قال وزير الدفاع الباكستاني خواجا عاصف في مقابلة مع تلفزيون محلي مساء أمس إن «الحكومة المدنية التقت قائد الجيش ومدير الاستخبارات العسكرية وقادة الأجهزة الأمنية، ولم يتخذ قرار بعد بإرسال قوات إلى السعودية.

وانطلقت أول من أمس فعاليات التمرين المشترك «الصمصام 5»، بين القوات البرية الملكية السعودية ووحدات من القوات الخاصة في الجيش الباكستاني، في حضور قائد منطقة الطائف العسكرية اللواء الركن فارس العمري، وعدد من ضباط الجانبين، وذلك في مركز الملك سلمان للحرب الجبلية، شمال منطقة الباحة.

وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصادر حكومية من دون تسميتها أن الحكومة الباكستانية بدأت إرسال قوات إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في «عاصفة الحزم»، ما أثار ضجة كبرى في وسائل الإعلام التي انتقدت من اليوم الأول للعملية أي قرار بالمشاركة... وأشار وزير الدفاع في حديثه إلى محطة تلفزيونية محلية إلى أن «الحكومة لم تقرر بعد المشاركة في التحالف الذي شكلته دول عربية» و»سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد مدني وعسكري عالي المستوى للبحث مع المسؤولين في الرياض في هذا الأمر، والدور الباكستاني في الدفاع عن المملكة ووحدة أراضيها في مواجهة أي خطر قد تتعرض له».

وحضر الاجتماع الحكومي في إسلام أباد قائد الجيش الجنرال راحيل شريف ومدير الاستخبارات الجنرال رضوان اختر ومدير استخبارات القوات البرية وعدد من قادة الأجهزة الأمنية، إضافة إلى رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والمستشار.

وتدور أحاديث في الشارع الباكستاني عن وصول قوات باكستانية إلى المملكة لكن الحكومة تتردد في إعلان ذلك رسميا، خصوصاً أنها تنتظر تحرك الدول العربية بعد القمة التي عقدت في شرم الشيخ وقررت تشكيل قوة حماية وردع للتدخل في الأزمات.

وأكد عاصف أن بلاده تعتبر الجامعة العربية «الإطار الأفضل لحل الصراع في اليمن عبر الحوار والاعتراف بالحكومة الشرعية وعدم فرض هيمنة طرف بالسلاح على مكونات المجتمع اليمني وهي إشارة إلى معارضة باكستان سيطرة المتمردين الحوثيين على السلطة. وتخشى جهات أمنية من أن تكون أي مشاركة في «عاصفة «الحزم مدعاة لمزيد من العنف الطائفي في باكستان، بعد أن تمكن الجيش من القضاء على العديد من الجماعات المسلحة في مناطق القبائل والحد من جماعات العنف والقتل العشوائي في كراتشي.

من جهة أخرى، علمت «الحياة» أن وحدة من القوات الخاصة الباكستانية تجري تمريناً مشتركاً مع الجيش السعودي. وأوضح مدير التمرين العميد الركن شائح القرني في هذه المناسبة، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية، أن «التمرين امتداد لسلسلة من التمارين المشتركة بين القوات البرية الملكية السعودية ومجموعة من قوات دول عدة بينها باكستان، وفي إطار الخطط التدريبية المعدة لتطوير ورفع مستوى الكفاءة لدى القوات»، مؤكداً «اكتمال جاهزية واستعداد المشاركين لخوض غمار هذا التمرين، إذ وضعت كل الخطط الاستراتيجية والميدانية لمراحل تنفيذه لضمان أقصى درجات النجاح».

وأشار إلى أن «كل الجهات المشاركة أكملت استعداداتها من كلا الجانبيين، وتشمل مراحل التنفيذ التركيز على الحرب في بيئات ذات تضاريس جبلية صعبة وفي عمليات غير نظامية»، مبيناً أنه «ستشترك في عمليات التمرين القوات الجوية الملكية السعودية، وطيران القوات البرية، ووحدات من حرس الحدود».

وأضاف أن «التمرين سيسهم في تحقيق مجموعة من الاعتبارات المهمة يأتي على رأسها دمج الخبرات بين القوات البرية السعودية والجيش الباكستاني، والعمل بروح الفريق الواحد المتجانس».

من جانبه، أوضح أقدم الضباط الباكستانيين العميد الركن جاويد إقبال أن التمرين يهدف إلى «تبادل الخبرات ورفع مستوى الكفاءة والأداء في القوات العسكرية في البلدين»، مشيراً إلى أن «باكستان تحتفظ بعلاقات عسكرية وثيقة مع السعودية، ويقوم الجيش الباكستاني بتبادل الخبرات مع القوات في المملكة، وأكبر دليل على ذلك سلسلة تمارين الصمصام المستمرة لأكثر من 10 أعوام».

وأكد قائد منطقة الطائف العسكرية اللواء الركن فارس العمري أن «تمرين الصمصام 5 يأتي ضمن مجموعة من التمارين المشتركة مع عدد من الدول، بهدف رفع كفاءة القوات السعودية كافة، سواء في الحروب الجبلية أم في الحروب غير النظامية».

وأشار إلى أن تمرين «الصمصام 5» معد سلفاً، ومبرمج ضمن مجموعة من الخطط الاستراتيجية للتدريب تجاه تطوير كفاءة القوات السعودية، مبيناً أنه ليس له أية علاقة بأية عمليات عسكرية حالية، بل هو مكمل لرفع مستوى الأداء والفعالية للقوات العسكرية.