قال وزير الخارجية العراقى، إبراهيم الجعفرى، إن القوات العراقية تتقدم فى مواجهاتها مع تنظيم داعش، والتراجع بات واضحا فى صفوف التنظيم بعدة مناطق، مؤكدا أن الشعب العراقى متجانس ومتآخٍ والمعركة ليست بين السنة والشيعة، ودعا الدول العربية والإسلامية إلى التعلم من تجربة بلاده فى التعايش بين الطائفتين، بحسب ما أفادت صحيفة المصري اليوم الجمعة (27 مارس/آذار2015).
أضاف الجعفرى، فى حوار خاص لـ«المصرى اليوم»، على هامش الترتيب لعقد القمة العربية بشرم الشيخ، أن هناك أيادى أجنبية تحاول العبث فى العلاقة بين أبناء العراق، وتمد داعش بالمال والسلاح، ورغبات دولية تريد أن تعيش المنطقة فى حالة اضطراب.
وتحدث وزير خارجية العراق عن «سيكولوجية الداعشى»، وقال إن هناك حالة استياء بين بعض الشباب الذى يعيش فقيرا فى منطقة ثرية، ولذا يثور ويرفض، وانسجمت أفكاره تلك مع أناس يخططون فى غرف مظلمة لتحقيق أهداف معينة، موضحاً أن الأزهر الشريف يمكنه لعب دور كبير فى التصدى لأفكار داعش، من خلال الخطابات المتأنية التى تساعد على إخماد الفتنة. وأكد «الجعفرى» أن العراق يقف مع الشعوب التى تختار حكوماتها، ولكن فى سوريا وقف على الحياد، لأن الشعب كان منقسماً، وطالب جامعة الدول العربية بترشيد مسيرة المعارضة كقوى سياسية، وأيضاً إرشاد بصيرة الحكام، مشيراً إلى أن مصر دولة لها وزن نوعى فى المنطقة، وهى حاضنة للجامعة العربية، وستحافظ على موقعها فى الصدارة، حتى وإن كانت تصدعت فى الفترة الأخيرة، وهى تمثل دور الأخ الكبير فى المنطقة، وهناك حالة من الأخوة النادرة بين البلدين.
■ بداية.. ما حال الوضع الأمنى فى العراق الآن؟
- صفحات المواجهة فى الداخل العراقى تسير الآن باتجاه غلبة القوات العراقية دفاعاً عن الوطن والشعب، وتنظيم داعش تراجع إلى الخلف خلال الأيام القليلة الماضية، والانتصارات التى حدثت فى محافظة صلاح الدين أبهرت العالم، خاصة وأن الطرف المقابل كان يستخدم أساليب أكثر وحشية مثل السيارات المفخخة، ما استدعى توجيه ضربات جوية للتنظيم، لأن المواجهات البرية قد تكون غير كافية فى ظل اتخاذ داعش بعض العائلات كدروع بشرية بالقوة، وتفجير بعض البيوت، ورغم التصرفات الوحشية للتنظيم، فإن القوات العراقية تتقدم وتتحاشى الكوارث الإنسانية، والتراجع بات واضحا فى صفوف داعش بمحور الحلة، كربلاء، ديالة، سامراء ومناطق متعددة عما كانت عليه الأوضاع قبل أسابيع، حيث كان التنظيم على أبواب بغداد، ولكنه تراجع نحو الموصل حاليا.
■
هل يعنى تقدم القوات العراقية أن المعركة أوشكت على الانتهاء؟
- المعركة جادة وليست سهلة، وليس من اليسير تحديد موعد لنهايتها، ولكن بالتأكيد تسير فى صالح القوات العراقية، ونتمنى أن تنتهى فى أقصر فترة ممكنة، والقوات العراقية معبأة جيداً، حيث ينضم تحت خيمة القوات المسلحة أصل الجيش والحرس وقوات الحشد الشعبى البشمركة والقوات الكردية وأبناء العشائر العراقية.. وكل هؤلاء يؤدون أدوارهم بشكل جيد.
■ ما حقيقة ما ذكرته تقارير بشأن حدوث تجاوزات وأعمال تنكيل وقتل من جانب قوات الحشد الشعبى المتحالفة مع قوات الجيش والشرطة ضد بعض المناطق السنية التى تم الاستيلاء عليها من تنظيم «داعش»؟
- يحاول أعداؤنا تشويه الحقائق على الأرض بتصوير أن المعركة بين السنة والشيعة، رغم أن أبرز المحافظات المنكوبة، وهى الموصل، تعد أكبر مدينة سنية فى العراق، وكذلك محافظات مثل الأنبار وصلاح الدين، الجزء الأكبر من قاطنيها سُنة، وما يتردد بشأن تجاوزات قوات الحشد الشعبى ادعاءات.
جماعات تنظيم داعش تعتقد أنها تقوم بعملياتها دفاعاً عن السنة، رغم أنها فتكت بمناطق السنة مثلما فتكت بمناطق الديانات الأخرى.. هؤلاء لا يمثلون السنة والسنة منهم براء، ولا يمثلون الشيعة كذلك، والآن يرد عليهم أبناء المناطق.. فحينما نتحدث عن عشائر الأنبار، وهى سنية، نتأكد أن المواجهة لا تتم من منطلق طائفى، ولكن من منطلق موضوعى، فأهل الأنبار السنة يرغبون فى مواجهة هذا التنظيم، كما يرغب أبناء العشائر الشيعية فى ذلك أيضا، ووزير الدفاع، خالد العبيدى، من السنة، والشهيد الطيار محمد الكروى، الذى استشهد قبل فترة، هو أيضا سنى.. هم يريدون إيهام العالم بأن القضية قضية سنة وشيعة لكى يستفزوا الرأى العام السنى، وهذا الكلام عار تماماً عن الصحة، ولكن قد ينطلى على البعض، خاصة حينما تروج بعض وسائل الإعلام لمثل هذه الأفكار.
■ لمصلحة من ترديد الأقاويل عن التجاوزات؟
- الشارع العراقى متجانس ومتآخ، وما من محافظة عراقية إلا وفيها سنة وشيعة، وما من قبيلة عربية كبيرة إلا وبها سنة وشيعة، مثل قبائل خزاعة وتميم وعبيد وشمر، وهذه تكوينة ديموغرافية لا أحد يستطيع إنكارها، والشىء المفرح أن نسبة الزواج بين السنة والشيعة تصل إلى 26%، وبالتالى سنجد شبابا «أبوه سنى وأمه شيعية والعكس» فهناك أياد أجنبية تحاول أن تعبث بهذه الثنائية الرائعة فى العراق، وأنا نصيحتى لكافة الدول العربية والإسلامية أن تتعلم من التجربة العراقية فى التعايش بين السنة والشيعة على مدى التاريخ، فلا يوجد لدينا شىء اسمه سنى وشيعى.
■ هل ينطبق هذا على جميع الفئات؟
- البعض قد يكون لديه ضيق الأفق، ولكن هؤلاء لا يمثلون حالة مجتمعية بأن المجتمع السنى ضد المجتمع الشيعى أو المجتمع الشيعى ضد المجتمع السنى.
■ من أين يحصل تنظيم داعش على السلاح؟
- المعركة بدأت فى ساحة سوريا ثم انتقلت إلى العراق، وهى قضية مؤقلمة (على نطاق إقليمى) إن لم تكن «مدولة» (على نطاق دولى)، فهناك إرادات دولية ترغب فى جعل المنطقة تعيش فى حالة من الاضطراب، ومواطنو «داعش» ينتمون إلى أكثر من 62 دولة فى العالم فكيف لا يحصلون على السلاح.. وهناك دول تسعى لأن تجعل العراق، خاصة، ودول المنطقة عامة تعيش حالة من الاضطراب، ولذلك تكرس هذه الحالة وتمد داعش بالمال والسلاح، خاصة أنهم يستخدمون المتفجرات ويصنعونها محليا ويفجرون بها أحياء كاملة، ولا يفكرون فى الحصول على الدبابات والسلاح الثقيل.
■ البعض قال إن «داعش» صنيعة المخابرات الأمريكية.. هل هذا صحيح؟
- مسألة داعش ليست مسألة عمالة، ودعنا نعقل تحليلنا حتى حينما نتحدث عن أعدائنا، ولا نفسر الأشياء كما نحب، ولكن علينا أن نفسر الأشياء كما هى، فسيكولوجية الداعشى قوية.. هو يقول إنه يضحى بنفسه قبل قتله الضحية.. وهذه ثقافة وليست عمالة، وقد يقع مثل هؤلاء فى العمالة من حيث لا يدرى، كثير من هؤلاء ضحايا لخطط مهندسى العمالة، وإن لم يكونوا ارتبطوا بهم مباشرة.
هناك ظاهرة فى العالم، وإن لم يكن الإعلام قد سلط عليها الأضواء، ألا وهى ثقافة التفجير التى سبقتها ثقافة الاستياء، فالشباب يشعر أنه ينتمى إلى عالم ثرى من الناحية الاقتصادية ولكنه فقير من الناحية الواقعية، فأغنى منطقة فى العالم هى منطقة الشرق الأوسط، وثلثا نفط العالم يتركز بها، وتمتلك المنطقة أيضا «خزيناً تاريخياً حضارياً هائلاً»، فيتساءل الشباب: «لماذا أنتمى إلى هذه المنطقة الغنية اقتصاديا وحضاريا وأعيش فقيراً؟».
ودعنا نتساءل: «من الذى اخترع مصطلحات دول الشمال الغنى ودول الجنوب الفقير؟.. فعالم الشمال يضم 20% فقط من سكان العالم، ولكنه يسيطر على 80% من الثروات، وعالم الجنوب يضم 80% من سكان العالم ولا يحصل إلا على 20% من ثروات العالم.. وهذا سبب الاستياء الذى تفجر فى صدور الشباب، فقالوا لابد أن نثور ونرفض، وانسجمت أفكارهم تلك مع أناس يخططون فى غرف مظلمة لتحقيق أهداف معينة.
لذا ليس من الصحيح اتهام من نختلف معهم بأنهم عملاء، وإذا أردنا التوصل إلى حل فعلينا معالجة هذه القضايا بخلفياتها الثقافية بمشاريع حقيقية لها بُعد اقتصادى وثقافى واجتماعى.
■ ما هى أهم المحاور التى تناولتها زيارتك الأخيرة لسوريا؟
- هناك علاقات قديمة بيننا وبين سوريا، باعتبارها دولة جوار جغرافى لنا، ومن الطبيعى أن يكون بيننا علاقات وتواصل، خاصة أن هناك امتدادا قبائليا وعشائريا بين الجانبين فى المناطق الحدودية، وفى نفس الوقت سوريا لعبت دورا مهما فى احتضان المعارضة العراقية أيام نظام صدام حسين، وحينما تلتهم النيران بيت جارك فأنت تهرع لنجدته لسببين، أحدهما دافع إنسانى كى تنقذه، والثانى أن النار لن تقف عند حدود بيته وإنما ستصل إلى بيتك، وقد جاءت النار إلى بيتنا بالفعل، وبالتالى ليس غريبا أن نجلس معا لبحث الأمور دون أن نتدخل فى شؤونهم أو يتدخلوا فى أمورنا.
نحن نقف إلى جانبهم وهم يقفون إلى جانبنا، وراجعنا مع الإخوة السوريين التجربة، ونتطلع معهم أن يسود السلم بين الفرقاء، فى كل دولة يكون هناك فجوة بين الحكومات والشعوب، ونحن نحدد موقفنا من الحكومات من خلال الشعب وموقفنا ليس استثناء، وإنما نتخذه مع كل دول العالم، لأن الشعوب هى التى تختار حكوماتها، وحينما حدثت الثورة اللييبة وقفنا إلى جانب شعبها، وحدث ذلك من قبل فى تونس، أما فى سوريا فالشعب كان منقسما، جزء مقتنع بالنظام والآخر غير مقتنع، ولذلك وقفنا على الحياد.
■ هل تطرقتم خلال زيارة دمشق إلى العلاقات المصرية- السورية؟
- الكل يتفق معنا على أن مصر دولة لها وزن نوعى فى المنطقة، وهى حاضنة للجامعة العربية، ونترقب منها أن يكون لها دور بنّاء، سواء فى هذا الملف أو ملفات أخرى، وفعلا ستحافظ مصر على موقعها فى الصدارة حتى وإن كانت تصدعت فى الفترة الأخيرة، لكنها تستطيع استعادة موقعها حينما تتعامل بحكمة مع الملفات الساخنة فى المنطقة، وهى تمثل دور الأخ الكبير، وننظر إليها باعتبارها دولة ذات تاريخ حضارى عريق، وغنية بالآثار، وتمتلك واحدة من أقدم الحضارات إلى جانب العراق، وهذه العوامل والتداخلات بيننا وبين مصر جعلتنا فى حالة من الأخوة النادرة، وسوريا تشاركنا إلى حد كبير هذا الانطباع والطموح.
■ هل طلب منكم الرئيس بشار الأسد تبيلغ أى رسالة للقادة العرب خلال قمة شرم الشيخ؟
- مقعد سوريا عندما يشغر لن يمليه أحد من المعارضة، فهناك نظام قائم مع احترامى للمعارضة، ونحن عشنا فترة معارضة إلى أن سقط النظام، وجامعة الدول العربية هى جامعة للدول وليس للمنظمات أو القوى السياسية، ولا يمكن أن تتقبل أى دولة خروج أحد من خلفها ويقول أنا أمثل دولة فلان، وما يحدث هنا ينطبق على سوريا.
وهذا لا يعنى ألا نتحدث مع المعارضة أو نتعاون معها، ونحن تحدثنا مع الرئيس بشار ونتمنى أن تكون هناك حلول سلمية لإنهاء النزاعات والمشاكل بين الفرقاء السياسيين السوريين، والبدء فى صفحة جديدة، وفى تقديرى أن الرجل استقبل هذا المقترح بأريحية، فالهدف من المعارضة ألا أكون معارضا، وإنما مشاركة بلدى فى بنائه، وأن أكون موجودا فى سفح المسؤولية وقمتها.
علينا فى جامعة الدول العربية مراعاة هذا الاتجاه، وترشيد مسيرة المعارضة كقوى سياسية، وكذلك نرشد بصيرة الحكام، فهم ليسوا منزلين من السماء، فنحن جميعا معرضون للخطأ والإصابة.
■ وماذا عن الأزمة التى حدثت بين العراق والأزهر بعد البيان الذى أصدرته المشيخة وأدانت فيه تصرفات ميليشيات الحشد الشعبى الشيعية؟
- نحن لم يصدر منا أى شىء، وحقيقة استغربت كثيرا عندما أخبرت بأن بيانا كهذا قد صدر من شيخ الأزهر، وتملكنى العجب، وفى أقصى احتمالات أن يكون شخص قتل واحدا سنيا، وهذا لا يعنى أننى أختزل كل المنطقة والقوات المسلحة واتهم الحكومة بأنها جنحت إلى هذه الحالة الطائفية.
هناك 1700 شيعى قتلوا لأنهم شيعة، وقضية الأنفال، وقضية حلابجة الكردية، هل نقبل أن نقول إن العرب كلهم قتلوا الشيعة أو الأكراد.. لا فصدام حسين قتل العرب قبل الأكراد.. هل سمعت عن 365 ألف شيعى دفنوا أحياء بالعراق بالثورة الشعبانية، هل نتهم السنة أنهم كلهم صدام حسين.
الإنسان لازم أن يكون متأنيا، ويتعامل مع الأمور برؤية، فليس كل خبر يأتى صحيحا، فأن يقتل سنى معين شيعيا معينا يمثل نفسه فهذا وارد، أما أن أتهم كل السنة أو كل الشيعة فهذا ليس صحيحا.. الموقف يحتاج إلى عقلنة أكثر وتروى، ومن غير الصحيح أن نتفاعل مع خبر مكتوب، كان يجب أن يسعى شيخ الأزهر للاستفسار أو أن يبعث أحد إلى العراق لنريه حقيقة الأمور على الأرض.
■ وهل أوضحتم هذه الصورة للمسؤولين بالأزهر؟
- صدر بيان وكتبت رسالة، لكن ننتظر تصحيح الموقف، ونحن واثقون من أنفسنا بأننا ليس عندنا هذه الممارسات، ولا نسمح بها أبدا، فالنفس محرمة، ولا يجوزالتمثيل حتى بالكلب العقور، وأى شخص يقتل سنيا أو شيعيا مسلما أو غير مسلم من أى خلفية كانت، فهذا بالنسبة لنا غال عزيز، ولا نقبل أو نتهاون فى ذلك، ويجب أن يخضع القاتل للمحاكمة، وأن تنزل به أشد العقوبات العادلة والقصاص «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب».
■ ما هو الدور الذى يمكن أن يلعبه الأزهر لمواجهة الفكر الداعشى؟
- الساحة لمن يبادر، والأزهر ممكن أن يلعب دورا كبيرا بخطابات متأنية تساعد على إخماد الفتنة، وفى وقت الأزمات تتجلى المواقف، سواء للأزهر الشريف أو العلماء والمفكرين.. كل يساهم فى اتجاه واحد لتعبئة الشارع نحو التمسك بالوحدة، وعدم الاستجابة للتناطحات.
■ ما هى مطالب العراق من القمة العربية؟
- نريد من القمة العربية أن ترتقى لمستوى الطموح والواقع العربى، حيث لا تزال المسافة بعيدة بينهما، فالدول ومنها العراق تواجه تحديات منها الإرهاب.. وفتح خلافات جانبية بين الحكومات الآن يعنى أن المستفيد هو العدو غير العربى، وعلى القمة أن تعطى الأولوية للاهتمامات العربية، سواء على مستوى المصالح وتحقيقها أو على مستوى المخاطر وتجنبها.
■ وما رؤية العراق للأزمة اليمنية؟
- موقفنا من اليمن هو جزء من موقفنا مع كل الدول العربية التى تعانى الآن من اضطرابات، ونعتقد أن الحلول السياسية هى الأفضل، وهذا ما ينطبق على ليبيا وسوريا واليمن، وعلى أى دولة تتعرض لاستفزاز- فأى بلد يتعرض لمشاكل- الحل الصحيح لها هو السياسى، وما تضيق به الحروب والأسلحة يتسع له الحل السياسى، والحل العسكرى وتوجيه ضربة سريعة فى اليمن يجب التفكير فيه طويلا حتى لا نصب زيتا فوق النار بدون قصد، ونحن لا نميل لاستخدام العنف والعنف المقابل.
■ هل ستقوم العراق بوساطة فى هذه الأزمة، خاصة أن لكم علاقات جيدة بكل القوى فى اليمن وكذلك إيران؟
- العراق لا يتدخل بشؤون الدول، لكنه لا يبخل بالاستجابة عندما يطلب منه ذلك، ويهمنا كثيرا أن نجد أشقاءنا العرب فى حالة انسجام، ونحن نمارس جهودنا ليس على المستوى العربى فقط، ولكن على المستوى الدولى.
■ هل ترى أن الطرح المصرى بتشكيل قوة لمحاربة الإرهاب يساهم فى مواجهة داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى؟
- المبادرة بتشكيل قوة عسكرية بها نقطة قوية، وهى أن هناك إحساسا بالخطر على الدول العربية، وبها نقطة قوة أخرى بأن الرد يجب أن يكون عربيا، ولكن يجب أن تعطى المبادرة الوقت الكافى والمقدمات اللازمة، لأن النتيجة تتأثر بالمقدمات، ورأيى أن تتم دراسة المبادرة بتأنٍ، ويؤخذ رأى الجنرالات والقادة والأركان العسكريين.
■ وكيف ترى الضربة المصرية لتنظيم داعش فى ليبيا؟
- لا نستطيع أن نُجزِّئ الإرهاب، ونحن فى معركة واحدة ضد الإرهاب، وعندما يقوى الإرهاب فى مصر يُضعفنا، وعندما يقوى فى سوريا يُضعفنا، وكذلك فى كل بلدان العالم الأخرى، فالمعركة لا تتجزأ وإن تعددت جبهاتها.
■ ماذا عن العلاقات بين مصر والعراق حاليا؟
- العلاقة بيننا طيبة، وعندما تتحدث عن المشتركات بيننا تتعب، لا يوجد خلافات بيننا، ونتمنى أن تعود مصر وتحتل مقعدها المتصدر كما كانت، وهذا بالنسبة لنا قوة واعتزاز.