تشرق الشمس بعطائها الوافر، فتوزع حبها في كل مكان فتنحدر باتجاه تلك المراعي الصغيرة اليانعة بعشبها المكسو بلونه الأخضر الرائع المزدان حلاوة بحبات تشابه اللؤلؤ عن بعد ولكن سرعان ما تعرف أنها الندى المولود في كل صباح، فتنجذب إلى تلك النداءات المختلفة فتذهب إليها لترى كم تهدي إليك من الكرم مقابل رعايتك لها، تقترب لتراها تنظر في وجهك وتقول لك والبسمة تكسوها أنها لا يمكن أن تعطيك حليباً فاسداً أو لبناً مضراً لأنها تحب هذه الأرض ومن حولها، فتعانق قلبك وتقاسمك الرزق أنت وصغارها.
في هذه المملكة الصغيرة تندر المراعي الزراعية التي تتوزع جغرافياً حسب وفرة الأراضي المهيئة لعيش الأبقار والمواشي والتي تنتج الحليب الطازج في كل يوم، فتغطي من حاجة السكان شيئاً ولتثبت كفاءة المنتجات المحلية المصنعة بالحليب ومشتقاته، فتبرهن ذلك من خلال إقبال المواطنين والوافدين على شرائها وطلبها على الرغم من وجود منتجات الألبان الخليجية والأجنبية في الأسواق الكبيرة والبرادات الصغيرة.
وحتى نكون بالقرب أكثر اتجهنا إلى المنتج الأكثر تداولاً هذه الأيام وهو «الروب» البلدي الذي يؤكد وجوده من خلال علبه البلاستيكية وأيضاً من خلال وجوده الفعلي بمصانعه المتواضعة والتي هي مرخصة من وزراتي العمل والصحة.
وبالحديث مع حمزة الأسد صاحب مصنع الريف للألبان المحلية، ذكر أن آلية الإنتاج تكون بشكل يومي ابتداء من الساعة الخامسة صباحاً إلى الثانية عشر بعد الظهر، حيث يتم أخذ الحليب الطازج من المزرعة الخاصة بالمصنع في قرية كرانة بالإضافة إلى شرائه من المزارع المحلية الأخرى مما يعود بالفائدة على الجميع.
ويشير إلى أن الحليب بحريني 100 في المئة، حيث يمتلك المصنع ما يقارب 35 بقرة محلية ويتم التأكد من مدى صلاحيته قبل استخدامه عن طريق فحصه، ويحرص المصنع على هذا الإجراء وذلك بسبب تغير درجات الحرارة المختلفة، ويمر الحليب بعدها بعمليات خاصة تؤهله إلى أن يصبح «روب» صالحاً للأكل.
ويتم شراء بقية المواد كالخميرة من مصر وكذلك العلب البلاستيكية من دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاقد مع أحد المصانع المخصصة لذلك التي تتميز بأنها ملائمة للمواصفات الصحية، ليصل العدد 150 ألف علبة مخصصة لـ «الروب» فقط.
ويؤكد الأسد أن وزارة الصحة أشرفت على تصميم المكان كاملاً ووضعت الشروط والأمور الواجب توافرها فيه بشكل صحي، كما أنها تقوم بإجراءات التفتيش بشكل مستمرعلى نظافة المحل والمنتج،و تقوم بأخذ عينات من «الروب» الصالح للأكل لفحصه مخبرياً والتأكد من كميات المواد الغذائية المتضمنة فيه ومدى صلاحيته للمستهلك وخصوصاً أنه يتم وضعه في علب بلاستيكية ويتم نقله من مكان لآخر.
يردف قائلاً أن التوزيع ينحصر في مناطق البحرين فقط، فيشمل جميع أيام الأسبوع، حيث يخصص الإنتاج في كل يوم لمنطقة واحدة ليصل مجمل الإنتاج المحلي في اليوم الواحد 200 كليوجرام أي ما يقارب 1000 إلى 1500 علبة فتغطي الأسواق والبرادات الصغيرة والمطاعم والمخابز أيضاً، إلا أن صلاحية «الروب» تمتد إلى أسبوع من تاريخ إنتاجه وهذا ما يجعله ينافس المنتج الخارجي.
ويضيف حول الإقبال على المنتج أن المجتمع سواء المواطنين أو الوافدين له ذائقة خاصة لـ «الروب» البلدي حيث يفضله على المستورد خارجياً فلا تتبقى علب في الأسواق لليوم التالي، بالأخص في شهر رمضان المبارك وشهري محرم وصفر، كما يحدث ذلك في فصل الصيف الذي يمتاز بارتفاع درجات الحرارة فيكثر الطلب على «الروب» مقارنة بفصل الشتاء.
ويبتسم قائلاً إن شبكات التواصل الاجتماعي كالإنستغرام ساعدت في انتشار المنتج عن طريق الحساب المخصص للمصنع، وخدمة الوتس آب التي تستقبل الطلبات من داخل البحرين وخارجها، حيث أن هناك طلبات من السعودية العربية حول إمكانية شحن هذا المنتج وتوافره في الأسواق المحيطة بهم، حيث إن هناك بعض الزبائن الخليجيين يقومون بزيارة المصنع وأخذ كميات من علب «الروب» أثناء تواجدهم في البحرين.
وعن الصعوبات التي واجهتهم، يقول الأسد أن هذه المشاريع تحتاج إلى دعم مادي كبير بسبب ارتفاع أسعار المواد المستخدمة بالإضافة إلى إيجار المصنع وتربية الأبقار التي هي مكلفة جداً من طعام وعناية. ويتمنى أن يكون هناك دعم حكومي لهذه المشاريع حتى تعود بالفائدة على البلد والبائع والمشتري مما يساهم في ارتفاع الإنتاج المحلي مقابل المستورد.
وعن خطط تطوير المصنع، بين أن هناك ثلاجات ستصل قريباً وسيتم توزيعها على البرادات والأسواق الكبيرة بالإضافة إلى أنه سوف يتم زيادة عدد العاملين بسبب الإقبال المتزايد على المنتج، والاتجاه إلى إنتاج منتجات أخرى من الحليب أيضاً.
من جانب آخر، كان لنا حديث مع منصور المدحوب أحد أصحاب مركز الألبان الطازجة أن الحليب بشكل يومي يتم أخذه من المزرعة الخاصة بالمصنع في قرية الصالحية بالإضافة إلى شرائه من مزارع محلية أخرى حتى يتم تغطية الإنتاج اليومي لت»الروب»، حيث أنه يكون طازجاً وإنتاجاً محلياً 100 في المئة.
يردف قائلاً أنه يتم استقبال الحليب على دفعتين في الليل عند تمام السابعة مساءً وفي الصباح الباكر عند الساعة السادسة والنصف، ويتم العمل عليه حيث يملك المصنع ما يقارب 50 بقرة منتجة 200 كليوجرام من الحليب الطازج، ويقوم العمل به مباشرة حتى يتخمر «الروب» عندها ويبرد ويكون جاهزاً لليوم التالي.
وعن المواد المستخدمة في الإنتاج جميعها منتجة محلياً ما عدا العلب فهي تكون مستوردة إما من الصين أو الإمارات.
وعن التصميم يتحدث المدحوب أن التصميم خضع لإرشادات وزارة الصحة وذلك طبقاً لمعايير الصحة والنظافة، كما أنه يتم عمل زيارات ميدانية من قبلهم من بين فترة وأخرى وذلك لتأكد من صحة المنتج ونظافة الأدوات والآلات المستخدمة في الصنع، بالإضافة إلى أخذ عينات وتحليلها مخبرياً ومعرفة نسب المواد الغذائية فيها والبكتيريا أيضاً.
ويشير إلى أن العمل في المصنع يكون يومياً من الساعة السادسة والنصف صباحاً حتى العاشرة مساءً حيث ينتج المصنع ما يفوق 1200 علبة، تتوزع على كل منطقة من مناطق البحرين كل يوم فتشمل البرادات والأسواق بالإضافة إلى الفرع الثاني للمصنع في قرية المصلى، إلا أن صلاحية «الروب» تمتد إلى أسبوع من تاريخ إنتاجه وهذا ما يجعله ينافس المنتج الخارجي.
وعن الإقبال على المحل فإنه يتوافد عليه المواطنون والمقيمون وخصوصاً الآسيويون والمصريون، ويكثر الطلب في الفرع الثاني بسبب الكثافة السكانية المتركزة في تلك المنطقة، ولا يخفى أن العمال الموكل لهم بالتوزيع لا يرجعون بعلبة «روب» واحدة فكلها تنفذ بسرعة كبيرة، بالأخص في شهر رمضان المبارك وشهري محرم وصفر.
يبتسم قائلاً إنه عند بدء العمل في المصنع قبل سنوات انصرمت، قامت القاعدة الأميركية في البحرين بمراسلتهم لإنتاج «روب» يحمل مواصفات معينة تحتاج خبراء ومختصي تغذية حتى يمكن إنتاج هذا النوع من «الروب» الذي طلب من قبلهم.
ويضيف أن محدودية العمال تشكل عائقاً في قلة الإنتاجية حيث أن المصنع يتمنى توظيف عمال بحرينيين مع التوسع في عمل المصنع في شهر أبريل/ نيسان المقبل، حتى يرتفع توظيف البحرنة في المشاريع المحلية.
وعن آلية التسويق فإن المنتج يحمل شعار المصنع وحتى على السيارات المبردة المستخدمة لنقل البضائع، وأنه سيتم التسويق للمصنع عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام القادمة.
وعن الصعوبات التي واجهتهم يقول أنه هذه المشاريع تحتاج دعم مادي كبير بسبب ارتفاع أسعار المواد المستخدمة بالإضافة إلى إيجار المصنع وما يصرفه من الطاقة الكهربائية التي تستنفذ جهد كبير ناهيك عن تربية الأبقار التي تحتاج إلى رؤوس أموال ضخمة.
وعن المشاريع المستقبلية للمصنع، بعد فترة وجيزة ستكون هناك دفعة جديدة من الأبقار المستوردة من هولندا، بالإضافة إلى إدراج فكرة إنتاج «روب» محلياً على أن يكون قليل الدسم أو منزوع الدسم، وذلك تلبية لطلبات الكثيرين.
العدد 4585 - الجمعة 27 مارس 2015م الموافق 06 جمادى الآخرة 1436هـ
بنت عليوي
يعطيكم الصحه والعافية، يومياً نشتري هالروب بالبيت وتعجبني فيه طبقه نفس القشطه تتكون فوق الروبه تحس فعلأً بـأنك تاكل روب
!!
هذا النوع من الروب مميز في الطعم لو حتى عشر علب تاكله من غير وجع فاد
الله يرزقكم من الرزق الحلال
الله يوسع عليكم يارب. بالفعل روب طعمه لذيذ
الله يعطيكم الصحة والعافية .
اتعبنا من أكل الاطعمة المغشوشه والمشكوك فيها , احيانا اقول لو نرجع لاكل التمر والروب والخبز لما اصابنا الامراض , الله يعافى الجميع .
اي والله .
على الاقل ضمنا أن المنتج لا يحتوي على دهن الخنزير ومشتقاته ولا مواد حافظه . الله يوفقكم يا شباب ونشد على اعمالكم .
سلام عليكم
ممكن الارقام الخاصه لاصحاب المصانع ، نبي نسوي زيارات