككاتب أغان في لاهور، محققاً هناك كلاً من المال والشهرة. الشعر جاء إليه بصورة طبيعية جداً. فلم يكن هناك شاعر بين أسلافه ولا تقليد للشعر في أسرته. وفي أول الأمر درج على عرض مؤلفاته على الشاعر شفاء خانبوري، الذي اشتق منه اسمه الشعري «شفائي»، للتصحيح والمشورة. لاحقاً سعى أيضاً إلى طلب الإرشادات من الشاعر أحمد نديم قاسمي الذي كان صديقه وجاره. لكنه اعتمد بشكل كبير على موهبته وذوقه الغريزي وعلى التدريب المستمر في الكتابة.
وقتيل هو في الأساس شاعر غنائي، وموسيقي حتى في أشعار النظم والقصائد النثرية. وهو متخصص في الأغاني الرومانسية والأشعار الغنائية المتميزة بإيقاعها ولحنها. وقد وضع أحمد نديم قاسمي في مقدمته لديوان قتيل المعنون «خضرة» ،ضمن كتّاب الأغاني الممتازين في عصره، في مصاف كتّاب مثل حفيظ، صغير، أندرجيت شارما وتاسير. أما فاروق بخاري فيطلق عليه ملك اللحن الذي يخلقه باختيار حسّاس للكلمات وترتيبها الفني. وتشمل مجموعـات قتيل الشعرية المشــهورة كلا من «محادثة» و «قضيت» و «جزر» و «خضرة» و «مؤخرة». توفي في 11يوليو/ تموز 2001.
العدد 4592 - الجمعة 03 أبريل 2015م الموافق 13 جمادى الآخرة 1436هـ