العدد 4590 - الأربعاء 01 أبريل 2015م الموافق 11 جمادى الآخرة 1436هـ

«محمد» يتحدى التوحد بالرسم

لا تعوق ريشته مساحة... وأصابعه تلعب بالألوان فيرسم أدق التفاصيل

محمد سعيد ذو الابتسامة الجميلة... طفل يبلغ من العمر ست سنوات، يحمل طيفاً خفيفاً من أطياف التوحد، ربما هو قليل الكلام، لكن يعرف كيف يعبر عن ما يجول في خاطره بالرسم، إذا باتت الريشة والأقلام والألوان تنطقان بأجمل الأفكار وأدق التفاصيل.

منح الله سبحانه وتعالى “محمد” موهبة الرسم، وهي تتطور فطرياً مع مراحله العمرية، فبعد أن كانت يرسم خربشات وينسخ أحرفاً، بات مع بلوغه سن الخامسة يرسم المناظر التي تمر عليه في يومه، بل يرسمها بأدق التفاصيل التي ربما نحن البالغون لا نلاحظها. مساحة الرسم بالنسبة لديه ممتدة فهي تبدأ من على ظهر علبة المحارم الورقية والدفاتر، حتى تمتد إلى جدران المنزل البيضاء والملونة، فيبدع أجمل الرسوم بمخيلته الواسعة.

“أم محمد” وبمناسبة اليوم العالمي للتوحد كتبت لـ “مناهل الوسط” تقول: ابني محمد (6 سنوات) قد تم تشخيص إصابته بالتوحد منذ سن الثالثة، ولكنه ولله الحمد في تطور مستمر منذ ذلك الوقت. وقد أثبت بأنه قادر على أن يتعلم مختلف المهارات كأي طفل عادي في مثل سنه، بل وقد سبق أقرانه في موهبته الفنية التي يشهد الكل على إبداعه، ومدى دقة وتميز رسوماته، وخطه الجميل. كل ذلك على رغم قدرته المتواضعة على الكلام أو التواصل مثل الأطفال الطبيعيين.

أحمد الله الذي أثلج قلبي برؤية ابني محمد وهو يتميز في هذا الجانب على رغم قصوره في جوانب أخرى، وكلي ثقة وأمل بأنه سيتغلب على هذه الصعوبات في المستقبل، وأنها ستكون سبباً في صقل شخصيته عندما يكبر.

أفتخر بالتطور الذي حققه “محمد” وأحب أن أتباهى بموهبته وإنجازاته وأتمنى من الناس والمجتمع أن يمنحوا أطفال التوحد الثقة، وأن لا يقللوا من قدراتهم، فالبذرة إن أنت أحسنت رعايتها، فإنها ستكبر وتصبح شجرة مثمرة.

وأخيراً أود أن أشكر “مناهل الوسط” لنشرها رسومات ولدي.

العدد 4590 - الأربعاء 01 أبريل 2015م الموافق 11 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً