العدد 4585 - الجمعة 27 مارس 2015م الموافق 06 جمادى الآخرة 1436هـ

الغريفي: السلطة تملك أدوات إنتاج الإصلاح السياسي... وللشعب دورٌ فاعل

نقد الذات يحصن الحراك الشعبي ويدفع في اتجاه المزيد من المكاسب

الغريفي: لا يجوز أن نتعقد من محاسبة الحراك الشعبي
الغريفي: لا يجوز أن نتعقد من محاسبة الحراك الشعبي

نبه السيد عبدالله الغريفي في خطبته بجامع الإمام الصادق (ع) في الدراز أمس الجمعة (27 مارس/ آذار 2015)، الى أن «السلطة تملك كل الأدوات من أجل إنتاج الإصلاح السياسي، ومن أجل الدفع بعملية البناء والتغيير»، منبهاً أيضاً إلى أن «دور الشعب في عملية الإصلاح وبناء الوطن هو دور فاعل وكبير، ومتى غاب هذا الدور تعقدت حركة الإصلاح، وارتبكت عملية البناء».

وتحت عنوان «لكي نحمي الوطن من الأزمات»، قال الغريفي: «إذا كانت السلطة تؤمن كل الإيمان بأن الإصلاح السياسي ضرورة كبرى لهذا الوطن، وإذا كان الشعب يؤمن كل الإيمان بأن الإصلاح السياسي ضرورة كبرى لهذا الوطن، وإذا كانت السلطة والشعب يؤمنان بضرورة أن يُحمى الوطن من الأزمات، والاحتقانات، والخلافات، والصراعات، ومن كل ما يسيء إلى أمنه، وهدوئه، واستقراره، وإلى شرفه، وكرامته، وعزته، وإذا السلطة والشعب يؤمنان بضرورة أن تتحول الشعارات، والخطابات، والكلمات إلى إرادات جادة، وعزائم صادقة، وممارسات فاعلة وخطط متحركة، فلماذا لا تتآلف الإرادات، ولا تتلاحم القدرات، ولا تتآزر الطاقات، ولا تتلاءم الإمكانات من أجل خير، وصلاح، وعزة، وأمن هذا الوطن؟».

وأضاف «صحيح أن يقال: إن السلطة هي التي تملك كل الإمكانات، وكل القدرات، وكل الأدوات من أجل إنتاج الإصلاح السياسي، ومن أجل الدفع بعملية البناء والتغيير، إلا أنه صحيح أيضًا أن يقال: إن دور الشعب في عملية الإصلاح وبناء الوطن هو دور فاعل وكبير، ومتى غاب هذا الدور تعقدت حركة الإصلاح، وارتبكت عملية البناء».

وقال الغريفي: «حينما نتحدث عن الإصلاح والبناء والتغيير نتحدث عن حقوق شعب، ومصالح شعب، وكرامة شعب، وشرف شعب، وإرادة شعب، وحرية شعب، ووحدة شعب، وأمن شعب، فمن حق الشعب - وفق منظور الإصلاح - أن يكون حاضرًا حضورًا حقيقيًا في العملية السياسية، ومن حق الشعب أن يعبّر عن رأيه، ومن حق الشعب أن ينتقد أداء السلطة، ومن حق الشعب أن يطالب، أن يحتج، أن يتظاهر، ولكن ليس من حقه أن يمارس عنفًا، وتطرفًا، وإرهابًا، وليس من حقه أن يكون مزاجيًا، عبثيًا، منفلتًا، وليس من حقه أن يكون معوقًا لأي جهد في الاتجاه الصحيح».

واستدرك قائلاً «هذا لا يعني أن يسمح لكل من يريد أن يسيء لحراك الشعب أن يقول ما يشاء، وإن كان في هذا القول الكثير من الظلم والزور والبهتان، فما أكثر ما قيل عن الحراك، بلا إنصاف، ولا نزاهة، ولا موضوعية، وفي المقابل لا يجوز أن نتعقد من محاسبة الحراك، ونقده، فمن الطبيعي أن تحدث أخطاء واشتباهات، وعثرات، ومخالفات، لو فعلنا ذلك لكنا جانين على الحراك، وعلى قواه السياسية، لأن المراجعة الدائمة، ومحاسبة الأخطاء، ونقد الذات يحصن الحراك، ويرشد الخطى، ويقوّم الأداء، ويدفع في اتجاه المزيد من المكاسب، وفي اتجاه الوصول إلى الأهداف».

وذكر الغريفي أنه «بمقدار ما تحرك السلطة إمكاناتها، وأدواتها في إنتاج الإصلاح الجاد، والسلطة تملك كل الإمكانات والأدوات، وبمقدار ما يحرك الشعب حضوره الفاعل في دعم الإصلاح، وهو يملك كل القدرة على الحضور الصادق. وبمقدار ما تتعاون إمكانات السلطة وقدرات الشعب، وبمقدار ما تتقارب الإرادات، وتنشط اللقاءات والتفاهمات الجادة، بمقدار ذلك كله تكون الخطى قد اقتربت من الإصلاح اقترابًا حقيقيًا».

وأشار الغريفي إلى أنه «إذا تكرست المفاصلة - وهي خطأ استراتيجي كبير - تعقدت الخطوات، وتأزمت القناعات وتعطلت الخيارات، وترشحت التأزيمات»، وتساءل «ما الذي يكرس المفاصلة؟».

وأوضح الغريفي أن «قوى الشارع المعارض تتهم السلطة كونها اعتمدت الخيار الأمني المتشدد، والسلطة تتهم هذه القوى، كونها قاطعت العملية السياسية، إذًا هنا مشكلة فهم ورؤية وقناعة، كيف تعالج هذه المشكلة؟، قطعًا لا تعالج بالأدوات الأمنية، ولا بالانفعالات، وإنما باللقاء والتفاهم والحوار».

ورأى أن «لغة الإقناع هي الكلمة الطيبة وليست الرصاصة الطائشة، هي المحبة وليست الكراهية، هي التسامح وليست التشدد، هي المصالحة وليست المفاصلة، وإذا كان هناك التباسات في الرؤية أو تباينات في القناعة، فإن للعلاج وسائل حكيمة أقل كلفة من الوسائل الأمنية الباهظة الثمن، ومن المواجهات والمصادمات والتشنجات، فمطلوب من السلطة أن تعتمد هذه الوسائل الحكيمة، وكذلك من الشعب وقواه المعارضة».

وتابع الغريفي «قد يقال: إن هنا حراكًا سياسيًا، سلميًا، رشيدًا، حضاريًا، نظيفًا، محقًا، صادقًا، إلا أنه ما استطاع أن يحقق أهدافه أو أن يقترب منها، وما ازدادت السلطة منه إلا شدة وقسوة، أنا واثق كل الثقة - وبعونه تعالى وتسديده - أن هذا الحراك السلمي الرشيد سيفرض ضرورة التعاطي معه، لأنه لا خيار إلا هذا التعاطي، ففيه كل الخير، وكل الصلاح، وكل الأمن لهذا الوطن، وما عدا ذلك، فإن الأوضاع سوف تتجه إلى المزيد من التأزيم والتعقيد وإلى المزيد من الأثمان الباهظة، والمآلات المكلفة، وهذا ما لا يتمناه كل غيور على مصلحة هذا الوطن، ربما أن الكثير من المجريات المتحركة لا تدفع نحو التفاؤل، فها هي قضية المعتقلين تتفاعل، وها هي قضية الشيخ علي سلمان حاضرة في وجدان هذا الشعب وفي حراكه، فكم تمنينا أن تحسم هذه القضية بالشكل الذي يدفع في اتجاه التهدئة وإنتاج الأمل، إلا أن ما حدث من استمرار توقيف الشيخ علي سلمان أصابنا بالكثير من القلق والشك في وجود رغبة جادة في علاج الأوضاع، والخروج بهذا البلد من أزمة طالت وطأتها، ومع كل هذا القلق والشك سنبقى مصرين على مسار التهدئة والتواصل وإنهاء كل المؤزمات والموترات مادمنا مخلصين لهذا الوطن».

العدد 4585 - الجمعة 27 مارس 2015م الموافق 06 جمادى الآخرة 1436هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 6:54 ص

      الله يحفضك سيدنه

      مهما ......... من ظلم ماراح نترك الشارع حتى تحقيق المطالب الشرعيه .............نحن شعب احرار فى دنيانه وليس عبيد ...........

    • زائر 10 | 3:36 ص

      بوعلي

      سيدنا الله يجزيك خير
      الوضع معكوس في البلد انا اشتغل سائق شاحنة لما اروح مؤسسة حكومية يطلع لي شرطي من جنسية ------ وانا بحريني سائق شاحنة سيدنا اعكس الحال راح ينصلح حال البلد

    • زائر 8 | 3:25 ص

      للأسف بعض الردود بائسة وتنم عن حقدٍ دفين ، فالعقل زينه يا اخوان

      ان سماحة السيد الغريفي هو رجل الحكمة الكبير في هذا البلد وانا من أشد المعجبين في طرحه وأردت ان أوصل رساله الى هذا وذاك ، ان سماحة السيد الغريفي هذا منهجه وهذا أسلوبه وطرحه لم يتغير من سنين فهو رجل صلب ومواقفه الوطنية والإنسانية والإسلامية شاهدة وارجع لجميع خطبه ، يتبع

    • زائر 6 | 2:53 ص

      اينك من الارهاب

      هناك ارهاب ، حرق، تفجيرات ، قتل رجال الامن ،، هناك تهريب لاسلحة ،، هناك مجرمون يحاكمون والبعض يتبرئ للدفاع عنهم وتوفير الغطاء لهم !!! اينك مت كل ذلك ؟؟ لماذا لا تجيب على هذه التساؤلات ؟؟

    • زائر 12 زائر 6 | 6:02 ص

      اتقى الله

      البحرين تغرق في الفساد والسرقه وانت قاعد تسويها مدينة افلاطون الفاضله يقولك العجز في الميزانيه وصل 7 مليار

    • زائر 3 | 1:17 ص

      الانتخابات

      بمجرد مواصلة الحكومة تطبيق القانون على المخربين والمحرضين بلا تأخير بدت تتغير لهجتهم وتتغير انفعالاتهم فهذا يعترف بوجود عنف وتطرف وإرهاب عند جماعته والآخر يشدد على مراجعة النفس نعم إنها بوادر الانهيار. الخلاصة لقد تم ترويض المعارضة في البحرين وستشارك في الإنتخابات البرلمانية والبلدية القادمة وخشمهم مليوت.

    • زائر 9 زائر 3 | 3:31 ص

      الحين لما صار الشيخ يبي إصلاح

      صارت المعارضه مروضه انت من الناس الي تسوي فتن ومايعجبها الاصلاح انا اقول تبلع العافيه وتسكت لان الشعب عنده عقله واذا بيشارك في الانتخابا او ما راح يشارك قراره في يده

    • زائر 11 زائر 3 | 5:02 ص

      ....

      ............المعارضة عندما تطالب بالعدل والمساواة إنما تريد مصلحة البلد بأجمعها على قاعدة العدل أساس الحكم وبالتالي يستفيد السلطة والشعب

    • زائر 13 زائر 3 | 6:51 ص

      زاير 9 شارك وانت تضحك

      بتشارك في الإنتخابات وأنت تضحك. الآن وبعد إخفاق الحراك الطائفي للمعارضة وجب تقليل الخسائر والتبجح بالحوار ونهج سلمية حرق الشارع. ههههههه راحت أيام لا حوار إلا في الدوار.

    • زائر 15 زائر 3 | 7:25 ص

      زائر 9

      لتصحيح فقط انتو قراركم مب فى يدكم اتشاركون الانتخابات او لاملاليكم هم اصحاب القرار فتوة دينية اتغير كل شيى فيكم لانكم مب احرار فى قرارتكم

    • زائر 2 | 1:13 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،شيخنا الكريم ،،ما دام نظام بلدنا رافع انفه في وجه مواطنيه ،،ورافع سيفه تجاه الحق ،،فلا خير يرجى منه ،،وتركه والتخلي عنه ،،اشرح للصدور وأمن من الشرور ،،لك الله يا شعب ذاق المر من غير جرم ،،السلام عليكم .

    • زائر 1 | 12:31 ص

      يحفظكم الله سيدنا

      كلام حكيم من رجل حكيم .

اقرأ ايضاً