تعاني العمالة المنزلية الكثير بصمت، بعضها تحاول التحدث بصوت خافت كي توصل صوتها لأصحاب المنزل الذين تعمل لديهم، وما إن تتلقّى ما لا يعجبها من ردود، تصل للإذلال والتهديد في بعض الأحيان، تعود لصمتها خوفاً من خسران لقمة عيشها وعيش أهلها في بلادها التي غادرتها مجبرة لتأمين حياة كريمة لها ولعائلتها، في حين تسعى بعض العمالة المنزلية للتواصل مع سفارات بلادها أو مع مكاتب الاستقدام التي جاءت منها للحصول على بعض حقوقها، بعضها تنجح مساعيها وبعضها الآخر تجبر على الصمت مجدداً بعد وعود واهية تتلقاها.
تتنوع معاناة هؤلاء بتنوع مواقع أعمالهم وبتنوع نفوس مستقدميهم، تصل ابتداءً من عدم الاحترام إلى استصغار شأنهم وتعنيفهم وضربهم أحياناً وحرمانهم من الطعام أو عدم تسليمهم رواتبهم لأشهر متعددة، وهو ما يتنافى مع مبادئ الأديان كل الأديان ومع مبادئ الإنسانية.
ومما لا شك فيه أن هناك بعض الأسر التي تعتبر هذه العمالة جزءاً منها باعتبارهم بشراً لولا حاجتهم لما تغربوا واضطروا للعيش مع من لا يعرفون من غير معرفة بمصيرهم وما ينتظرهم في تلك البيوت.
نحن بحاجة لنشر الوعي في هذه الجوانب، وبحاجة لتخيل أنفسنا مكانهم كي نشعر بمعاناتهم إن لم نستطع تخيلها، كما إننا بحاجة لقوانين تضمن حق المستقدم كالعامل كي لا يخاف أحد من إعطاء هذه العمالة كافة حقوقها، برغم كون هذا العذر غير مقنع حين الحديث عن حقوق إنسانية بسيطة كحسن المعاملة وتوفير المكان اللائق وصرف المستحقات المادية. وفي إطار هذا الوعي الذي نحتاج، لفت انتباهي في الأسبوع الماضي فيلم قصير بعنوان «باجر»، وهي الكلمة التي يسمعها عمالنا في المنزل كلما أردنا التهرب من دفع رواتبهم، كما جاء في ديباجة الرسالة مع الفيلم.
«باجر» هو فيلم بحريني شبابي، يسعى لتبيان حال هذه العمالة المحرومة من رواتبها التي هي في أمس الحاجة لها كي ترسلها لذويها في بلدانها الأم، يحكي قصة عامل يسأل عن راتبه من غير جدوى فلايسمع إلا كلمة واحدة كلما سأل عن حقه وهي «باجر»، و فجأة يتخيل صاحب المنزل نفسه مكان هذا العامل فيلقى الإجحاف ذاته، مما يجعله يقرر إعطاءه بعض رواتبه، ولكن هل هذه هي النهاية؟ فما أن سأل عن راتبه الأخير حتى لقي ذات الجواب: باجر!!
الفيلم من بطولة، فاضل نجيب، وسلمان أبو الكثير، وحسين رضي، ومن سيناريو محمد رضي، وإخراجه مع محمد أحمد.
نحن بحاجة لهذه الأفلام التي تزيد الوعي بحقوق العمالة المنزلية وخصوصاً لدى فئة الشباب؛ ونحن بحاجة لجهود رسمية أيضاً تضمن حقوق هؤلاء من خلال سن قوانين وتشريعات، ففي حين أقامت بعض الدول العربية نقابات للعمالة المنزلية كلبنان على سبيل المثال، التي قادتها عاملة منزل شجعها أصحاب المنزل على ذلك، مازلنا نعاني نحن من قصور في تعاملنا معهم وكأنهم ليسوا بشراً من لحم ودم ومشاعر.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4592 - الجمعة 03 أبريل 2015م الموافق 13 جمادى الآخرة 1436هـ
شكرا استاذة
انزين وسوالف الخدم محد يكتب عنها
والله اني جبت اندونيسيات ثنتين واعاملهم احسن معاملة ورواتبهم ما تتأخر يوم واحد وابديهم على عيالي واعطيهم كلشي احنا ناكله وما افرق بينهم وبينا فيدالعطاء
الأولى حرامية تبوق وتعطي شغالة بيت جيرانه تخشهم لها والثانية همها الرجال والله اني وديتها وخسرت سنة والسبة سؤالها ليي عن الخدم اللي يحملون وعن اشياء خاصة بي وبزوجي
صدق انهم وباء والمفروض التخلص منه على الاقل اللي تقدر تستغني عنهم
ليست مسألة وعي ؛ بل مسألة ضمير
لا توجد صعوبة في إفهام الناس بحقوق العمالة؛ بل في ضميرهم و إنسانيتهم. نحن لا نزال متأخرين في هذه المسألة.
الواقِع .
هي ليست بِخادِمه .بل مُربِيه ولها حق الأحتِرام .
من البر
وين نخصل علي نسخه من الفلم؟
السرقة
على ما تقوم بها اكثر الاسر من معاملة الخادمة كانها واحدة من افراد الاسرة ولكنها هي تقوم باعمال غير لائقة او السرقة
الى زائر رقم واحد
الفيلم موجود على اليوتيوب باسم فيلم باجر