العدد 4592 - الجمعة 03 أبريل 2015م الموافق 13 جمادى الآخرة 1436هـ

المحامي عبدالله الفردان: إسقاط واقعي على كيفية حماية المجتمع من العبث

في مجموعته القصصية الثانية... «الضياع»

يحاول المحامي البحريني عبدالله الفردان من خلال مجموعته القصصية الثانية «الضياع» التي صدرت حديثاً تقديم نماذج من القضايا والوقائع والأحداث في قالب قصصي يتعمق في الجوانب النفسية والاجتماعية لفئة تستدعي الرعاية من جهة، وتلزم الحزم في المراقبة الدقيقة والردع من جهة أخرى، وهذه هي المجموعة القصصية الثانية بعد المجموعة الأولى «سائح في أعماق البحار» التي صدرت في العام 2007.

عنوان «الضياع» جاء كما يقول الفردان وفقًا للنسق العام الدارج بمجمل القصص بالمجموعة، فالضياع وارد في كل قصة من القصص إما مادياً أو معنوياً، قليلاً أم كثيراً، وكان عنوان الضياع يحمل لكل قصة نوعا من أنواع الضياع بحسب أحداث وفكرة القصة وكأن المجموعة تنطق بأن هناك ضياعًا يحتاج إلى أيد أمينة قادرة على إحداث نقلة وتغيير بمجتمعنا لتستوفى أصول السلامة وتعم الارجاء.

أما بالنسبة لمضامين المجموعة القصصية فهي كثيرة ومتنوعة، كضرورة أن تكون السلطات قادرة ومتبصرة لما يحدث براً وبحراً وفي الحدائق وحتى داخل الجزر وعلى الحدود من تلاعب ومغامرات لصد العابثين قهراً وسلب إرادة هؤلاء وما يحملونه من أخطار محدقة بمجتمعنا الاصيل، كما أن مفهوم «التحمل» أخذ جزءً من المضامين المعدة للمجموعة فهو وليد الإرادة ونجاح الفكرة للوصول للهدف المنشود بالاقناع دون تهديد أو سل العصا.

يستدرك الفردان ليقول :»من أجمل المضامين التي أعتز بها كثيراً هي أن الشعب كفيل بردع التآمر والمتآمرين وخلق نسيج من الآمان بين افراد الشعب المتحابين تحت راية الوطن الغالي»، كما أن هناك الكثير من المضامين التي تحملها هذه المجموعة منها الظاهر ومنها الباطن وسيستغرق سردها الكثير من الوقت ولسنا هناك بصدد سلب متعة استكشاف القارئ، ولكن كمضمون آخر استطيع القول بأن التوجية التربوي لا يكون بحمل العصا فمن الواجب الحرص على عدم وقوع الخطأ ولا الخطر فقط في ما بين الدور والبيوت بل حتى براً وبحراً وعلى السفن والجزر والحدود والحدائق فهذا دور رجال الوعظ والإرشاد.

وفيما يلي نص الحوار مع الكاتب.

تجارب وخبرة مهنية

يبدو محيط المجموعة لصيقا بقضايا مجتمعات وثقافات إنسانية متعددة... هل بيئة المجموعة بأفكارها وشخوصها وأحداثها يمكن أن تعبر حدود المجتمع البحريني والعربي عموماً؟

- بالطبع، فأفكار القصص مستوحاة من وضع عايشته في الداخل والخارج، من تجارب وخبرة ومهنة على المستوى العربي والغربي، نعم قد يختلف الشكل الظاهري لبعض الحالات والظواهر عربياً أو غربياً ولكن هذا لا يعني اختلاف المضمون والمكنون، فبعض ما يفعل علناً في الغرب قد يحدث أيضاً علناً لدينا نحن كعرب، وفي بعض الأحيان ما يحد ظاهرة أو اخرى هو نمط العادات والتقاليد السائدة أو بعض الأعراف والقوانين المعمول بها، ولكن كنتيجة فالمضمون واحد والمعالجة مهمة على المستويين.

ثلاثة عقود بين قضايا المجتمع

بلا شك. تستوعب الرواية كتابها الروائيين من مختلف التخصصات. كقانوني.. كيف أثر المجال على مكامن موضوعات القصص؟

- كمختص في مجال القانون أرى بأن هذا المجال هو ما افاض قريحتي ورواها ناهيك عن مهنة التدريس التي أمتهنتها في بدايات حياتي العملية ولكن مجال القانون كان بالنسبة لي مصدر إلهام متواصل، فقاعات المحاكم تضج بالكثير من القضايا التي هي في الاساس واقع حياتي معاش ولكنك كقانوني ومدافع عن حقوق موكليك تعيش هذه القصص بتفاصيلها الدقيقة وتكون في جو أحداثها لتتمكن من معرفة ما يمكنك فعله وما هو صحيح، استطيع القول إن 34 سنة الماضية التي قضيتها في اوساط قضايا المجتمع داخل القاعات المغلقة هي ما عززت لدي روح المبادرة لرسم الطرق الصحيحة ليتعظ الناس ويفهموا ويدركوا ما يمكن ادراكه ولأنقل لهم بعضا من الصور التي تأثرت فيها ورسخت في ذهني فترجمتها بصورة قصص قصيرة.

تسمية الرواية عربيا ربما محدود.. عالمياً أصدرت الكاتبة فيوليت وينسبير رواية الضياع في نمط رومانسي. هل تجد القارئ يهتم بمضمون الرواية ام عنوانها فقط؟

- قد ينصب هذا على ميول وفكر القارئ، فقد يتراءى لدى البعض من خلال قراءة عنوان المجموعة القصصية بأنها ذات طابع رومانسي أو خلافه ولكنني أعتقد بأن القارئ يهتم بالاثنين معاً، المضمون والعنوان.

العدد 4592 - الجمعة 03 أبريل 2015م الموافق 13 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً