عن مسعى للنشر والتوزيع في البحرين، صدرت للشاعر السعودي محمد الحرز مجموعتان شعريتان تحت عنوانيّ: (قصيدة مضيئة بمجاز واحد) و(أحمل مسدسي وأتبع الليل) حيث تقع الأولى في 180 صفحة، والثانية في 63 صفحة من القطع المتوسط، تتصدر غلافيهما لوحتان للفنان البحريني جمال عبدالرحيم.
وفي (قصيدة مضيئة بمجاز واحد) يتتبع الشاعر منابع كتابة القصيدة، ويستكشف في ذاته تلك المجاهيل البعيدة التي يتشكّل فيها الشعر، هي مجموعة من الشعر وحوله، تتعلق بتكوّن هذا النص الإبداعي، حيث يضع الشاعر نفسه في اختبار النص ومحيطه، ليشكّل مادة المجموعة من مادة الشعر نفسه، كل هذا دون أن يبتعد عن الحياة، دون أن يغفل ذلك الوجود الذي يحياه، فيستمدّ منه ويعطيه ليتساءل عن وجود كائن القصيدة في الروح.
أما في (أحمل مسدسي وأتبع الليل) وهو عبارة عن نصوص قصيرة تشكل في مجملها نصاً واحداً، فيشتغل الشاعر على أفكار التأمل، أفكار العزلة التي هي رديف القصيدة، إنه كتاب عن فضاءات القصيدة، والمناخ الذي تتشكل فيه. لذا يمكن اعتبار أن الكتابين يكملان فكرة واحدة لكن بأسلوبين مختلفين، إنه بحث الشاعر عن ماهيته كشاعر، وبحثه عن اللغة التي تتشكل منها القصيدة، اللغة والفكرة والخيال.
في أحد نصوص أحمل مسدسي وأتبع الليل يقول:
(دع القصيدة تصرخ
لا تمسح على رأسها
ربما يستيقظ ذئب القلب
ويعود أدراجه إلى الغابة
/
لا تقف على الباب
وكلمات القصيدة تسبقك إلى الداخل).