العدد 4586 - السبت 28 مارس 2015م الموافق 07 جمادى الآخرة 1436هـ

هل تعاني من نزف في اللثة؟

د. سمر حسن علي المعبر- اختصاصية علاج أمراض اللثة وجراحتها مركز طب الأسنان التخصصي بمجمع الدمام الطبي 

28 مارس 2015

تعتبر أمراض اللثة من المشكلات الفموية الشائعة والتي يجهلها كثير من عموم الناس، في الغالب لا يلجأ الأشخاص المصابين بأمراض اللثة لطلب العلاج، وذلك لعدم الإحساس بآلام حادة كما هو المعتاد عند أكثرية المراجعين لعيادات الأسنان.

تنشأ أمراض اللثة الشائعة من اتباع سلوك خاطئ في الرعاية المنزلية، حيث تشكل بقايا الطعام (غير المزالة من بين أو على سطح الأسنان) مع البكتيريا الموجودة في الفم إلى طبقة تغطي سطح الأسنان وتسمى بطبقة اللويحة الجرثومية (البلاك)، حيث تتكلس هذه الطبقة بعد فترة لتكون الطبقة الجيرية الصلبة.

وتنقسم أمراض اللثة لنوعين رئيسيين هما؛ التهاب اللثة (Gingivitis)، والتهاب اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان (Periodontitis).

التهاب اللثة الشائع يعد من أبسط أمراض اللثة المعروفة لدى عموم الناس، ومن آثاره تغير بعض صفات اللثة السليمة مثل تهيج اللثة واحمرار لونها، انتفاخ اللثة، وجود ألم بسيط أو شعور بعدم الراحة، نزف دم بسيط باللثة أو ظهور رائحة فم كريهة.

هناك عوامل قد تساهم في الإصابة بأمراض التهاب اللثة وتشمل مرض السكري، التدخين، التقدم في السن، الاستعداد الوراثي، الإجهاد، سوء التغذية، والتقلبات الهرمونية كالبلوغ والحمل، إلى جانب عامل العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسبة، واستخدام بعض الأدوية. ويجب التنويه إلى أن تلك فقط عوامل مساهمة لزيادة الالتهاب إنْ وجد، أي في حال وجود عناية منزلية صحيحة فإنها لا تسبب التهاباً مباشراً في اللثة.

أما النوع الثاني من أمراض اللثة، فهو ينتج في حالة عدم معالجة اتهاب اللثة، ليتطور الالتهاب مع مرور الوقت ويمتد للأنسجة الداعمة للسن، وذلك يتضمن العظم المحيط بالأسنان - العظم السنخي.

وبسببه تنتشر البكتيريا والسموم تحت اللثة، وتتكون فراغات بين السن واللثة وتتشكل جيوب لثوية ومن ثم تصل للعظم الداعم للسن وتتسبب في تدميره، وكلما تقدم المرض، تتعمق الجيوب اللثوية ويتم تدمير المزيد من أنسجة اللثة والعظام، ما يسبب تحرك السن المصاب وسقوطه.

توجد أشكال عديدة من التهابات اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان، وهي:

أولاً: التهاب اللثة المزمن (Chronic Periodontitis): وهو الأكثر شيوعاً، حيث يتطور من التهاب بسيط بتشكيل جيوب لثوية إلى التهاب يصل للأنسجة الداعمة للسن مسبباً فقداناً للعظم والأسنان. يتطور هذا النوع من الالتهابات على فترات زمنية بطيئة، لكن قد تظهر المضاعفات سريعاً مع وجود عوامل مهيجة له، وعلاجه يتفاوت بين تجريف عميق للجذور السنية أو التدخل الجراحي للحد من تآكل العظم السنخي.

ثانياً: التهاب اللثة الحاد (Aggressive Periodontitis): ويصاب به أشخاص أصحاء سريرياً، ويشمل فقداناً سريعاً في فترة زمنية قصيرة للأنسجة الداعمة للسن، وبالتالي فقدانها.

ثالثاً: التهاب اللثة المصاحب لبعض الأمراض العامة (Periodontitis Associated with Systemic Disease): حيث ترتبط صحة الفم واللثة ببعض الأمراض التي تظهر أعراضها سريرياً كمرض السكري وأمراض القلب، أو للمرضى الذين يتناولون أدوية الصرع. وفي حال متابعة المريض لوضعه الصحي العام المستقر سيكون في مأمن من أمراض اللثة. أما لو كان المريض يشكو من عدم استقرار حالته الصحية فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة. لذا يتوجب عليه أن يولي الفم والأسنان عناية خاصة جيدة.

رابعاً: التهابات اللثة التقرحية الناخرة (Acute Necrotizing Ulcerative Periodontitis): وتتميز هذه الالتهابات الحادة بنخر الأنسجة اللثوية والعظم السنخي، وهي أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين يعانون أمراض وظيفية مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة (الأيدز) أو في المجاعات، حيث يعاني المرضى من سوء تغذية حاد.

ختاماً، نؤكد أن الرعاية المنزلية مهمة جداً للمحافظة على لثة وأسنان سليمة مدى الحياة، والتي تشمل استعمال فرشاة الأسنان بطريقة صحيحة مع خيط الأسنان لإزالة الرواسب وبقايا الطعام من على جميع أسطح الأسنان واللسان. مع الحرص على زيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر لعمل فحص دوري شامل للفم والأسنان.

وفي حال وجود أعراض في اللثة مثل ما تم ذكره، يجب زيارة الطبيب فوراً حتى في حال عدم وجود ألم. وفي حال وجود مشكلة ما، سيقوم الطبيب بوضع خطة علاج مناسبة لحالتك الفردية.

وتذكر دوماً أن ثقتك في ابتسامتك.

العدد 4586 - السبت 28 مارس 2015م الموافق 07 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً