فقدا ابنهما البالغ من العمر 7 أشهر منذ شهر، وها هما اليوم يقفان حائرين يدب القلق في قلبيهما خوفا من فقدان ابنهما سيدهاشم البالغ من العمر 7 أعوام، لكونه يعاني من الصرع ولا يوجد علاج للسيطرة على مرضه، حتى بدأ المرض يقتل خلايا عقله ويؤثر عليه. كما بدأ يصبح أكثر عدوانية مؤخراً، فضلاً عن أنه يعاني من تخلف عقلي.

تفاصيل قصة الطفلين يرويها والداهما في حديث إلى «الوسط» قائلين: «سيدهاشم بعد ولادته بستة أشهر بدأ يعاني من الصرع، وعندما بلغ من العمر عاما بدأ في شرب الأدوية، إلا أنها لم تكن تؤثر فيه كثيراً، فنوبة الصرع كانت تستغرق معه وقتا وتصيبه أكثر من مرة في اليوم، حتى بدأت هذه النوبات تؤثر على خلايا مخه، وأصبح يعاني كثيراً، وخصوصاً أنه يعاني من تخلف عقلي بسيط».

وأضاف والده قائلاً «كنت أرى هذه النوبات أمام عيني وأرى كيف تؤثر عليه، كنت أراجع مجمع السلمانية الطبي منذ أن أصيب بالمرض، إلا أنه لا فائدة، فمنذ أكثر من 3 أعوام تقريباً لم ير الطبيب ابني، إذ تكتب له وصفة الأدوية دون أن تشخص حالته». وتابع قائلا «وصف الطبيب جميع الأدوية له والتي من الممكن أن تسيطر على الصرع، إلا أنها لم تنفعه، وكانت حالته تزداد سوءا. وفي إحدى الزيارات طلبت من الطبيب المعالج وصف العلاج، إلا أنه أكد أن سيدهاشم حصل على جميع العلاجات إلا أنه لا فائدة، وبعدها اقترح نقله إلى العلاج في الخارج، وكنت قد نقلته إلى الأردن قبل ذلك بفترة طويلة على حسابي الخاص».

وأشار إلى أن ابنه نقل إلى تركيا على حساب وزارة الصحة، مبيناً أن صحته تحسنت، وكان من المقرر أن يخضع لعملية هناك، إلا أن الأطباء لم يتمكنوا من ذلك؛بسبب تطور المرض وتدمر خلايا المخ، موكداً أنه على رغم عدم إجرائها إلا أن حدة النوبات خفت، إذ أصبحت تستغرق دقيقة واحدة بعد أن كانت تستغرق وقتا اطول. ولفت إلى أنه عاد إلى البحرين، وكان من المقرر أن يعود إلى تركيا لمواصلة العلاج، إلا أنه فوجئ بعدم السماح له بذلك، مؤكداً أنه عاد ليواصل العلاج في مجمع السلمانية الطبي. وأوضح أن حالته بدأت تزداد سوءا مؤخراً، إذ أصبح أكثر عدوانية من قبل؛ بسبب موت خلايا الدماغ. وأشار إلى أن المعهد الذي يدرس فيه سيدهاشم بدأ يشكو من تصرفاته بعد أن كانت معلمته تمدح سلوكه، إذ أصبح أكثر عدوانية ويقوم بالضرب، منوهاً إلى أنه راجع الطبيب المشرف على حالة ابنه وطلب منه حجز موعد له مع طبيب نفسي، إلا أن الموعد كان بعد عام من الآن.

وذكر أنه بعد محاولات استطاع أن يحصل على موعد بصورة عاجلة، مشيراً إلى أن الإخصائية النفسية أكدت أن الصرع دمر الخلايا، ما أسفر عن تغير في سلوكياته وتأثر نطقه بشكل كبير.

ولفت إلى أنه طلب تخطيطاً إلى دماغ سيدهاشم لمعرفة الشحنات الكهربائية التي يتعرض لها ابنه.

وتساءل والد سيدهاشم عن الحالة التي ستؤول إليها حالة ابنه وخصوصاً أن الصرع بدأ يوثر عليه، وجميع الأدوية التي يشربها بشكل يومي أصبحت لا تسيطر على الصرع، على الرغم من أنه مضت 6 اعوام وسيدهاشم يتناول يومياً 5 أدوية صباحاً ومساءً.

وعبر والد سيدهاشم عن قلقه وقلق زوجته، وخصوصاً أنهما فقدا ابنهما سيدحيدر قبل شهر، مشيراً إلى أن ابنه كان يعاني من متلازمة داون، وبعد ولادته اكتشف أنه يعاني من وجود فتحتين في القلب، مبيناً أنه بناء على ذلك راجع السلمانية وبعد عدة مراجعات تقرر نقله إلى الهند لإجراء العملية. موضحاً أن المستشفى هناك كان يفتقر إلى معايير النظافة، فكانت تكثر فيه الديدان والبعوض، وأن المستشفى كان تجاريا فكان يطلب إيجارا على الغرف وكان يدفعه من حسابه الخاص، مبيناً أن العملية أدت إلى تأثر رئة الرضيع وانخفاض نسبة الأكسجين ليفارق الحياة بعد ذلك، مؤكداً أنه في الشهر نفسه فارق أكثر من رضيع الحياة كان موجودا في هذا المستشفى.

وأبدى الوالدان قلقهما على صحة سيدهاشم متخوفين على حياته، ومطالبين بعلاجه للسيطرة على الصرع، إذ قال والده: «فقدت ابني الرضيع، ولا أستطيع أن أتخيل أن أفقد ابني الثاني بسبب الصرع، لذا أتمنى نقله للخارج».