قتل جنديان من حرس الحدود السعوديين أمس (الجمعة) في إطلاق نار مصدره الأراضي اليمنية حيث تقود الرياض تحالفاً عربياً ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية السعودية.
وقد أسفرت الحملة العسكرية عن عرقلة تقدم المتمردين الحوثيين. فيما يسعى تنظيم «القاعدة» إلى بسط سيطرته بشكل تام على المكلا، كبرى مدن حضرموت.
في غضون ذلك، اغتنم تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الفوضى السائدة في اليمن من أجل تعزيز سيطرته في مناطق الجنوب والجنوب الشرقي.
وقال مسئول وسكان إن مقاتلي «القاعدة» فرضوا أمس سيطرتهم بشكل جزئي على مدينة المكلا، غداة اقتحامهم السجن المركزي لتحرير أحد قادتهم ونحو 300 موقوف. وأفاد شهود أن بين 200 و300 مسلح انتشروا في وسط المكلا وغربها حيث أقاموا حواجز تفتيش ورفعوا راياتهم السوداء.
عدن - أ ف ب
أسفرت الحملة العسكرية التي بدأت قبل 9 أيام في اليمن بقيادة السعودية عن عرقلة تقدم المتمردين الحوثيين في هذا البلد الغارق في الفوضى، إذ يسعى تنظيم «القاعدة» إلى بسط سيطرته بشكل تام على المكلا، كبرى مدن حضرموت.
ونظراً للغارات الليلية المكثفة للتحالف العربي في عدن ضمن عملية «عاصفة الحزم»، اضطر الحوثيون وحلفاؤهم من القوات التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلى الانسحاب من القصر الرئاسي الذي سيطروا عليه عصر أمس الأول (الخميس) على إثر معارك اتسمت بالعنف.
وانسحب المتمردون باتجاه حي خور مكسر المجاور إذ قتل 12 منهم خلال اشتباكات ليلية مع أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي، وفقاً لمصدر عسكري.
وقال مسئول لوكالة «فرانس برس» طالباً عدم كشف اسمه ان «المسلحين الحوثيين وحلفاءهم انسحبوا قبل الفجر من قصر المعاشيق بعد غارات جوية للتحالف». وبعد سيطرة المتمردين على القصر، وهو آخر رموز الدولة اليمنية الذي لم يكن خاضعاً لهم، اندلعت اشتباكات مع «اللجان الشعبية» المؤيدة لهادي.
من جهته، أكد مصدر أمني عملية الانسحاب التي أعلنتها وكالة الأنباء السعودية مشيرة إلى أن القوات المؤيدة لهادي «نجحت في طرد» المتمردين من القصر.
وقالت مصادر عسكرية إن الاشتباكات استمرت بشكل متقطع في الأحياء المجاورة للقصر الرئاسي ومطار عدن الذي تعرض للقصف ليلاً من سفن حربية تابعة للتحالف العربي. وخلال الليل، استخدم التحالف المظلات لإنزال أسلحة وذخائر بينها بنادق «كلاشينكوف» وأخرى قناصة ومعدات اتصالات في مرفأ عدن، بحسب مصدر في المرفأ.
وأضاف أن التحالف أرسل مواد تموينية وأدوية إلى عدن عبر قوارب وليس بواسطة مظلات كما كان أعلن في وقت سابق.
وفي محافظة أبين المجاورة، قتل 11 متمرداً في كمين للجان الشعبية أمس قرب لودر الخاضعة لسيطرة الميليشيات، وفقاً لما قاله أحد عناصر اللجان.
في غضون ذلك، ظهرت انقسامات في صفوف القوات المسلحة المؤيدة للحوثيين. وقال ضابط لـ «فرانس برس»: «تمرد جنود من اللواء 17 مشاة المنتشر قرب مضيق باب المندب ضد قائدهم العميد محمد الصباري الذي انضم إلى الحوثيين الأسبوع الجاري»، مشيراً إلى اشتباكات بين الجنود. من جهة ثانية، اغتنم تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الفوضى السائدة في اليمن من أجل تعزيز سيطرته في مناطق الجنوب والجنوب الشرقي حيث يحظى بوجود ملحوظ في حضرموت خصوصاً.
وقال مسئول وسكان إن مقاتلي «القاعدة» فرضوا أمس سيطرتهم بشكل جزئي على مدينة المكلا، غداة اقتحامهم السجن المركزي لتحرير أحد قادتهم ونحو 300 موقوف. وأفاد شهود أن بين 200 و300 مسلح انتشروا في وسط المكلا وغربها إذ أقاموا حواجز تفتيش ورفعوا راياتهم السوداء.
وأوضح مسئول محلي إن مقاتلين من التنظيم «يسيطرون على أحياء وليس على مجمل المكلا». وأضاف أن النقاط الحساسة وبينها قاعدة كبيرة للجيش والمطار في شرق المكلا «مازالا تحت سيطرة القوات الحكومية».
لكن مقاتلي «القاعدة» سيطروا على المرفأ دون أي مقاومة بعد أن تخلى عناصر الأمن عن أسلحتهم بحسب أحد العمال وشهود عيان.
وقال سكان إن المقاتلين وجهوا نداء عبر مكبرات الصوت إلى القاطنين قرب قاعدة الجيش في شرق المدينة لمغادرة أماكنهم، ما ينذر باحتمال مهاجمتها.
وأكد سكان «فرار عشرات الأسر من المنازل المجاورة لميناء المكلا والاحتماء بالمساجد جراء الاشتباكات بين القاعدة والجيش».
وكان عناصر «القاعدة» وجهوا أمس الأول نداء عبر المساجد «للجهاد» بينما كان المتمردون يحاولون السيطرة على عدن. كما سيطروا على كتيبتين من الجيش أمس مستخدمين دبابات ومصفحات، بحسب شهود عيان.
وبين السجناء الذين فروا أثناء اقتحام «القاعدة» للسجن أحد أبرز قادتها خالد باطرفي الموقوف منذ أكثر من 4 أعوام.
يذكر أن باطرفي من أبرز قادة القاعدة في أبين الجنوبية التي سيطر عليها التنظيم لمدة عام بين 2011 و2012.
وبالإضافة إلى السجن، هاجم القاعدة الميناء والقصر الرئاسي ومقار الإدارة المحلية والمحافظ والأمن والمخابرات وفرع المصرف المركزي في المدينة الساحلية.
على صعيد عمليات الإغاثة، أعلنت مسئولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس أمس الأول أن حصيلة المعارك في اليمن بلغت في أسبوعين 519 قتيلاً ونحو 1700 جريح.
وأعربت عن «قلقها البالغ» على سلامة المدنيين العالقين في المعارك الدائرة في هذا البلد، داعية مختلف أطراف النزاع إلى بذل قصارى جهدهم لحماية المواطنين العاديين. وقالت آموس: «يتعين على الذين يشاركون في معارك أن يحرصوا على عدم استهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين والنازحين في البلاد والبنى التحتية المدنية، ولاسيما في المناطق المأهولة، أو عدم استخدامها لغايات عسكرية».
وأضافت أن عشرات الآلاف فروا من منازلهم وأن قسماً من هؤلاء توجه إلى جيبوتي والصومال في رحلات محفوفة بالمخاطر.
العدد 4592 - الجمعة 03 أبريل 2015م الموافق 13 جمادى الآخرة 1436هـ