بينما كنت أتصفح موقع “الويكيبيديا” الإلكتروني، اكتشفت أثناء قراءتي أن العالم يحتفل في الثاني والعشرين من شهر مارس/ آذار في كل عام بيوم الماء العالمي... ملأت وجهي ابتسامة استغراب، فكيف خصص العالم يوماً عالمياً للماء، فيما غالبية سكان العالم يسيئون استخدام هذه الثروة، بل هم لا يحافظون عليها؟!.

الماء هو المادة الأكثر شيوعاً، وأن لا حياة من دون ماء، فقد قال تعالى: “وجعلنا من الماء كل شيء حيٍّ أفلا يؤمنون” (الأنبياء: 30). كما أن كل الكائنات الحية (نبات، حيوان، إنسان) لابد لها من الماء كي تعيش. وفي الحقيقة فإن كل الكائنات الحية تتكون غالباً من الماء، كما أن ثلثي جسم الإنسان مكون من الماء، وثلاثة أرباع جسم الدجاجة من الماء. كما أن أربعة أخماس ثمرة الأناناس من الماء... إلخ. ولكن على رغم ذلك فإن مصادر المياه قلت، وبات الكثير من دول العالم يعاني من شح المياه وربما أحياناً كثيرة ندرتها، حتى أنهم باتوا يبحثون عن الماء في كواكب أخرى وعلى سطح القمر. كل ذلك على رغم أننا نعي جيداً أن الكرة الأرضية مكونة في غالبيتها من المياه، ولكن سوء استخدام البشر لهذه الثروة هو ما يجعلها تقل أو ربما تلوث أو تنضب.

بالفعل نحن بحاجة إلى يوم نتذكر فيه أن الماء ثروة ويجب أن نحافظ عليه، كما يجب علينا كأفراد أن نساعد دولنا في المحافظة عليه... أنتم أصدقائي أيضاً يمكنكم المساعدة في الحفاظ على هذه الثروة لمستقبل بلادنا، كأن تعمل على ترشيد استهلاك المياه، وأن تحافظ على المساحات المائية الموجودة في بلادك مثل البحر. كما يجب عليك أن تنصح كل من ترى أنه يهدر هذه الثروة، من دون أن يدرك قيمته، أو أن تشكو المتعمدين ممن يدركون أن ما يقومون به خطأ للجهات المعنية... فنحن جميعاً مسئولون في الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية.

مناهل