العدد 4586 - السبت 28 مارس 2015م الموافق 07 جمادى الآخرة 1436هـ

لا تيأسوا العلاج موجود

د. العرادي للمصابين بأمراض الكلى:

«التطورات الطبية تنبئ بمستقبل مشرق في علاج العديد من الأمراض ومنها أمراض الكلى». هكذا ينظر استشاري أمراض الكلى الدكتور علي حسن العرادي لمستقبل علاج أمراض الكلى.

وقال: «نتمنى أن يكون دورنا كأطباء دوراً وقائياً أكثر من علاجي، فللأسف الشديد أن غالبية الحالات المرضية التي نفحصها تحتاج لعلاج مكثف لأن المرض قد استفحل». وأضاف: «رسالتي للجميع من خلال «الوسط الطبي»؛ بادروا بالخضوع لفحوص دورية حتى نتمكن من التدخل المبكر عند أي إصابة الكلى بأية أمراض».

الفشل الكلوي لا يعني اليأس

واستهل الاستشاري في مستشفى ابن النفيس حديثه بالقول إن الكلية هذا العضو الصغير والمهم جداً يساهم في وقاية الجسم من السموم ويخلّصه من السوائل الزائدة، مؤكداً أنه للحصول على قلب سليم يجب أن تكون الكلية سليمة؛ لأن السموم والسوائل الزائدة تؤثر على عضلة القلب.

وعبّر العرادي عن أسفه لما يصيب الكلى من فشل مزمن، وقال: «للأسف، لا يوجد عضو في الجسم يستطيع أن يقوم مقام الكلى، فعندما تعجز الكلية وتعمل بنسبة 15% فإن الحل الأمثل لها هو اللجوء لعمليات الاستصفاء الدموي (غسيل الكلى)، حتى الحصول على كلية مناسبة وزراعتها للمريض».

وبيّن أن الكلى تعمل بهدوء وتجتهد في تعويض نسب العجز فيها، حتى تصل إلى المرحلة الرابعة أو الخامسة وهي مرحلة الفشل الكلوي. وما يضاعف حساسية أمراض الكلى أنها لا تفصح عن نفسها بشكل مباشر.

وأوضح العرادي أن ذلك يعني أن «المصاب بأمراض الكلى لا يشعر بآلام مباشرة في الكلى، فيتطلب اكتشافه للمرض وقتاً طويلاً تكون فيه الكلى قد وصلت لمراحل العجز، لا قدر الله».

وأكد أنه على المرضى ألا ييأسوا؛ لأن العلاج موجود، فاليأس في مراحل العلاج سيضاعف المرض، فعلى رغم فقدان الكلى لكثير من قدراتها على أداء وظائفها، لكن مع العلاج يمكن التعايش مع المرض، والالتزام بالبرنامج العلاجي يساعد على تهيئة المريض لعملية زرع الكلى المرتقبة.

وحول أفضل السبل لتلمّس آلام الكلى، بيّن العرادي أنه «دائماً ما نناشد ونطالب الناس بالخضوع للفحوص الدورية، وخصوصاً للمصابين بالسكر والضغط؛ لأن هذين الدائين المنتشرين يؤثران جداً على الكلية».

وأضاف أن «الفحوص متوافرة وليست معقدة، علينا فقط أن نتعامل معها كنمط حياة».

ولفت العرادي إلى أهمية تعديل العادات الغذائية التي تؤدي للسمنة التي تشكل ضغطاً كبيراً على الكلى. ودعا إلى اتباع أنظمة غذائية تكون قليلة الأملاح والدهون والبروتينات، خصوصاً تلك المستخلصة من اللحوم الحمراء، مؤكداً أن 70 - 80% من أمراض الكلى تأتي من الغذاء غير الصحي.

وأكد أن الوعي الصحي مرتفع في المجتمع، لكن هناك ضعفاً في الالتزام بالتعاليم الصحية. وقال: «يجب على مرضى الكلى الذين يخضعون للاستفصاء الدموي، أن يلتزموا ببرنامج غذائي موازٍ للبرنامج العلاجي؛ للوصول إلى حالة صحية مستقرة تعوّض العجز الحاصل في الكلى».

ثقافة التبرع آخذة في الانتشار

وبشّر العرادي بأن التقدم الطبي مستمر في شتى المجالات ومنها طرق علاج أمراض الكلى المختلفة، ويحمل في طياته مستقبلاً مشرقاً. وأضاف: «مثال على ذلك تطور أجهزة الاستصفاء الدموي التي صارت أكثر دقة وأعلى جودة»، لافتاً إلى أن تطور هذه الأجهزة لا يعني بالضرورة انخفاض ساعات جلسة الاستصفاء التي تبلغ نحو 4 ساعات، بل يعني أن هذه الأجهزة تستطيع تصفية الدم بجودة أعلى خلال هذه المدة.

وتابع: «يبقى الأمل في انتشار ثقافة التبرع بالكلى التي تنتشر بشكل خجول في مجتمعنا الذي هو مجتمع معطاء بطبعه»، مشيراً إلى أنه «في العام الماضي تقدم نحو 70 شخصاً في فعاليات الاحتفال بيوم الكلى العالمي بتوقيع وثائق تبرعهم بالكلى بعد موتهم دماغياً، وهذا شيء ممتاز».

واستدرك قائلاً: «يبقى أنه في حال موت المتبرع بكليته - أطال الله أعمار الجميع - قبول أهله، وخصوصاً ولي الميت، بتنفيذ وصية المتوفى بالتبرع. أعتقد أن هناك عقبات عاطفية كثيرة قد تكون حائلاً دون إتمام عملية التبرع. وأتمنى أن يكون الحال عكس ما أعتقد»، مؤكداً «أننا بحاجة لحملات إعلامية ترتكز على الجانب العقيدي والثقافي لتهيئة المجتمع نفسياً للقبول بتبرع الميتين دماغياً بأعضائهم على الصعيد الاجتماعي».

وبيّن أن أطباء الكلى في البحرين يأملون أن يسير المشروع للأمام؛ لأن كل متبرع من المتوفين دماغياً سيعيش مرتين عبر كليتيه اللتين تبرع بهما لمريضين محتاجين.

وحول التبرع بالكلى من الأحياء، قال العرادي إن «القانون في البحرين يسمح بتبرع الأقارب فقط، وقد لا تتطابق مواصفات الكلى بين المتبرع والمحتاج للزراعة».

وذكّر العرادي بأن الفعاليات الاحتفالية والتوعوية في اليوم العالمي للكلى تأتي للتنبيه بأهمية العناية بالكلية.

العدد 4586 - السبت 28 مارس 2015م الموافق 07 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً