أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الثلثاء (31 مارس/ آذار 2015) أن التعهدات التي التزمت بها الدول المشاركة في أعمال المؤتمر الثالث للمانحين في سورية والذي استضافته الكويت أمس بلغت 3.8 مليار دولار
وأضاف بان كي مون أن هذه القيمة الإجمالية تفوق ما سجله المؤتمر الأول من تعهدات بلغت 1.5 مليار دولار، متخطياً أيضاً المؤتمر الثاني والذي بلغ إجمالي تعهداته 2.4 مليار دولار. وأعرب بان كي مون في ختام المؤتمر عن شعوره «بالعار والغضب وإحباطه الكبير» إزاء فشل المجتمع الدولي في إنهاء الحرب في سورية والتي تسببت في معاناة الشعب السوري.
وطالب بمعاقبة المسئولين عن «الجرائم الكبيرة» التي ارتكبت ضد الشعب السوري وأدت إلى تشرده في الداخل والخارج هرباً من الاقتتال الدائر في سورية.
وأضاف «أتذكر الآن زياراتي في السنوات الأخيرة إلى مخيمات اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان وقد سألني طفل عن الذنب الذي ارتكبه للإقامة في المخيم ومتى يمكنه العودة إلى بيته ولم يكن لي إجابات على تلك الأسئلة... إني أشعر بالعار والسخط والغضب إزاء فشل المجتمع الدولي في إنهاء هذه الحرب».
يأتي ذلك فيما أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين أنطونيو جوتيريس أمس أن عدد اللاجئين السوريين تضاعف ليصل إلى أربعة ملايين لاجئ وهو الأكبر في العالم.
وقال جوتيريس، في كلمة ألقاها خلال افتتاح مؤتمر المانحين، إن تركيا تعد أكبر الدول المضيفة في العالم للاجئين، مطالباً الدول بإبقاء حدودها مفتوحة أمام اللاجئين السوريين على رغم معاناتها والضغط على مواردها.
وأضاف أن هناك 600 ألف طفل نازح لا يتلقون التعليم جراء الأزمة السورية وتداعيات الوضع الإنساني الناجم عنها فيما يوجد مليونا طفل لا يتلقون التعليم داخل سورية.
من جانبها أعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة فاليري آموس عن شكرها لدولة الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على الالتزام بمساعدة الشعب السوري والاستمرار في الدور الإنساني «الحيوي» لتأمين منصة لنقاش تطورات الأزمة السورية.
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس على ضرورة العمل بكل جدية وصدق من أجل إخراج سورية من محنتها.
وقال شكري، في كلمته بالمؤتمر: «لقد آن الأوان لأن نعمل بكل جدية وصدق على إخراج سورية من محنتها، فهي في الحقيقة محنتنا جميعاً». وأضاف :»ضميرنا يلح علينا بكل تأكيد في أهمية السعي حثيثاً نحو حل سياسي حقيقي يحقق تطلعات الشعب السوري ويؤدى إلى التغيير المطلوب ويجنب هذا الشعب الشقيق في الوقت ذاته آفة التطرف والإرهاب المنتشر».
وفي الداخل السوري، أعدم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) أمس ثلاثين مدنياً على الأقل بينهم أطفال في قرية المبعوجة في محافظة حماة وسط سورية، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن «التنظيم أعدم عائلات عدة مؤلفة من نساء وأطفال حرقاً وذبحاً وبإطلاق الرصاص بعد اقتحامه القرية التي يسكنها علويون وإسماعيليون وسنة»، مشيراً إلى أن قوات النظام تمكنت في وقت لاحق من التصدي للهجوم وطرد مقاتلي التنظيم وإعادة سيطرتها على القرية.
وأورد التلفزيون السوري الرسمي في شريط عاجل أن «وحدة من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبي والأهالي يصدون هجوماً إرهابياً على قرية المبعوجة ويكبدونهم خسائر فادحة».
وهاجم مقاتلو «داعش» صباح أمس القرية الواقعة في ريف السلمية واشتبكوا مع مسلحين محليين موالين للنظام. وقال المرصد إن الاشتباكات تزامنت مع قصف جوي ومدفعي لقوات النظام على نقاط تمركز التنظيم في المنطقة.
وأوضح عبدالرحمن أن التنظيم يحاول التقدم في ريف السلمية لقطع طريق الإمداد الوحيد لقوات النظام إلى مناطق سيطرتها في محافظة حلب.
على صعيد آخر، أكد نائب رئيس المجلس الوطني السوري فاروق طيفور أن النصر الذي حققته المعارضة في مدينة إدلب هو مقدمة لتحرير باقي المناطق السورية، بيد أنه قال إنه ليس هناك نية لاعتماد إدلب عاصمة للحكومة.
وقال في تصريح لصحيفة «عكاظ» السعودية نشرته أمس: «ليس هناك نية لاعتماد إدلب عاصمة للحكومة، بل يمكن اعتمادها كمنطقة آمنة تقدم فيها خدمات صحية وتعليمية مؤقتة، إضافة إلى إعادة سير الأعمال الإدارية فيها وإعادة إحياء المرافق الأساسية على الأراضي المحررة واسترجاع ثقة الأهالي بعزم الثوار».
العدد 4589 - الثلثاء 31 مارس 2015م الموافق 10 جمادى الآخرة 1436هـ