العدد 4588 - الإثنين 30 مارس 2015م الموافق 09 جمادى الآخرة 1436هـ

بيروقراطية... أون لاين

عصمت الموسوي

كاتبة بحرينية

ذهبت الأسبوع الماضي إلى الجهاز المركزي للمعلومات لتجديد بطاقتي الشخصية (البطاقة الذكية)، فوجدت الازدحام على أشده، واللافت أن هذا الازدحام ليس جديداً بل إنه ممتدٌ منذ عدة أشهر كما قالت لي إحدى الموظفات التي تداوم أحيانا في الفترة الصباحية وأحياناً في الفترة المسائية، أما في فترة الانتخابات فقد بلغ أشده.

على مكتب منفصل جلست فتاة بحرينية نصحتني بتجديد البطاقة على الانترنت، صحيح! كيف فاتتني كل تلك الإعلانات المنتشرة في الشوارع والتي تحثّ على ذلك، وأنا التي أعتبر نفسي مواطنةً الكترونيةً بامتياز، أجري كل معاملاتي وأدفع كل فواتيري على الانترنت.

بيد أنني وجدت الموقع يتعلل بعدم استكمال إجراء الخدمة بالقول إن العنوان خاطئ، كيف وأنا موجودة على هذا العنوان منذ 26 عاماً، وكل عناويني البريدية والفواتير وبطاقاتي البنكية ورخصة القيادة والملكية مسجّلةٌ على هذا العنوان؟

اتصلت هاتفياً برقم الاتصال الوطني، وهي خدمة ممتازة، نظام الكتروني موحد يقوم بإيصال أي مقترح أو استفسار أو شكوى من المواطنين والمقيمين إلى الجهة الحكومية المعنية بصفة مباشرة، أو بالإمكان التواصل معها أيضاً عبر زيارة موقعها الالكتروني، فقالت لي الموظفة طالما أن العنوان قد رفض فيجب أن ترجعي إلى المركز مجدّداً لإجراء هذه الخدمة كما السابق، يعني لابد من الذهاب إلى مركز المعلومات والاصطفاف وإن طال الانتظار؟

قبل الاقدام على هذه الخطوة جرّبت الحصول على قراءة للعنوان المخفي في البطاقة لدى إحدى الشركات فوجدته هو العنوان ذاته. عدت مجدداً إلى مركز المعلومات فأحالوني إلى مكتب تغيير العناوين، فلم يتوصّل الموظّف إلى السبب في رفض الموقع إجراء الخدمة الكترونياً رغم تطابق العناوين بما لديهم من معلومات.

أحالوني إلى موظف آخر فتبيّن أن الجهاز لم يجر تحديثاً على معلومة ما موجودة في إحدى الوزارات، وقلت له إنني أجريت هذا التعديل قبل أربع سنوات، فقال: لا أدري لماذا لم تسجّل على أجهزتنا. أعطاني رقم موظف آخر في هذه الجهة فأجرى التعديل خلال دقائق، وعدت من جديد لأقف في طابور الانتظار لإنجاز المعاملة يدوياً. استغرق إجراء العملية نصف ساعة بعد التعديل، لكن عدم وجود ربط بين مؤسسات الدولة في التنسيق وتبادل المعلومات ربما هو الذي أعاق إنجاز الخدمة الكترونياً وبشكل أسرع.

يظل السؤال: لماذا كل هذا الازدحام وبشكل يومي لاستخراج وتعديل وتجديد البطاقات؟ أين يكمن الخلل؟ أيكمن في مدى كفاءة الموظفين أم في البرنامج الالكتروني ذاته؟ أم في الزيادة السكانية الكبيرة التي شهدتها البلد في بحر السنوات الأخيرة رغم أن للأجانب مركزاً خاصاً بهم؟

حسب رئيس الجهاز المركزي للمعلومات محمد العامر في تصريح صدر مؤخراً، فإن الجهاز يصدر يومياً أكثر من ألف بطاقة ذكية للمواطنين والمقيمين. وقال أنه أصبح بالإمكان تحميل معلومات إضافية إليها كالتوقيع الالكتروني والملف الصحي، وربما قد يفضي تعاون مستقبلي خليجي حسب تصريحه إلى اتفاق بشأن بيانات موحدة يتم وضعها في البطاقة وبالتالي يمكن قراءتها في أي بلد.

ولكن وقبل إجراء أية تعديلات وإضافات، فإن بطاقة الهوية الذكية وقبل أي شيء، يجب أن تكون شفّافة وواضحة، وتتضمن عناوين صاحبها، فلماذا يظل العنوان مغلفاً ويتعذّر معرفته حتى على صاحبه؟ ولماذا يذهب المواطن إلى مركز المعلومات أو أي جهاز آخر للتحقّق من عنوانه؟

كما أن الجهات والإدارات الحكومية يجب أن تتعاون فيما بينها في قضية الربط الالكتروني وتقوم بالتعاون مع المواطنين بتحديث المعلومات وإرسالها إلى الجهاز المركزي أولاً بأول، لا أن تعمل كل واحدة كقطاع منفصل، خصوصاً إذا أردنا توسيع خدمة هذه البطاقات وتحقيق الاستفادة القصوى منها ودمجها مع البطاقات الأخرى مستقبلاً.

لقد كنا نذهب إلى الوزارة الحكومية قبل الانفتاح الالكتروني فنجد هذا الموظف يحوّلنا إلى ذاك، وذاك ذهب للإفطار، وثالثٌ متغيّب عن الدوام، وآخر يريد توقيعاً، وقلنا إن خدمة الخط الالكتروني قد تكفينا وتوفر علينا استخدام الورق والوقت وتذهب عنا عناء البيروقراطية العتيدة والانتظار الطويل واستخدام السيارة والبحث عن موقف سيارات... فإذا بنا نلقاها مجدداً «أون لاين»!

إقرأ أيضا لـ "عصمت الموسوي"

العدد 4588 - الإثنين 30 مارس 2015م الموافق 09 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 11:53 ص

      حدث معي

      موقع الجهاز المركزي رفص إجراء معاملة جواز بحجة خطأ في وقم الجوار الذي أعدته مراراً وتكرارً ولم يقبله...
      أما الطامة المبرى فهو رفضه لرقمي الشخصي حيث أنه اعتبره خاطئاً ولم يقبله ...!!؟؟

    • زائر 4 | 7:29 ص

      في القصر

      .إلي يمبر معلومات يزورني القصر حياكم

    • زائر 3 | 6:31 ص

      الزحمة

      الزحمة موجودة ف كل المرافق العامة والخاصة هذا نتجية التغير السكاني الكبير الطارئ من وجود الايدي العاملة الاجنبية وعدم وجود القوانين التي من شأنها تنظيم حركة المرور والسيارات فلا يوجد هناك قانون يحد من كثرة وزحمة السيارات التي باتت من أكثر المشاكل التي تعيق من حركة المواطن ف تخليص مهامه سواء ف الوزارة أو الاماكن العامة كالاسواق وما شابه...

    • زائر 2 | 12:55 ص

      الازدحام

      الظاهر أن الازدحامات صارت ظاهرة مع التطور والمعلومة الحاظرة فبالاضافة إلى ما قلته راجعي مكتب التأمينات.فقط لطلب الحصول على شهادة معاش تحتاجين للانتظار على الأقل 3 ساعات بسبب الزحمة وطول الطابور. لماذا؟. سابقا لما كانت التأمينات بمكتبهم القديم لا تحتاجين إلا من 5 الى 10 دقائق
      ليش يا تأمينات زعلانين من الايجار مثلا.
      أيضاً التطور سبب لنا زحمة في الشوارع وباقي القطاعات ليش؟؟؟؟

    • زائر 1 | 11:55 م

      السبب واضح

      الزيادة السكانية والانتخابات العجيب ان موقع وزارة التربية كان تحت الصيانة لمدة طويلة مما اخر معاملات المعادلة للطلبة فترة طويلة

اقرأ ايضاً