القواعد الخاطئة لا تبني بناء شامخا، والبدايات المتعثرة والمرتبكة تكون نهايتها على الشاكلة نفسها، إذ كان هذا هو منوال سلة المحرق في هذا الموسم الكارثي بامتياز والذي قد يكون بداية لفقدان اللعبة في هذا النادي العريق هويتها وموقعها الذي بنته خلال السنوات العشر الأخيرة.
سلة المحرق التي نجحت في التحول إلى بعبع أطاح بالكبيرين المنامة والأهلي وتحولت إلى منافس دائم لا تخلو أي مباريات نهائية من اسمه نراها في هذا الموسم تنهار وتخفق على مختلف المستويات بداية بالسقوط المريع في مسابقة كأس السوبر بهزيمتين ثقيلتين أمام المنامة ومرور بالخروج المبكر من مسابقة الكأس ومن الدور ربع النهائي على يد النجمة ووصولا لوضعها حاليا في مسابقة الدوري إذ إنها قاب قوسين أو أدنى من الخروج المبكر كذلك في سابقة لم تحدث ربما منذ أكثر من 15 عاما.
الحال الذي وصلت إليه سلة المحرق ليس وليد اللحظة طبعا وهو تراكم لعدة أخطاء غير هذا الموسم فقط حدثت فيه من الأخطاء ما لم يحدث خلال 10 سنوات.
فقبل بداية الموسم كان الارتباك سيد الموقف في سلة المحرق في ظل تقدم رئيس جهاز كرة السلة في النادي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل خليفة باستقالته وابتعاده الطويل عن المشهد في حين كان الآخرون وتحديدا المنامة يعملون بمنتهى الدقة والتنظيم.
هذا الابتعاد ترك مساحة فراغ طويلة ظلت فيها سلة المحرق من دون رؤية واضحة فكان قرار التمديد مع بدر عبدالله وكذلك التعاقد مع المدرب الصربي توني ومع محترف أميركي كلها قرارات كانت من خارج التنظيم الإداري الفعلي للعبة في ظل ابتعاد الشيخ محمد وفريقه الإداري المعاون.
الشيخ محمد كان معترضا بشدة على قرار إدارة النادي بتخفيض ميزانية لعبة كرة السلة لمصلحة كرة القدم وهو ما اعتبره إجحافا باللعبة ففضل الابتعاد، وقد كان لقرار الإدارة هذا دور سلبي كبير في ما وصلت إليه اللعبة في هذا الموسم.
وبعد عودة الشيخ محمد متأخرا عن استقالته كان الإعداد أيضا قد بدأ متأخر والأمور لم تتعدل قط بل استمرت في الطريق الأسوأ بإضرابات على مستوى بعض اللاعبين وكذلك مشاكل على الصعيد الإداري توجت بابتعاد مدير الفريق حسين الدرازي وتعيين محمد زكريا مديرا للفريق وتبعه ابتعاد مشرف الفريق حمد المعتوق.
الأمور لم تتوقف عند ذلك فقط فقد كان قرار استبدال محترف الفريق بالمحترف السنغالي ابراهيما توماس إلا أن الأخير لعب مباراة واحدة وأصيب ليغيب أكثر من شهرين عن اللعب.
في هذه الأثناء تم اقالة المدرب الصربي توني قبل أيام من المشاركة في بطولة نادي الجزيرة الإماراتي الودية التي ذهب لها الفريق من دون مدرب ومن دون محترف لترمى كرة النار في مرمى المدرب المساعد صلاح موسى الذي تولى المهمة في الإمارات ولم يكن مطلوب منه إلا المشاركة.
بعد العودة من الإمارات تم جلب المدرب الأميركي ماز تراخ وكذلك التعاقد مع محترف أميركي بديل بصورة مؤقتة وسار الفريق ببطء مع تحسن طفيف من دون أن يعود لوضعه الطبيعي.
وبعد شفاء ابراهيما تم الاستغناء عن المحترف الأميركي واستمر ابراهيما مع الفريق في ظل ارتباطه بعقد دائم لا يمكن فكه وهو ما أوقع المحرق في هذه الورطة.
واستمرارا لحالة عدم الاستقرار تم الاستغناء مجددا عن محمد زكريا وعودة مدير الفريق حسين الدرازي وعودة المعتوق كذلك لتتطور الأمور بالاستغناء عن المدرب ماز تراخ وتعيين المدرب الوطني أحمد حمزة بدلا منه قبل مباراة المنامة الحاسمة بالسداسي.
تراجع فردي
أمام هذه الحالة غير المسبوقة من عدم الاستقرار في الفريق وغياب اللاعبين عن فترة الابتعاد لأسباب عديدة وتأخر الإعداد أصلا كان التراجع الفردي كبيرا على مستوى اللاعبين الذين ظهروا في صورة فنية باهتة.
وإذا كان هناك من علامة مضيئة واحدة في سلة المحرق هذا الموسم هو استعادة النجم محمد حسن لمستوياته الفنية العالية في المباريات الأخيرة من الموسم وبعد فترة ابتعاد طويلة للإصابة.
أما بقية اللاعبين فهم يلعبون بأسمائهم أكثر من أدائهم وظهر احتجاجهم المستمر على التحكيم في كل مباراة وقلة التركيز والاستعجال واللعب الفردي الذي أثر على وحدة الفريق وعلى روح المجموعة.
لا شك أن سلة المحرق تمر في هذا الموسم بأصعب ظروفها الفنية والإدارية وهي ظلت في تخبط مستمر منذ ما قبل انطلاق الموسم وإلى آخر مباراة فيه دون أي استقرار ما أفقد الفريق الهوية التي يتمتع بها، وحتى إن خدم الحظ الفريق بأي صورة من الصور للتأهل للمربع الذهبي فهذا لن يقلل من كارثية هذا الموسم ومن ضرورة التصحيح الشامل متى ما أراد الفريق العودة الحقيقية في الموسم المقبل.
العدد 4590 - الأربعاء 01 أبريل 2015م الموافق 11 جمادى الآخرة 1436هـ
منامي
وبعد راح ينزل مستواهم الى الأصل ، كل هذا بسبب الغرور اللي فيهم